عين الحلوة.. بين الخوف والمجهول

صورة لباحة مسجد الموصلي صيدا
ساحة مسجد الموصلي في صيدا باتت مأوى الكثير من العائلات النازحة من مخيم عين الحلوة (الجزيرة نت)

أسامة العويد-صيدا

نهار حار ورطوبة قوية، هذا ما كانت تشعر به السيدة آمال وهي تحتسي كوباً من الشاي في منزلها الكائن في حي الصفصاف داخل مخيم عين الحلوة, غير أن أصوات الرصاص باغتت هدوءها, وأجبرتها على افتراش ساحة مسجد الموصلي مع عائلتها بالقرب من المخيم.

وتقول للجزيرة نت إن اندلاع المعارك باغتهم وأفجعهم، وإنهم يخشون "نكبة" جديدة كما حصل لأهالي مخيم نهر البارد في شمال لبنان عندما اندلعت فيه اشتباكات عنيفة عام 2007.

وتضيف "لسنا مجبورين نحن الفقراء والمساكين أن نتحمل تصفية حساباتهم، فجميعهم يملكون منازل في الخارج وسيارات وأموالا، ونحن فقط من يدفع ضريبة هذا الصراع، وأغلب أطفالنا أصبحوا يحتاجون إلى علاج نفسي".

وبينما تضع آمال طفلها الرضيع في حجرها, تروي ما حدث ليلة الاشتباك قائلة إن الجيران كانوا يفرون ممسكين بأيدي أطفالهم, ومع أنهم لم يكونوا يعرفون إلى أين فقد تابعوا الهروب حتى استقر بهم المطاف في المسجد. وتؤكد أنها لن تعود إلى بيتها حتى تجد تطمينات جدية بعودة الأمن.

وتطالب آمال السلطات اللبنانية بألا يحملوا أهل المخيم مسؤولية تصرفات قلة من السكان، كما تطالب المنظمات الدولية بالاهتمام بحقوق أطفالهم قائلة "نحن نعيش النكبات والأزمات تلو الأزمات".

‪أطفال يفترشون الأزقة أمام مسجد الموصلي في صيدا‬ (الجزيرة نت)
‪أطفال يفترشون الأزقة أمام مسجد الموصلي في صيدا‬ (الجزيرة نت)

محاولات الاحتواء
من جهته، يكشف مسؤول الإغاثة والطوارئ بالجماعة الإسلامية في صيدا طارق البزري للجزيرة نت أن جولة الاشتباكات الأولى في مخيم عين الحلوة أدت إلى نزوح أربعمئة شخص في المرحلة الأولى، وأن إيواءهم كان سهلا، لكن تجدد المعارك أدى إلى موجات أكبر من النازحين الذين افترشوا المساجد، حتى وصل العدد التقريبي لجميع النازحين نحو الألف، من فلسطينيين وسوريين وغجر.

ويؤكد أن عددا أكبر من اللاجئين قد توجه إلى مخيمات أخرى وإلى منازل الأقارب في صيدا, لافتا إلى أنهم خرجوا بثيابهم فقط وبحالة من الذعر دون أن يحملوا شيئا من أغراضهم, مما استلزم تأمين الفراش ووجبات الطعام.

ويضيف البزري أن الجمعيات الأهلية تعاونت في صيدا لسد حاجات النازحين من مخيم عين الحلوة، وأن مؤسسات دولية ومحلية عقدت اجتماعا لوضع خطة في حال تفاقم الأزمة.

يُذكر أن ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان علي بركة -الموكلة له مهمة التهدئة- استقبل السفير الفلسطيني بلبنان أشرف دبور، وأمين سر قيادة الساحة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فتحي أبو العردات، وممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي، وعضو المكتب السياسي لحركة أمل محمد الجيباوي.

ودعا الحاضرون إلى ضرورة "تحصين الساحة الفلسطينية وحماية المبادرة الفلسطينية الموحدة وتعزيزها، وتثبيت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة". كما أكدوا على تعزيز العمل المشترك "لوأد الفتنة ومنع العابثين من الاصطياد بالماء العكر".

المصدر : الجزيرة