عام دراسي جديد صعب في غوطة دمشق المحاصرة

جانب من العملية التعليمية في الغوطة الشرقية
بسبب القصف والحصار وتدهور المعيشة في ريف دمشق لن يتمكن بعض الأطفال من الالتحاق بمدارسهم (الجزيرة نت)

محمد الجزائري-ريف دمشق

كثيرة هي الأسباب التي تمنع أطفال الغوطة الشرقية والغربية في ريف دمشق من الالتحاق بمدارسهم، أبرزها القصف الذي دمر كثيرا منها، وتدهور الأوضاع الاقتصادية للأهالي مع انعدام فرص العمل، وتراجع الاهتمام بالتعليم.

وقد دفعت سياسة تجويع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام أغلب الأهالي للاعتماد على أطفالهم في الأعمال وكسب الرزق، وهو ما أصبح أمرا ملحا لدى الأسر التي فقدت من يعيلها.

المدارس وطلابها أضحوا هدفا دائما لطائرات النظام السوري، ومنها ما دمر جزئيا وتم ترميمه، وأخرى يستخدم الجزء السليم منها. يذكر أن 22 طالبا وثلاثة مدرسين قتلوا جراء استهداف قوات النظام المدارس العام الماضي أثناء الدوام.

يعاني القطاع التعليمي في ريف دمشق من صعوبات، أهمها غياب الكفاءة لدى المدرسين بسبب اللجوء والنزوح والاعتقالات من قبل النظام، لذلك تم الاعتماد على متطوعين من طلاب جامعات لم يتمكنوا من إكمال تعليمهم بسبب الحصار وذلك لسد النقص، وأغلبهم ليست لديهم الخبرة في مجال التدريس.

يقول الأستاذ عبد العزيز -وهو مسؤول مركز تدريب وتأهيل المعلمين في مديرية التربية والتعليم بريف دمشق الحرة- "عملنا على إنشاء مراكز تدريب للمدرسين، للرفع من مؤهلاتهم العلمية والتربوية وتدريبهم على الطرق والأساليب التعليمية الحديثة".

‪‬ مدرسة مدمرة في الغوطة الشرقية جراء قصف قوات النظام السوري(الجزيرة نت)
‪‬ مدرسة مدمرة في الغوطة الشرقية جراء قصف قوات النظام السوري(الجزيرة نت)

عقبات مختلفة
ويضيف عبد العزيز أن القطاع التعليمي يواجه عقبات أخرى كعدم توفر الكتب أو غلائها واستحالة إدخالها، وعدم توفر اللباس المدرسي الموحد.

من جهته، يقول مدير مديرية التربية والتعليم بريف دمشق الحرة الأستاذ عدنان سليك للجزيرة نت إن هناك معوقات كثيرة، منها الكتب الموجودة لدينا من عام 2011 وأصبحت بالية، وهذه الكتب هي نفسها التي يدرسها النظام، لأن الحكومة السورية المؤقتة (التابعة للمعارضة) لم تقدم كتبا يمكن طباعتها في الداخل.

يختلف حال التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف دمشق، ففي الغوطة الغربية ومدينتي قدسيا والهامة ووادي بردى بقيت المدارس تعمل بشكل طبيعي، وهي تتبع للنظام السوري بشكل كامل.

أما في جيرود ورحيبة بالقلمون وبيت جن بالحرمون بالإضافة لجنوب دمشق فجميع المدارس ترتبط بشكل مباشر مع مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق الحرة.

في الغوطة الشرقية تتبع المدارس للحكومة المؤقتة عبر مديرية التربية والتعليم ولمؤسسات خيرية وتنموية تعمل بالتنسيق معا، وتمنح المديرية رخص عمل للمدارس الخيرية لمتابعتها وعدم اختلاف المناهج في ما بينها، بينما تختلف الكوادر وطرق أساليب التعليم فيها، وتغطي قسما من التعليم الأساسي والإعدادي والثانوي.

وحسب إحصائية مديرية التربية في ريف دمشق الحرة، يوجد في الغوطة الشرقية 170 مدرسة: 135 منها صالحة للعمل تستوعب قرابة 45 ألف طالب ومدرس، تنقسم بين مدارس عامة ومدارس خيرية.

مؤسسات خيرية
تقول مديرة "مؤسسة بسمة أمل" سهام النجار إن المؤسسة أنشأت ثلاث مدارس في الغوطة الشرقية، وتعمل بتنسيق عال مع مديرية التربية الحرة.

وأضافت أن "المدارس الخيرية تفوقت على المدارس العامة بسبب المنافسة في ما بين المؤسسات واستقطابها الخبرات، واعتمادها على أساليب تعليمية حديثة بالاستعانة بالتجارب العالمية، وتطبيق عملية التعليم الجماعي والتشاركي، والعمل على تنمية المهارات لدى الطلاب بالأنشطة العلمية والمتابعة النفسية من قبل اختصاصيين".

يذكر أن التعليم في بلدة مضايا توقف بشكل كامل هذا العام خوفا من انتشار مرض التهاب السحايا وانتقال العدوى للطلاب والمدرسين في ظل انعدام الإمكانيات الطبية بالبلدة المحاصرة منذ عام ونصف.

المصدر : الجزيرة