عاصفة الرمال.. معاناة جديدة بحماة وحمص

يؤكد أطباء أنه بسبب عدم وجود أدوات وقاية وصل عدد المصابين بالعاصفة الرملية في حماة إلى نحو 2000
العاصفة الرملية غطت سماء مدينة حماة بالرمال والغبار (الجزيرة نت)

يزن شهداوي-حماة

ضاعفت العواصف الرملية التي تضرب مدينتي حماة وحمص منذ يوم الثلاثاء معاناة أهالي المدينتين والنازحين إليهما، بعد أن غطت الرمال والغبار المدينتين بالكامل، إلى حد انعدام الرؤية.

وكان المتضرر الأول من هذه العواصف -حسب الناشط محمد الخالد- هم النازحين والساكنين في الحدائق والمنازل القديمة أو المنازل الجديدة غير المجهزة للسكن بعد بسبب عدم وجود أسقف أو نوافذ وأبواب.

ويضيف للجزيرة نت أن السكان واجهوا العاصفة بقطع القماش المبتلة بالماء على وجوههم، علها تقيهم شيئا من الرمال التي غطت ملابسهم وأغراضهم المتناثرة على الطرقات وفي الحدائق كما في حي وادي الشريعة بحماة.

أبو محمد، نازح من ريف حماة للمدينة، يسكن في أحد المنازل غير المهيأة للسكن، لعدم وجود سقف أو أبواب ونوافذ، وهو ما أدى إلى اجتياح العاصفة الرملية منزله بالكامل وتغطيته بالرمال والغبار.

وكحل وحيد اضطر الرجل إلى وضع ملابس الأسرة على منافذ المنزل لوقف زحف الرمال، فيما بقي سقف منزله يمطر عليه الغبار.

يقول أبو محمد للجزيرة نت "ثلاثة من أبنائي تعرضوا لحالات اختناق شديدة بسبب الرمال وأصيبوا بالتهابات صدرية"، كما يشكو هو وزوجته من إصابتهما بصداع شديد جراء استنشاقهم الرمال دون شيء يقيهم سوى قطع قماشية صغيرة.

ويضيف "أنا وكثير من الفقراء والنازحين في حماة افتقدنا لمساعدات الهلال الأحمر في هذه العاصفة، وكنا نأمل أن يوفروا لنا مأوى أكثر سلامة من الحدائق وهذه المنازل التي نسكنها".

‪عدد المصابين بسبب العاصفة الرملية في حماة وصل إلى نحو 2000‬ (الجزيرة نت)
‪عدد المصابين بسبب العاصفة الرملية في حماة وصل إلى نحو 2000‬ (الجزيرة نت)

ويؤكد الناشط الميداني بريف حماة مصطفى أبو عرب أن رضيعا يبلغ من العمر 20 يوما توفي في جبل شحشبو بريف حماة الغربي جراء اختناقه.

ويشير في حديث للجزيرة نت إلى أن الصيدليات في مناطق ريف حماة غصّت بشكل كبير بالأطفال لإسعافهم جراء حالات الاختناق التي تعرضوا لها، وكان الاعتماد على الصيدليات لقلّة المشافي بتلك القرى وضعف الاهتمام الطبي.

أما الطبيب خالد فينوه إلى أن مشافي مدينة حماة قد امتلأت بحالات الاختناق جراء العاصفة الرملية واستنشاق الرمال وانعدام وسائل الإسعاف والدواء اللازم لهذه الحالات لدى النازحين والفقراء في المدينة.

وأضاف أن "أشد حالات الاختناق لمن هم دون سن الثامنة والكبار في السن ممن تجاوزوا الستين عاما، وقد بلغ عددهم ما يزيد عن 2000 مصاب بحالات اختناق وضيق في التنفس وحالات الربو"، حسب قوله.

ويؤكد الطبيب أن "مشفى حماة الوطني وإدارته أولت اهتمامها بجنود النظام والشبيحة أكثر من المدنيين، مما زاد العبء على المدنيين والفقراء ممن لا يملكون ثمن العلاج لعوائلهم في مشافي المدينة الخاصة".

وأوصى الطبيب خالد بضرورة العمل الجماعي من أغنياء المدينة وفرق الإسعاف لتوزيع كمامات وأدوية مضادة للالتهابات الصدرية لتفادي تزايد حالات الاختناق والأمراض الصدرية المنتشرة في المدينة والتي أصابت المئات من أهالي حماة.

الجدير بالذكر أن هذه العاصفة هي الأولى التي تهب على المنطقة الوسطى لسوريا. وتشهد مدينة حماة جوا حارا إضافة للعاصفة الرملية التي تغطي سماءها، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 42 درجة مئوية، وسط انقطاع للتيار الكهربائي لأكثر من 18 ساعة يوميا.

المصدر : الجزيرة