قوات النظام السوري تهدد ريف حمص بالحصار

صورة لآثار قصف قوات النظام لحماة
صورة لآثار قصف قوات النظام والطيران الروسي في حماة (ناشطون)

المثنى الحارثي-الجزيرة نت

سيطرت قوات النظام على ثلاث قرى في ريف حماة الجنوبي، وهي الرميلة والشيخ عبد الله وحنيفة، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات المعارضة المتواجدة في المنطقة.

وتعتبر هذه القرى بوابة لريف حمص الشمالي والمنفذ الوحيد المتبقي لأهاليها. وكانت قوات المعارضة قد اضطرت للانسحاب من هذه القرى بسبب القصف المكثف المرافق للحملة العسكرية التي يشنها النظام على المنطقة.

يقول القيادي في لواء "أحرار تقسيس العامل" في المنطقة أبو محمد في حديثه للجزيرة نت "بدأ النظام أواخر الشهر الماضي بحملة عسكرية شرسة على قرى ريف حماة الجنوبي الخارجة عن سيطرته، حيث تقدم من محور جنان بعدد كبير من الآليات والعناصر بتغطية من الطيران الحربي الروسي، بالإضافة إلى قصف مدفعي من مطار حماة العسكري واللواء 47 وجبل البحوث العلمية".

إشراف روسي
ويضيف أبو محمد "رغم أننا كبدنا قوات النظام خسائر بشرية حيث فقد حوالي خمسين عنصرا من أفراده، فإن القصف الكثيف اضطرنا للتراجع من هذه القرى، خصوصا أن المقاتلين في هذه المنطقة لا يمتلكون أسلحة ثقيلة وأسلحة مضادة للدروع، وأغلب الاعتماد على الأسلحة الخفيفة التي لم تُجد نفعا في صد الحملة".

ويتابع أنه "بحسب المعلومات التي وصلتنا فإن ضباطا روسا يشرفون على الحملة، وقد لاحظنا غياب العشوائية في التحركات، وقد تزامن هذا الهجوم مع تقدم من الجهة الشرقية على محور "خنيفيس-دلاك-عبدون"، وإذا تمت السيطرة هناك سيصبح ريف حمص الشمالي محاصرا بالكامل، وقد طلبنا تعزيزات من القوات العاملة في ريف حمص الشمالي لاستعادة السيطرة على القرى التي خسرناها".

‪غارات الطيران الروسي على مدينة كفرنبودة بريف حماة‬ (ناشطون)
‪غارات الطيران الروسي على مدينة كفرنبودة بريف حماة‬ (ناشطون)

وقد وصلت مؤخرا تعزيزات عسكرية من غرفة العمليات في ريف حمص الشمالي لأجل تقديم العون ومساعدة الفصائل العاملة في ريف حماة الجنوبي، حسبما أفاد به أبو موفق الحمصي للجزيرة نت.

وأضاف الحمصي أن "قوات النظام لم تصل بعد إلى ريف حمص الشمالي، وقد شددنا الرباط على نقاط التماس ورفعنا حالة الاستنفار عند المداخل القريبة، كما أرسلنا تعزيزات إلى المنطقة لأجل استعاد السيطرة على قرى ريف حماة، لأن سيطرة النظام على قرى جنان والرملية والجرنية وحنيفة تعني إغلاق المنفذ الأخير الذي يتم منه إدخال المواد الغذائية إلى ريف حمص الشمالي".

وأوضح أنه "بعد إغلاق منفذ الدار الكبيرة عام 2013، بقي للريف الشمالي منفذان هما منفذ تيرمعلة ومنفذ جنان، ومنذ بدء المعارك في تير معلة أواخر العام الفائت تم إغلاق هذا المنفذ من قبل قوات النظام، واليوم يتم إغلاق آخر منفذ في قرية جنان بعد سيطرة قوات النظام عليها".

تجويع وحصار
وعن آخر تطورات المعركة، أجاب الحمصي "قمنا أمس بقطع خطوط التغذية الكهربائية الواصلة لمدينة سلمية وريفها (شرق حماة)، وتجري مفاوضات الآن مع قوات النظام لأجل الانسحاب من قرى الريف الجنوبي مقابل إعادة الكهرباء إلى تلك القرى الموالية".

‪قصف الطيران الروسي على مدينة اللطامنة بريف حماة‬ (ناشطون)
‪قصف الطيران الروسي على مدينة اللطامنة بريف حماة‬ (ناشطون)

أما عن الوضع الإنساني في ريف حمص الشمالي، فقد ساد الخوف لدى السكان المحليين من احتمال انقطاع الطريق عنهم، وتحديدا في فصل الشتاء، مما قد ينذر بحدوث كارثة إنسانية.

ويقول خالد -وهو ناشط من تلبيسة– للجزيرة نت إن "الناس متخوفون جدا مما يحدث في ريف حماة الجنوبي والأخبار القادمة من هناك غير مبشرة، فمناطقنا تعاني أصلا من نقص في المواد الغذائية والأدوية والمحروقات، وقد شهدت معظم المواد الغذائية كالأرز والسكر والطحين ارتفاعا كبيرا في الأسعار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات".

وأضاف خالد أن الأهالي يعرفون أن "طريق النظام لجعلنا نستسلم هو الحصار، فنحن نعاني من القصف اليومي منذ أربعة أعوام تقريبا ومع ذلك لم نستسلم، ولكن الجوع والحصار أمر مخيف، لذلك نحن نناشد كل القوى العسكرية العاملة في المنطقة التحرك من أجل إعادة فتح طريق ريف حماة الجنوبي".

المصدر : الجزيرة