غضب بقرى موالية للنظام بحماة لتلوث المياه

مدخل مدينة مصياف بريف حماة - الجزيرة نت - سوريا
الريف الغربي لحماة يتعرض لتلوث مياه الشرب بسبب اختلاطه بمياه الصرف الصحي (الجزيرة)

يزن شهداوي-ريف حماة

بوصول الثورة السورية عامها الخامس، لم يعد أنصار النظام محط اهتمامه رغم تضحية عشرات القرى والبلدات الموالية له بالآلاف من شبابها في الحرب، حيث يرى البعض أن البلاد تدخل مرحلة جديدة مع ظهور ملامح هذا التطور. 

وفي ريف حماة الغربي، قال ناشط من داخل قرية موالية للنظام -يدعى علي- إن أكثر من ألف مصاب وصلوا خلال الأيام الماضية إلى المراكز الطبية جراء تسمم بمياه الشرب في المناطق الموالية، كقرى سلحب وصفا وعين الجرن ومحيط مدينة مصياف.

وأضاف الناشط للجزيرة نت أن أهالي سلحب وقياداتها الأمنية طلبوا من مديرية المياه في حماة استبدال المياه إلا أنها "لم تكترث"، وتجاهلت القيادات الأمنية الرفيعة في مدينة حماة طلباتهم أيضا. 

ومن جهتها، عزت ناشطة معارضة في سلحب -تدعى رولا- سبب تلوث المياه إلى كسر في أنابيب الصرف الصحي، مما أدى إلى تسربها إلى مياه الشرب، مؤكدة أن ذلك دليل إضافي على تراجع اهتمام النظام بالمناطق الموالية له.

وقالت إن النظام كان يخصص ورشات عمل كاملة للعناية بتلك القرى ومتطلباتها، أما الآن فأصبح السكان مرغمون على إرسال أبنائهم للقتال ضد الثوار دون أن يحق لهم الاعتراض أو المطالبة بتحسين الخدمات.

وبحسب رولا، فقد نفى مدير مؤسسة المياه وجود تلوث في مياه الشرب، مما دفع وجهاء وقيادات بلدة سلحب لعقد اجتماع تقرر فيه رفع طلباتهم إلى الجهات الرسمية في حماة ودمشق والتهديد بعدم إرسال أبنائهم للقتال في جيش النظام.

معادلة الاسترضاء
في سياق متصل، قال طبيب في سلحب -اشترط عدم ذكر اسمه- إنه تم رفع تقارير طبية لمديرية الصحة والمياه بشأن تلوث مياه الشرب، إلا أن تلك المديريات أصرّت على نفي ما جاء فيها، مما أدى إلى انتشار التلوث حتى لم يخل منزل في البلدة من حالة تسمم واحدة على الأقل.

بدوره، قال القيادي في الجيش الحر بريف حماة أبو محمد إنهم علموا من داخل أروقة النظام أن عشرات الطلبات باتت تصلهم من قرى النظام الموالية بريفي حماة الغربي والجنوبي؛ لكن النظام لم يكترث لها، مبينا أن النظام لم يعد يهتم بالمقاتلين الموالين له في مليشيات الدفاع الوطني بعد أن بات يعتمد على دعم القوات الروسية والإيرانية.

ورأى القيادي المعارض أن النظام سيعمد قريباً إلى حل المليشيات الموالية له وإعادة تشكيلها تحت قيادة موحدة بهدف ضبطها؛ ما قد يؤدي إلى تلاشي سلطة هذه القرى وانقلاب معادلة استرضاء النظام لها، ليصبح سكانها هم الذين يسعون لرضا النظام وتقديم أبنائهم قربانا له، حسب قوله.

المصدر : الجزيرة