هل تنظيم الدولة وحفتر وجهان لعملة واحدة؟

Libya Dawn fighters fire an artillery cannon at IS militants near Sirte March 19, 2015. Islamic State fighters became a major force last year in Derna, a jihadi bastion in Libya's east, and quickly spread to the biggest eastern city Benghazi, where they have conducted suicide bombings on streets divided among armed factions. By occupying Sirte over the past four months they have claimed a major city in the centre of the country, astride the coastal highway that links the east and west. Picture taken March 19, 2015. REUTERS/Goran Tomasevic/File
قوات فجر ليبيا خارج سرت حيث يتمركز تنظيم الدولة الإسلامية (رويترز)

عبد العزيز باشا-طرابلس

أثارت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية على الموانئ النفطية في ليبيا، وخاصة ميناء السدر الذي يبعد مئتي كيلومتر عن معقل التنظيم في مدينة سرت (وسط البلاد)، تساؤلات عن سر هذا التقدم للتنظيم، وهل لذلك علاقة مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر؟

ويأتي الهجوم الأخير للتنظيم على ميناء السدر في الوقت الذي تشهد فيه مدينة أجدابيا -القريبة من مناطق الهلال النفطي- معارك منذ أسابيع بين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر ومجلس شورى ثوار أجدابيا وضواحيها.

ويبقى الفراغان الأمني والعسكري بين المنطقتين الشرقية والغربية أحد أسباب تقدم تنظيم الدولة تجاه موانئ النفط بحسب الأطراف التي تحارب التنظيم في المنطقة، في وقت اتهمت الأطراف حفتر تارة بمعاونة التنظيم وتارة أخرى بأنهما وجهان لعملة واحدة.

علي الحاسي: قوات حفتر حاولت اختلاق معارك في أجدابيا لفتح الطريق أمام التنظيم نحو المنشآت النفطية (الجزيرة)
علي الحاسي: قوات حفتر حاولت اختلاق معارك في أجدابيا لفتح الطريق أمام التنظيم نحو المنشآت النفطية (الجزيرة)

فراغ كبير
وعزا وكيل وزارة الدفاع بالحكومة المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام محمد النعاس تمكن عناصر تنظيم الدولة من الوصول إلى منطقة الهلال النفطي إلى استغلال التنظيم الفراغين الأمني والعسكري بين المنطقتين الشرقية والغربية بسبب الانقسامين السياسي والعسكري.

وأشار النعاس في حديثه للجزيرة نت، إلى أن هناك شكوكا في أن التنظيم يقوم بتنسيق عملياته بالتعاون مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، "حيث ركز حفتر عملياته في الأسابيع الأخيرة على مدينة أجدابيا تمهيدا لتقدم التنظيم تجاه الهلال النفطي".

وأضاف النعاس أن حفتر "ومن وراءه" وبعد فشلهم في بنغازي يحتاجون لاستعراض على الأرض يظهرهم للمجتمع الدولي بمظهر القوة المسيطرة على الهلال النفطي. كما كشف أن هناك تخطيطا على أعلى مستوى من قبل السلطات في المنطقة الغربية لمواجهة التنظيم بطرق أكثر نجاعة.

من جانبه قال الناطق باسم حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى علي الحاسي إنهم سيكشفون في الأيام القادمة عن هوية الطائرات التي ساندتهم في معاركهم ضد التنظيم وأنها لا علاقة لها باللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وأوضح الحاسي للجزيرة نت أن قوات حفتر حاولت إشغالهم في معارك اختلقتها بمدينة أجدابيا بهدف سحب بعض القوات المتمركزة في الموانئ النفطية إلى أجدابيا لمواجهة قوات حفتر وبالتالي تفريغ منطقة الهلال النفطي من أي قوات مقاومة لتنظيم الدولة حتى يصبح تقدم التنظيم ممكنا دون وجود عقبات كبيرة.

‪عادل عبد الكافي: هناك مؤشرات كثيرة ترجح وجود تعاون بين خليفة حفتر وتنظيم الدولة في سرت‬ (الجزيرة)
‪عادل عبد الكافي: هناك مؤشرات كثيرة ترجح وجود تعاون بين خليفة حفتر وتنظيم الدولة في سرت‬ (الجزيرة)

وجهان لعملة واحدة
وفي الوقت الذي قال فيه آمر جهاز حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى إبراهيم جضران في بيان متلفز "إن حفتر وتنظيم الدولة وجهان لعملة واحدة"، أكد محمد الأجطل نائب رئيس الأركان العامة التابعة للمؤتمر الوطني أن رئاسة الأركان العامة نسقت عسكريا مع آمر القاطع الحدودي في أجدابيا لمواجهة هجوم تنظيم الدولة على الهلال النفطي.

ويعتقد الخبير العسكري والطيار المعارض السابق عادل عبد الكافي أن تنظيم الدولة يسعى للسيطرة على مناطق النفط ليمنع الجميع من استهدافه داخلها خوفا من اشتعال خزانات الوقود، كما أنه يسعى لتمويل منظومته من خلال النفط الموجود في موانئ النفط، فضلا عن التوسع في أكبر رقعة جغرافية.

واعتبر عبد الكافي أن مؤشرات كثيرة ترجح وجود تعاون بين خليفة حفتر وتنظيم الدولة في سرت، "فهو من تدخل في مرات عدة ومنع الثوار من التقدم تجاه تمركز التنظيم في منطقة الفتايح، كما قصفت طائراته قوات الكتيبة 166 المكلفة من رئاسة أركان المؤتمر الوطني في الوقت الذي تمكنت فيه من اقتحام مجمع واقادوقو بسرت أحد أهم مقرات التنظيم بالمدينة".

وكان آمر غرفة عمليات القوات الجوية التابعة لحفتر في بنغازي محمد المنفور قد قال في مداخلة هاتفية على إحدى الفضائيات المحلية إن طائراتهم الموجودة في مطاري مدينتي رأس لانوف والبريقة -الواقعتين بمنطقة الهلال النفطي- لم تشارك في محاربة قوات التنظيم بسبب تلقيهم أوامر من القيادة العامة بالتمركز في مواقعها.

ويجزم عبد الكافي بأن حفتر لا يزال يسعى رغم فشله في مرات عدة لجلب التدخل العسكري الأجنبي إلى ليبيا، وأنه بعد أن خسر معظم قوته في معارك بنغازي يسعى اليوم لإتاحة الفرصة لتنظيم الدولة للسيطرة على الهلال النفطي وإرباك المشهد لإحداث فوضى أكبر في البلاد تستوجب التدخل العسكري الأجنبي.

المصدر : الجزيرة