قيادات الإخوان تشكو الاعتداءات داخل السجون

Egyptian defendants including the spiritual leader of the Muslim Brotherhood, Mohammed Badie, left, and Senior Muslim Brotherhood leader Mohammed el-Beltagy, right, make a four-fingered gesture referring to the 2013 killing of Muslim Brotherhood protesters at the Rabaah Al-Adawiya mosque, in a makeshift courtroom at the Police Academy courthouse in Cairo, Egypt, Tuesday, June 16, 2015. An Egyptian court on Tuesday confirmed a death sentence handed to ousted Egyptian President Mohammed Morsi over a mass prison break during the 2011 uprising that eventually brought him to power. The judge also confirmed death sentences for five other jailed leading members of Morsi’s Muslim Brotherhood, including Badie, the group’s leader, and Saad el-Katatni, the head of its short-lived political party. (AP Photo/Hassan Ammar)
البلتاجي (يمين) وبديع تعرضا للاعتداء الجسدي خلال ترحيلهما (أسوشيتد برس/أرشيف)

 عبد الرحمن محمد-القاهرة

تعدت الانتهاكات المرتكبة بحق قيادات جماعة الإخوان المسلمين المعتقلين في سجون مصر حد التضييق ومنع الأغذية والأدوية عنهم، ووصلت حد الاعتداء الجسدي المباشر عليهم، وفق عدد من ذويهم ومنظمات حقوقية.

وقال مدير التنسيقية المصرية للحقوق والحريات عزت غنيم إنهم تلقوا شكوى من أسرة مرشد الإخوان محمد بديع "تفيد بوقوع اعتداء عليه هو ومحمد البلتاجي ومحمد وهدان داخل سيارة ترحيلات كانت تقلهم من السجن إلى إحدى جلسات المحكمة منذ قرابة أسبوع".

وأوضح غنيم للجزيرة أن المنظمة تواصلت مع أهالي القياديين الآخرين في الجماعة، وطابقت أفادتهم الشكوى المقدمة من أسرة بديع، مضيفا أن محامي الجماعة عبد المنعم عبد المقصود سيتقدم ببلاغ للنائب العام للتحقيق في هذه الواقعة.

‪عزت غنيم يتحدث عن توثيق الانتهاكات‬ عزت غنيم يتحدث عن توثيق الانتهاكات(الجزيرة)
‪عزت غنيم يتحدث عن توثيق الانتهاكات‬ عزت غنيم يتحدث عن توثيق الانتهاكات(الجزيرة)

المحاسبة
وقالت التنسيقية في بيان "إن عميد الشرطة المسؤول عن مأمورية تأمين وترحيل قيادات الجماعة" قام أثناء العودة من جلسة محاكمة عسكرية يوم 19 سبتمبر/أيلول برمي كوب ماء كان سيتناوله البلتاجي عند أذان المغرب، حيث كان صائما. وعندما حاول بديع التدخل ضربه الضابط وهو مقيد اليدين في جنبه وصدره وبطنه، ثم ألقاه على وجهه في سيارة الترحيلات، وحينما حاول وهدان التدخل أصابه هو الآخر حتى أدماه في كتفه".

وطالب البيان بـ "محاسبة كافة المتورطين في وزارة الداخلية ممن لا يحترمون الدساتير أو القوانين، وإنما ينصبون أنفسهم خصوما في معارك سياسية لا شأن لهم بها من بعيد أو قريب".

بدوره، قال محمد عبد القدوس عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان إنه تلقى شكوى من ضحى ابنة محمد بديع تفيد بوقوع اعتداء على والدها من قبل أحد الضباط المشرفين على نقله، مضيفا أنه نقل الشكوى إلى رئيس المجلس محمد فايق، وتم الاتفاق على تقديم شكوى إلى المسؤولين بمجرد انتهاء إجازة عيد الأضحى تطالب بالتحقيق في الواقعة.

أما القيادي بجماعة الإخوان جمال حشمت، فاعتبر الحادثة "انحطاطا أخلاقيا وقيميا وامتدادا لما بدأه النظام من كذب وخيانة واستحلال للدماء البريئة وتلفيق التهم وتعذيب المعتقلين وانتهاك حرمات النساء وقتل الشباب وإخفاء المعتقلين وتصفية المخالفين بدم بارد، والنظام الذي اعتاد القيام بهذه الجرائم لن يتورع عن التعامل مع القيادات المعتقلة بمثل هذا الانحطاط".

‪جمال حشمت: الاعتداءات انحطاط أخلاقي‬ جمال حشمت: الاعتداءات انحطاط أخلاقي(الجزيرة)
‪جمال حشمت: الاعتداءات انحطاط أخلاقي‬ جمال حشمت: الاعتداءات انحطاط أخلاقي(الجزيرة)

استهداف
من جهته، قال رئيس "المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام" مصطفى خضري "إن هذه الانتهاكات تشير إلى انتقال النظام من استهداف المعتقلين العاديين بالاعتداء الجسدي إلى استهداف المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد، وهي السابقة الأولى في تاريخ صراع الجماعة مع الأنظمة المصرية المتعاقبة".

وتابع خضري "تطور الاستهداف من التضييق والعقاب النفسي إلى الاعتداء الجسدي، ومن رتبة كبيرة داخل جهاز الشرطة، يدل على أنّ الحادث ليس خطأ عرضيا، وأنّ النظام وصل لمرحلة ضعف وارتباك فقد معه السيطرة على تصرفاته".

ويرى كذلك أن "تلك الاعتداءات جزء من منظومة الضغط التي يستخدمها النظام ضد الإخوان للجلوس على مائدة التفاوض بعد وصول النظام لطريق مسدود".

في المقابل، قال مصدر أمني رفيع بالداخلية إن "الأجهزة الأمنية تفحص تعرض محمد بديع للاعتداء من قبل أحد ضباط الشرطة" مؤكدا أن الوزارة "لم تصلها أي شكوى أو إخطار من أي جهة بهذا الشأن".

المصدر : الجزيرة