منع حجاب طالبات الابتدائي بمصر يثير الاستياء

من مدرسة السيدة خديجة بمنطقة عين شمس شرق القاهرة
طالبات الابتدائي سيمنعون من ارتداء الحجاب بقرار وزير التعليم (الجزيرة نت)

بدر محمد بدر-القاهرة

أثار قرار وزير التعليم المصري بمنع "حجاب" تلميذات المدارس الابتدائية حالة من الاستياء، بوصفه يمس أحد مظاهر الالتزام الديني في المجتمع، ويتناقض مع كون الإسلام دين الدولة، والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.

وقال مثقفون وتربويون، استطلعت الجزيرة نت آراءهم، إن القرار يخالف الشرع، ويضع السلطة في مواجهة المجتمع، ويؤدي إلى الدخول في نموذج العلمنة المتصادم مع الدين.

فمن ناحيته قال الشيخ أسامة العثمان إن من المقاصد الشرعية تربية الأبناء والبنات على طاعة الله، ومن لوازم التربية تهيئة البنات على ما يطلب منهن شرعا بعد سن البلوغ، وتعليمهن الحجاب وآدابه، وهي مسؤولية مشتركة من البيت والمدرسة.

وأكد العثمان أن السن التي تمضيها البنت في المرحلة الابتدائية فيها هذين الأمران، الأول التدريب على الحجاب والأمر به في الصلاة، والثاني الإلزام الشرعي به حال البلوغ، فالواجب الشرعي المتحتم هو تعليمها وتدريبها ثم إلزامها به.

‪الشيخ أسامة العثمان: تعليم البنات الحجاب مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة‬ (الجزيرة)
‪الشيخ أسامة العثمان: تعليم البنات الحجاب مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة‬ (الجزيرة)

منطقة شائكة
من جهتها قالت أستاذ علم النفس بجامعة حلوان وفاء مسعود إن المسألة راجعة للأسرة، فلو غرست في طفلتها مشروعية الحجاب، وأنه يقربها من الله سبحانه، ثم يأتي مثل هذا القرار من جهة سلطوية أكبر من سلطة الأسرة، فإن هذا يخلق عداء بين البنت والدولة، التي ترفض القيم التي ربتها عليها أسرتها.

وأضافت أن "وزير التعليم أدخل نفسه وأدخل الدولة معه في منطقة شائكة، لو تمادى فيها فإن الأمر سوف ينعكس سلبا على السلطة، والقرار هو افتئات على سلطة الأزهر، الذي يؤيد ارتداء الحجاب بطبيعة الأمر، ويفصل بين الجنسين في معاهده".

وقال محمد الأمين (تربوي متقاعد) "الغالب في مصر هو أن تصل البنت إلى مرحلة البلوغ وهي في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، وواجب الأسرة والمدرسة حينئذ هو تدريبها على ارتداء الحجاب، المأمورة به شرعا عند البلوغ، فإذا ما بلغت يجب محاسبتها على عدم ارتدائه".

وتساءل الأمين "كيف يرد مدرس اللغة العربية والتربية الدينية إذا سألته إحدى التلميذات عن مشروعية الحجاب، ولماذا تمنع الدولة ارتداءه؟!.. هل سيجيب برأي الشرع أم برأي الحكومة؟!".

‪عقل: القرار يحمل دلالة عنصرية ومنحى طائفيا ويزيد من الاحتقان‬ (الجزيرة)
‪عقل: القرار يحمل دلالة عنصرية ومنحى طائفيا ويزيد من الاحتقان‬ (الجزيرة)

زيادة الاحتقان
وشدد الأستاذ بجامعة عين شمس حسام عقل على أن "القرار يحمل دلالة عنصرية ومنحى طائفيا، سيزيد بالتأكيد من مساحة الاحتقان، ولا يجعل مما يحدث مجرد خلاف سياسي، ولكنه محاولة ضد الهوية، وتتحرك بعكس ثوابتها ومساراتها".

وأكد عقل، وهو قيادي في تيار "هوية" الثقافي، على أن السماح بالحجاب في دولة مثل أميركا، وحظره في مصر في ضوء مثل هذا القرار، يمثل ضربة للحريات وفي الصدارة منها حرية الملبس والزي، وضربة للهوية التي يعد الحجاب تجليا من تجلياتها.

وعن تأثير القرار، قال عقل إنه يخلق حالة من الخوف النفسي من الالتزام بتجليات الهوية وثوابتها، لدى شريحة كبيرة من المعلمين والطلاب، ويضع الحالة المصرية على عتبة نموذج العلمنة بالمفهوم الأتاتوركي، المتصادم مع الدين.

وبدورها لفتت عضو اتحاد كتاب مصر الشاعرة محبوبة هارون إلى أن أمام وزير التعليم مهام كبرى ومشاكل لا حصر لها، خاصة في التعليم الأساسي، ليس من بينها غطاء الرأس، هناك مشكلة تكدس الفصول بالطلاب والطالبات، وما يترتب عليه من تدن في التحصيل.

وأضافت محبوبة أن أمامه أيضا العناية بصحة التلاميذ النفسية والجسدية، ومشكلة نظافة المدارس، وانضباط المدرسين، والاهتمام بهم حتى يؤدوا رسالتهم، لكنه للأسف ترك هذه المشكلات، ودخل في صراع مع حجاب التلميذات، رغم أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام.

المصدر : الجزيرة