رد أميركي حاسم للحوثيين رغم عدم إدانتهم صراحة
مراد هاشم-نيويورك
الاتهامات الأميركية جاءت على لسان قائد القيادة الأميركية الوسطى جوزيف فوتيل في ندوة استضافها الأربعاء مركز التقدم الأميركي في واشنطن عن الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط أكد خلالها أن هناك عناصر حصلت على معدات وأسلحة قد تؤثر في حركة الملاحة في الممر المائي المهم الذي تعبره نحو ستين إلى سبعين سفينة يوميا.
وأضاف فوتيل أن إيران تقف وراء ذلك بشكل أو بآخر وألقى بالمسؤولية أيضا على قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مشيرا إلى أن التحقيقات في الهجمات لا تزال متواصلة وأن القيادة الوسطى تعكف على فهم ما جرى خلالها.
وتجنب المسؤولون الأميركيون سابقا الإشارة صراحة إلى الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع كطرف مسؤول عن إطلاق الصواريخ وأكتفوا في أكثر من مناسبة بالإشارة إلى أن الهجمات انطلقت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون.
ونفى الحوثيون من جانبهم أن تكون قواتهم نفذت الهجمات رغم اعترافهم واحتفائهم بهجوم صاروخي مماثل استهدف في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري سفينة إماراتية قبالة ميناء المخاء اليمني ما أدى الى غرق السفينة وهي الحادثة التي استدعت إرسال المدمرتين الأميركيتين "مايسون" و"نيتز" إضافة إلى سفينة النقل العسكرية "بونس" إلى باب المندب التي استهدفت بعد ذلك بثلاث هجمات متوالية.
رصد ومراقبة
معلومات أكثر تفصيلا نشرتها وسائل الإعلام الأميركية نقلا عن مصادر عسكرية أميركية بشأن ملابسات الهجمات بدءا من عمليات الرصد والمراقبة للسفن العابرة الموجودة في باب المندب عبر قوارب تابعة للحوثيين وانتهاء بدور رادارات منصوبة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وتفسر هذه الخطوة اتخاذ واشنطن -رغم عدم توجيه اتهام صريح إلى الحوثيين- قرار الرد بموافقة من الرئيس باراك اوباما بإطلاق صواريخ توماهوك وتدمير ثلاثة من مواقع المراقبة التابعة للحوثيين. وقد حرصت واشنطن على التأكيد أنها عملية محدودة هدفت الى حماية الجنود والسفن الأميركية والملاحة الدولية.
يقول هارلن أولمان محلل الشؤون الإستراتيجية في المجلس الأطلسي في واشنطن إن الأميركيين لا يريدون التورط في الحرب في اليمن ويضيف للجزيرة إذا كان الحوثيون هم من أطلق الصواريخ فهم أرادوا استفزاز الولايات المتحدة للانخراط في الحرب وتوسيع دائرة الصراع.
واعتبر أن الرد الأميركي جاءا احترازيا و"هذا درس للحوثيين عليهم أن يصغوا إليه وأن يدركوا أن وقف إطلاق النار في اليمن هو في مصلحتهم وإن لم يتحقق فقد نشهد السيناريو السوري يتكرر في اليمن".
توقيت الهجوم قد لا يبدو في مصلحة الحوثيين كونه أبعد الأنظار عن حادثة قصف صالة العزاء في صنعاء التي أقر بها التحالف واستغلها الحوثيون إعلاميا وسياسيا إلى أبعد مدى.
السفير اليمني في واشنطن أحمد عوض بن مبارك تساءل تعليقا على ذلك "ومنذ متى يمكن تفسير تحركات ومواقف وممارسات الحوثيين بالمنطق؟".
ويضيف للجزيرة أن الحوثيين يقومون بدور وظيفي لصالح إيران أكثر من ارتباطهم بأي أجندة وطنية ومن ذلك تهديد الملاحة في باب المندب الذي يحقق مصلحة إيرانية في إطار الصراع الجاري في المنطقة".
اللافت أن تنامي التهديدات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر أعقبه تحرك دولي لدفع أطراف الحرب إلى وقف إطلاق النار، وفي هذا السياق جاء إعلان بريطانيا عزمها طرح مشروع قرار جديد على مجلس الأمن يتضمن أيضا دعوة إلى استئناف العملية السياسية، وقد تأجل توزيع مسودة المشروع إلى حين الانتهاء من تقييم الوضع ميدانيا في ضوء هدنة الـ72 ساعة التي أعلنتها الأمم المتحدة.