لهيب داريا يحرق قوات النظام السوري

القصف العنيف للنظام على مدينة داريا بريف دمشق الغربي في معركة لهيب داريا التي أطلقتها المعارضة المسلحة
ناشط ميداني في داريا يصف أوضاع نحو عشرة آلاف مدني بالصعبة جدا بسبب الحصار والقصف المستمرين (الجزيرة)

سلافة جبور-دمشق

لم تحمل الأيام الأولى من شهر أغسطس/آب الجاري نذر خير لقوات النظام السوري، مع المعركة التي أشعلتها قوات المعارضة في مدينة داريا بـريف دمشق الغربي تحت اسم "لهيب داريا".

وفي بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي الخميس، أعلنت القوى الثورية في داريا -لواء شهداء الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام- انطلاق معركة لهيب داريا التي بدأت فعليا الأحد، كخطوة لفك الحصار عن المدينة وإضعاف قوات النظام المتمركزة في مطار المزة العسكري المحاذي لها.

ويعد مطار المزة مركزا لانطلاق طائرات النظام الحربية، كما يحتجز النظام فيه آلاف المعتقلين.

وكانت المعركة قد انطلقت بتسلل عدد من مقاتلي المعارضة إلى الأبنية المحيطة بالمطار، مما مكنهم -بعد معارك عنيفة- من الاستيلاء على مجموعة منها.

وإثر ذلك بدأ النظام حملة عسكرية وصفها ناشطون بالأعنف على داريا حتى اليوم، حيث تقصف المدينة عشرات البراميل المتفجرة وصواريخ أرض أرض والألغام البحرية.

حملة النظام على مدينة داريا وصفت بالأعنف حتى اليوم (الجزيرة)
حملة النظام على مدينة داريا وصفت بالأعنف حتى اليوم (الجزيرة)

منطقة الجمعيات
وقال قائد لواء شهداء الإسلام في داريا وعضو القيادة المشتركة في الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر، النقيب سعيد نقرش، إن هدف العملية تحرير منطقة الجمعيات الواقعة شمال غرب داريا التي تتمتع بأهمية كبيرة بسبب موقعها، حيث استمات النظام منذ عامين للسيطرة عليها وعمد لمنع قوات المعارضة من استعادتها.

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن لواء شهداء الإسلام وضع خطة محكمة ودقيقة وسرّية، وتم التحضير للعملية منذ أكثر من سبعة أشهر، إلا أن بدء معركة الزبداني لعب دورا في تكثيف الجهود لتسريع معركة داريا للتخفيف عن مقاتلي الزبداني وتشتيت قوات النظام بين المعركتين.

وتابع "عند انتهاء اللواء من الإعداد للعملية تمت دعوة الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام للمشاركة فيها، حيث شكلت غرفة عمليات مشتركة ليبدأ العمل وفق الخطة المرسومة".

وأشار نقرش لتسمية قائد ميداني في لواء شهداء الإسلام لمعركة داريا، حيث تدير غرفة العمليات المعركة ميدانيا وتتابع العمليات مباشرة وتتخذ القرارات بحسب تطورات المعركة.

ووفق نقرش فقد تم تحرير منطقة الجمعيات بالكامل مع قطاعات مهمة وتكبيد قوات النظام خسائر فادحة بالأرواح والعتاد والاستيلاء على أسلحة وذخائر، مما سيترك أثرا إيجابيا في المعارك المقبلة.

وأعرب عن أمله في أن تكون المعركة الأخيرة قد حققت أحد أهدافها بتشتيت قوات النظام عن معركة الزبداني، مؤكدا وجود خطط نوعية قادمة "حيث لن تتوقف المعارك حتى تحرير كامل داريا وفك الحصار عنها بهدف الانطلاق نحو دمشق وتحريرها وإسقاط النظام".

استهداف النظام السوري لداريا بالبراميل المتفجرة (ناشطون)
استهداف النظام السوري لداريا بالبراميل المتفجرة (ناشطون)

عشرات الإصابات
ووصف الناشط الميداني بداريا مهند أبو الزين أوضاع أكثر من عشرة آلاف مدني يعيشون فيها بالصعبة للغاية في ظل الحصار المطبق والقصف اليومي، بينما يعمل المجلس المحلي على تأمين احتياجات الناس ضمن الإمكانيات القليلة المتوافرة.

وأشار إلى أن هناك عائلات كثيرة تركز في عيشها على الزراعة رغم انقطاع المياه في داريا منذ ثلاثة أعوام، والشح الكبير في المحروقات وارتفاع أسعارها.

ونوّه الناشط -في حديث للجزيرة نت- لوجود عشرات الإصابات بصفوف المدنيين خلال معارك الأيام الماضية، ووقوع مجزرة بحق عائلة كاملة مكونة من خمسة أفراد بسبب القصف العشوائي واستهداف النظام لعمق المدينة والمناطق المدنية الداخلية انتقاما لما حققه الثوار خلال معركة "لهيب داريا".

ويفتقر المدنيون في داريا لممر آمن للخروج من المدينة بسبب حصار النظام المطبق عليها منذ ثلاث سنوات، فداريا تشبه جزيرة يحيط بها البحر من الجهات الأربع، بحسب تعبير الناشط أبو الزين.

المصدر : الجزيرة