مخاوف من صراعات حادة بعد تحرير الموصل

للجزيرة نت - تخوفات الأطراف السياسية ما بعد "تحرير" الموصل من تنظيم الدولة
قوات من البشمركة تخوض معارك ضد تنظيم الدولة شرق الموصل (الجزيرة)

ناصر شديد-أربيل

مع قرب بدء المرحلة الثانية من عملية إعادة السيطرة على مدينة الموصل، أعرب سياسيون ومحللون عراقيون عن تخوفهم من مستقبل ما بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية من العراق ككل، معتبرين أن الخلافات السياسية والعسكرية ستشتد بين الكتل المتصارعة فور انتهاء المعارك.

وقال محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي للجزيرة نت إن أحد أبرز الخلافات يكمن في المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد من جهة وبين الشيعة والسنة من جهة أخرى، خاصة إن حاولت مليشيات الحشد الشعبي دخول مناطق العرب السنة في مدينة الموصل وما حولها أو مدينة تلعفر ذات الأغلبية التركمانية المنقسمة بين السنة والشيعة.

ويشير المحلل السياسي العراقي أحمد الأبيض إلى "وجود نوايا لدى الحشد الشعبي لارتكاب جرائم حرب حال دخوله الموصل وتلعفر ومناطق أخرى في سهل نينوى، أما تنظيم الدولة فسيعمل على الانسحاب من مناطق غير مهمة إستراتيجيا له للوقيعة بين أطراف تعمل على إسقاط سيطرته العسكرية على الأرض".

أحمد الأبيض: قيادة الحشد تدعم حزب العمال عسكريا وماليا (مواقع التواصل)
أحمد الأبيض: قيادة الحشد تدعم حزب العمال عسكريا وماليا (مواقع التواصل)

وما يزيد الطين بلة أن الأميركيين يعملون من دون خطة في العراق، على خلاف ما كانوا عليه عند احتلالهم لهذا البلد عام 2003، بحسب الأبيض الذي أضاف أن "القضية خطيرة جدا وأبعد من وحدة العراق، بل تستهدف تفتيت المنطقة بأسرها".

مناطق نزاع
تكمن المشكلة بين بغداد وإقليم كردستان في المناطق المتنازع عليها بين الطرفين، فقد أعطت المادة 140 في الدستور العراقي إقليم كردستان حق تقرير مصيره بعد استفتاء ينتظره الأكراد. ومع بدء المرحلة الأولى للمعارك في المحور الشرقي لمدينة الموصل، استطاعت قوات البشمركة إعادة السيطرة على سبع قرى في سهل نينوى من تنظيم الدولة.

وكان الأكراد قد استعادوا منطقتي مخمور والخازر من التنظيم قبل أكثر من عام، لكن السلطات العراقية تعتبرهما مناطق عربية. ويؤيد الأبيض حديث القيادات العسكرية العراقية بشأن مخمور والخازر بأنهما ستعودان "حتما" إلى الحكومة المركزية في بغداد دون أي تفريط من المركز.

وقد بدأ الأكراد بحفر خنادق ونصب سواتر ترابية فور انتهاء المرحلة الأولى من عملية استعادة الموصل لرسم حدودهم الجديدة في محور الخازر.

‪عبد الحكيم خسرو: المشهد معقد جدا‬ الجزيرة)
‪عبد الحكيم خسرو: المشهد معقد جدا‬ الجزيرة)

وأكدت تقارير متعددة أن تعاونا وثيقا بدأ بين الحشد الشعبي المقرب من إيران وبين حزب العمال الكردستاني المناوئ للدولة التركية بعد سيطرة تنظيم الدولة على أكثر من 40% من الأراضي العراقية منتصف العام 2014. ويذهب أحمد الأبيض إلى أن قيادة الحشد تدعم حزب العمال عسكريا وماليا منذ أكثر من عام، في محاولة منها لخلط الأوراق في المنطقة.

وفي السياق نفسه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صلاح الدين في أربيل عبد الحكيم خسرو -المقرب من سلطات إقليم كردستان- في حديث للجزيرة نت إن "المشهد معقد، فإيران والنظام السوري يدعمان حزب العمال الكردستاني في سنجار ومن بعده الحشد الشعبي"، معربا عن خشيته من استخدام حزب العمال للضغط على تركيا، ودخوله مع الحشد الشعبي إلى مدينة الموصل.

وكشف الأبيض عن وجود "تخوفات من قيام الحشد الشعبي بطرد التركمان السنة وإبقاء التركمان الشيعة في تلعفر"، بل ذهب إلى القول بأن "الحشد يهدف إلى تطويق نفوذ مسعود البرزاني عبر مد التركمان الشيعة في تلعفر وربطهم بطوزخرماتو وتازة المحاذية لكركوك.

يذكر أن النفوذ السياسي في تلعفر لحزبي الدعوة الذي يرأسه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، بينما يبلغ عدد سكان تلعفر نحو 800 ألف شخص، 70% منهم شيعة تركمان والباقي من التركمان السنة.

المصدر : الجزيرة