الجوع يفتك بخمسة في مضايا رغم دخول المساعدات

عملية إخلاء الجرحى من مضايا، وجاء ذلك ضمن الخطوة الثانية هدنة بات يعرف باتفاق الفوعا كفريا- الزبداني
صورة لعملية إجلاء الجرحى من مضايا (ناشطون)

محمد كناص-الجزيرة نت

مشهد دخول سيارات المساعدات الأممية إلى بلدة مضايا قد يترك انطباعا لدى الرأي العام العالمي بأن المشكلة انتهت، وأن معاناة هؤلاء المدنيين الأبرياء ولّت إلى غير رجعة، غير أن الواقع يكشف أن الأزمة قد تزداد تفاقما مع حدوث وفيات جديدة بعد دخول المساعدات.

وقبل أن يتم فتح المعابر إلى البلدة والبوابات المغلقة بوجه كل أشكال الحياة، نشرت وسائل الإعلام المحلية والدولية صورا لأناس برزت عظامهم وتكورت أجسادهم على معدة فارغة، وأخرى لأشخاص قضوا بسبب الجوع جراء حصار المدينة.

وتمكنت القافلة الثانية للمساعدات الأممية من الدخول إلى بلدة مضايا، وذلك بعد حصار فرضته منذ نحو سبعة شهور قوات النظام وحزب الله اللبناني على نحو أربعين ألف مدني بينهم نساء وأطفال وكبار سن.

مساعدات لا تكفي
وفي هذا السياق، يقول رئيس المجلس المحلي بمضايا موسى المالح، في حديث للجزيرة نت، إن عدد السيارات التي دخلت مضايا بلغ 89 سيارة على دفعتين، الدفعة الثانية منها كانت مساء الخميس الماضي، وتضم 45 سيارة تحتوي على مواد إغاثة ونظافة وطحين وقرطاسية وملابس.

‪الهلال الأحمر في بلدة مضايا‬ (ناشطون)
‪الهلال الأحمر في بلدة مضايا‬ (ناشطون)

ويضيف المالح أن المساعدات التي دخلت مضايا تكفي لإغاثة المدينة فقط لثلاثة أسابيع على أبعد تقدير، وتأخر المجتمع الدولي عن إدخال المساعدات أدى لوفاة عدة مدنيين، خمسة منهم بعد دخول المساعدات، وهم علي عوكر، وأحمد دعدوش، ومحمد صالح، وحسان الحلبوني، ومحمد عثمان علوش، كما أدى الجوع إلى حالات مرضية متطورة ليس بالإمكان مواجهتها بما تحمله السيارات الإغاثية من مواد.

ويبلغ تعداد المدنيين المحاصرين داخل مدينة مضايا نحو 34750 نسمة، وقد تعرضت الأمم المتحدة لاتهامات واضحة بأنها كانت تعلم بمعاناة هؤلاء الناس منذ شهور وتجاهلتها، وأنها كانت تعلم أن المعاناة سببها حصار قوات النظام، وفق ما نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية اليوم بالاعتماد على وثائق حصلت عليها.

‪فرق الهلال الأحمر في مضايا تكشف على المرضى والمصابين بالبلدة‬ (ناشطون)
‪فرق الهلال الأحمر في مضايا تكشف على المرضى والمصابين بالبلدة‬ (ناشطون)

خطر قائم
ويقول المالح إن "المدينة ما تزال تشهد حصارا، والمساعدات هي ذر للرماد في العيون فقط، فمأساة مضايا لم تنته والأهالي ما زالوا يموتون قصفا وجوعا، وإن 6745 عائلة ما زالت تعيش تحت تهديد خطر موت قائم، وإن مشاهد الموت جوعا ستتصدر المشهد في وسائل الإعلام بعد أيام حال انتهاء المساعدات ونضوبها".

وذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" في تقرير لها أن 35 شخصا فارقوا الحياة في مضايا نتيجة نقص التغذية منذ ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي.

وأعرب مدير العمليات بالمنظمة بريس دو لافين عن صدمته حيال الوضع المأساوي بمضايا، مضيفا "لا يزال المرضى يموتون على الرغم من وصول قافلتين إنسانيتين كبيرتين، وبعض المرضى الموجودين حاليا في مضايا قد لا يبقون ليوم إضافي على قيد الحياة، لذلك يعدّ الإخلاء الطبي الفوري للحالات المرضية الحرجة وللمصابين بسوء التغذية أمرا محتما يجب أن يتم على الفور".

المصدر : الجزيرة