رئيس وزراء فرنسا يهاجم بيانكو وتنظيمات إسلامية

(FILE) A file photograph showing French Prime Minister Manuel Valls answers a question during the questions to the government at the French Parliament in Paris, France, 17 November 2015. Manuel Valls on 19 November 2015 has warned that France could face chemical or biological attack from terror groups.
فالس ينتقد زميله في الحزب على توقيعه مع هيئات إسلامية على بيان ضد الإرهاب (الأوروبية-أرشيف)

سعيد نمسي-باريس

من منبر المجلس الممثل للهيئات اليهودية في فرنسا، أثار رئيس الوزراء مانويل فالس جدلا بمهاجمته رئيس المرصد الفرنسي للعلمانية الاشتراكي جون لوي بيانكو وتنظيمات إسلامية فرنسية بسبب بيان مشترك ضد الإرهاب.

ففي نقاش داخل المجلس الممثل للهيئات اليهودية قبل يومين، وجه فالس سهام نقده إلى بيانكو أحد الموقعين على بيان ضد "الإرهاب" نشر في يومية "ليبراسيون" بعد يومين من هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ووقع عليه ثمانون تنظيما.

وقال "لا يمكن التوقيع على نداء، حتى لو كان النداء لإدانة الإرهاب" إلى جانب "منظمات تشارك في إثارة مناخ مقرف"، في تلميح إلى تنظيمات إسلامية وقعت على البيان المذكور، ومنها التجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا.

ووعد فالس الحاضرين بأنه سيلتقي ببيانكو ويذكره بأن المرصد -وهو هيئة حكومية- لا يمكن أن يكون هيئة تشوه واقع العلمانية، على حد قوله.

ولم يتأخر بيانكو في الرد على رئيس الحكومة ببيان قال فيه إن "من يشوهون العلمانية هم تحديدا من يجعلون منها أداة ضد الدين وضد المسلمين، وهم من يدعون -وهو خطأ فادح في حق مبدأ العلمانية نفسه- بأن المجال العمومي مجال محايد تماما".

وأضاف أن "هذا ادعاء يفقد المرء حقه في أن تكون له آراء.. وأنا أتأسف كثيرا لكون رئيس الوزراء لا يرى حقيقة نص هذا البيان الذي نشر والذي وقعت عليه أكثر من 80 منظمة".

الشعانبي: فالس يمارس سياسة الكيل بمكيالين (الجزيرة)
الشعانبي: فالس يمارس سياسة الكيل بمكيالين (الجزيرة)

فئة مستهدفة
وقد تعجب التجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا من انتقاد فالس "لمبادرة تدعو إلى الوحدة وترفض التقسيم". وقال التجمع في بيان نشره على موقعه، إنه "حقا هناك مشكل إسلاموفوبيا في فرنسا، وثمة فعلا فئة من المواطنين مستهدَفَة وعرضة للتمييز والإقصاء بسبب انتمائها الفعلي أو المفترض للدين الإسلامي".

من جهته، قال منسق التجمع ضد العنصرية والإسلاموفوبيا عبد العزيز الشعانبي في تصريح للجزيرة نت إن "فالس يمثل تيار الأصوليين العلمانيين المتشددين في الحزب الاشتراكي، بينما يمثل التيار الثاني وهو تيار العلمانية المنفتحة".

وأضاف أن بيانكو رجل نزيه وكفء يسعى من أجل استصدار قوانين مرنة، خلافا لمانويل فالس الذي صرح بأن مواجهة الحجاب معركة أساسية للجمهورية في فرنسا، وفي نفس الوقت قال بأن على اليهودي أن يكون فخورا بارتداء القلنسوة، وهو بهذا يمارس سياسة الكيل بمكيالين".

وعبرت رئيسة رابطة حقوق الإنسان في فرنسا فرنسواز دومون للجزيرة نت عن دهشتها من "عنف النقد الذي وجهه رئيس الحكومة لرئيس مرصد العلمانية وللتنظيمات الإسلامية مثل التجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا الذي كانت لنا أنشطة مشتركة معه".

وقالت إن "المرصد المذكور يدعو ويعمل لتطبيق علمانية لا تقصي، وهو ما ندعو إليه نحن في الرابطة، بينما يهاجم فالس الإسلام والمسلمين".

واعتبر منسق مخبر التفكير (كوبرنيك) الباحث بيير كالفا أن تصريح فالس صادر عن رؤية "محدودة وخاطئة"، وقال في حديث للجزيرة نت إن "فالس يريد التخلص من مرصد العلمانية الذي يقوم بعمل لا بأس به في أوساط المجتمع".

أما التجمع ضد الإسلاموفوبيا الذي لم يؤيد الإرهاب فإنه جمعية من المجتمع المدني لا يحق لفالس أن يهاجمها، وقد هاجمه في مقر المجلس التمثيلي للهيئات اليهودية في فرنسا، على حد قول كالفا.

المصدر : الجزيرة