قيادات الإخوان تشكو الاعتداءات داخل السجون
عبد الرحمن محمد-القاهرة
وقال مدير التنسيقية المصرية للحقوق والحريات عزت غنيم إنهم تلقوا شكوى من أسرة مرشد الإخوان محمد بديع "تفيد بوقوع اعتداء عليه هو ومحمد البلتاجي ومحمد وهدان داخل سيارة ترحيلات كانت تقلهم من السجن إلى إحدى جلسات المحكمة منذ قرابة أسبوع".
وأوضح غنيم للجزيرة أن المنظمة تواصلت مع أهالي القياديين الآخرين في الجماعة، وطابقت أفادتهم الشكوى المقدمة من أسرة بديع، مضيفا أن محامي الجماعة عبد المنعم عبد المقصود سيتقدم ببلاغ للنائب العام للتحقيق في هذه الواقعة.
المحاسبة
وقالت التنسيقية في بيان "إن عميد الشرطة المسؤول عن مأمورية تأمين وترحيل قيادات الجماعة" قام أثناء العودة من جلسة محاكمة عسكرية يوم 19 سبتمبر/أيلول برمي كوب ماء كان سيتناوله البلتاجي عند أذان المغرب، حيث كان صائما. وعندما حاول بديع التدخل ضربه الضابط وهو مقيد اليدين في جنبه وصدره وبطنه، ثم ألقاه على وجهه في سيارة الترحيلات، وحينما حاول وهدان التدخل أصابه هو الآخر حتى أدماه في كتفه".
وطالب البيان بـ "محاسبة كافة المتورطين في وزارة الداخلية ممن لا يحترمون الدساتير أو القوانين، وإنما ينصبون أنفسهم خصوما في معارك سياسية لا شأن لهم بها من بعيد أو قريب".
بدوره، قال محمد عبد القدوس عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان إنه تلقى شكوى من ضحى ابنة محمد بديع تفيد بوقوع اعتداء على والدها من قبل أحد الضباط المشرفين على نقله، مضيفا أنه نقل الشكوى إلى رئيس المجلس محمد فايق، وتم الاتفاق على تقديم شكوى إلى المسؤولين بمجرد انتهاء إجازة عيد الأضحى تطالب بالتحقيق في الواقعة.
أما القيادي بجماعة الإخوان جمال حشمت، فاعتبر الحادثة "انحطاطا أخلاقيا وقيميا وامتدادا لما بدأه النظام من كذب وخيانة واستحلال للدماء البريئة وتلفيق التهم وتعذيب المعتقلين وانتهاك حرمات النساء وقتل الشباب وإخفاء المعتقلين وتصفية المخالفين بدم بارد، والنظام الذي اعتاد القيام بهذه الجرائم لن يتورع عن التعامل مع القيادات المعتقلة بمثل هذا الانحطاط".
استهداف
من جهته، قال رئيس "المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام" مصطفى خضري "إن هذه الانتهاكات تشير إلى انتقال النظام من استهداف المعتقلين العاديين بالاعتداء الجسدي إلى استهداف المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد، وهي السابقة الأولى في تاريخ صراع الجماعة مع الأنظمة المصرية المتعاقبة".
وتابع خضري "تطور الاستهداف من التضييق والعقاب النفسي إلى الاعتداء الجسدي، ومن رتبة كبيرة داخل جهاز الشرطة، يدل على أنّ الحادث ليس خطأ عرضيا، وأنّ النظام وصل لمرحلة ضعف وارتباك فقد معه السيطرة على تصرفاته".
ويرى كذلك أن "تلك الاعتداءات جزء من منظومة الضغط التي يستخدمها النظام ضد الإخوان للجلوس على مائدة التفاوض بعد وصول النظام لطريق مسدود".
في المقابل، قال مصدر أمني رفيع بالداخلية إن "الأجهزة الأمنية تفحص تعرض محمد بديع للاعتداء من قبل أحد ضباط الشرطة" مؤكدا أن الوزارة "لم تصلها أي شكوى أو إخطار من أي جهة بهذا الشأن".