البرلمان المصري يفقد هيبته قبل ولادته

مجلس الشعب
مقر البرلمان المصري ينتظر الوافدين الجدد (الجزيرة-أرشيف)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

مع فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية في مصر قبل أسبوع، تكدس المتقدمون لترشيح أنفسهم في المحاكم وأمام منافذ تقديم الأوراق، ووقعت اشتباكات بين عدد منهم، مما استدعى تدخل قوات الأمن، وباتت مشاهد هؤلاء الراغبين في دخول البرلمان المنتظر مادة للسخرية والتندر، الأمر الذي دفع البعض إلى تفسير حرص وسائل الإعلام على إبرازها بالرغبة في النيل من هيبة المجلس قبل انتخابه، ورأوا أن ذلك "سيصب في مصلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي".
 
ويعتقد النائب في مجلس الشعب السابق أيمن صادق أن "تسليط إعلام الانقلاب كاميراته على مثالب المتقدمين هدفه النيل من هيبتهم ومن ثم هيبة البرلمان ذاته، فالإعلام حليف مخلص للانقلابيين، ولذلك يحرص على تحقيق هذا الهدف، وهو بذلك يعمل على التهيئة من البداية للتخلص منه إذا تطلب الأمر، وبالتالي فإن هناك نية مبيتة لوأد البرلمان إذا كان مصدرا لأي إزعاج للسلطات".

اللعب بالجميع
وأضاف "لو كان النظام مخلصا في نيته لتشكيل برلمان قوي يقوم بدوره لعمل على أن تقوم الكاميرات بتمهيد الأرض لذلك عكس ما نراه الآن، وهذه هي سياسة السيسي منذ أول يوم له في الانقلاب، حيث استعان في أول وزارة له بالأحزاب التي ساندت انقلابه، وتركهم يسقطون في مستنقع المشاكل ليظهر فشلهم وعجزهم فيلفظهم الشعب ولا يرى أمامه إلا السيسي مخلصا، وهو الآن يسعى إلى تكرار ذات اللعبة، فهو لا يريد برلمانا يحد من طموحه وصلاحياته، وإن كان لا بد من وجوده فليكن ضعيفا منزوع الهيبة والمكانة".

من جانبه، يرى الباحث والمحلل السياسي أحمد طه أن "النظام الحالي لا يبدو منذ نشأته -ومن خلال ممارساته- أنه يمتلك رؤية، أو يعطي اهتماماً بإنشاء بيئة سياسية صحية أو مناخ مناسب لخلق مجال سياسي صحيح، فهو لا يولي اهتماماً كبيراً بإجراء الانتخابات البرلمانية، ورؤيته تقوم على ضرورة ما يصفه بالاصطفاف الوطني وليس التنافس الحزبي".

‪شهاب وجيه يتوقع منافسة شرسة في الانتخابات المقبلة‬ (الجزيرة)
‪شهاب وجيه يتوقع منافسة شرسة في الانتخابات المقبلة‬ (الجزيرة)

دلالات
ورأى طه أن مشهد تقديم الأوراق بعد فتح باب الترشح "يحمل دلالات واضحة على سوء التنظيم من جهة وعودة كثير من الوجوه القديمة من جهة أخرى"، مضيفا أن الانتخابات "ستجرى في ظروف معقّدة كان نتاجها تقليص مساحة الحريات بشدة وتأميم المجال السياسي بشكل كامل".
 
في المقابل، فإن المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار شهاب وجيه يتوقع أن "تكون هناك منافسة شرسة في الانتخابات المقبلة، كشف عنها العدد المتزايد للمتقدمين للانتخابات، وما ظهر في بعض وسائل الإعلام مشاهد شاذة لا تعبر عن حقيقة المشهد، وهناك مرشحون أكفاء متقدمون للانتخابات، والشعب المصري قادر على الفرز واختيار الأصلح".

وسعى وجيه إلى تبرير ظهور ما وصفها بعدد من النماذج الشاذة التي لا تعبر عن مجمل المرشحين قائلا إن "الكثافة العالية للمتقدمين اقتضت بالضرورة أن يكون هناك تفاوت كبير في طبيعة الراغبين في الترشح وقدراتهم، وهو ما نتج عنه ظهور هذه النماذج".

وبدأت مرحلة التقدم للترشح لانتخابات مجلس الشعب القادم يوم الثلاثاء الماضي، وتستمر حتى السبت القادم، وستجرى المرحلة الأولى من الانتخابات في الداخل يومي 18 و19 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

المصدر : الجزيرة