"كرفانات" غزة.. محنة الشتاء والصيف

أحمد عبد العال-غزة

سكان "الكرفانات" الذين دمرت بيوتهم في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014 وضعوا مظلات بلاستيكية فوق منازلهم الحديدية لعلها تخفف موجة الحر الشديد التي تضرب المنطقة منذ عدة أيام.

وكما عانت من زمهرير البرد في الشتاء تفاقمت أوضاع عشرات العائلات الفلسطينية التي تسكن "الكرفانات" المصنوعة بشكل كامل من ألواح "الصفيح" جراء الحر الشديد الذي يتزامن مع أزمة كهرباء ومياه يعيشها القطاع.

وتواجه هذه العائلات صعوبة بالغة في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة، مما يضطرها للمكوث خارج المنازل معظم ساعات اليوم.

وتصف المسنة الفلسطينية زكية أبو ليلة ظروف سكان "الكرفانات" بأنها "متدهورة وقاسية ولا تلائم حياة البشر" جراء موجة الحر الشديد.

ورغم تغطية منازل الصفيح بقطع كبيرة من المظلات البلاستيكية التي تبرعت بها إحدى المؤسسات الدولية للتخفيف من حرارة الشمس فإن ذلك لم يكن مجديا في ظل انقطاع التيار الكهربائي والمياه منذ نحو أسبوع.

وتقول أبو ليلة إنهم يقضون معظم ساعات اليوم خارج "الكرفان" هربا من الحر الشديد، "فوسائل التهوية التقليدية المتوفرة لدينا لا تجدي نفعا، فعندما نشغل المروحة الكهربائية خلال ساعات توفر الكهرباء القليلة والنادرة فإنها تحرك الهواء الساخن داخل المنزل".

موجة الحر تشكل خطرا على حياة الرضع في غزة في ظل عدم توفر وسائل التبريد (الجزيرة نت)
موجة الحر تشكل خطرا على حياة الرضع في غزة في ظل عدم توفر وسائل التبريد (الجزيرة نت)

ولم تقتصر معاناة المسنة أبو ليلة على ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء، فالمياه لم تصل بيوت الصفيح المقامة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة منذ أسبوع، الأمر الذي فاقم من تأثير موجة الحر.

وتتمنى المسنة الفلسطينية التي دمر بيتها في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة أن تسارع الجهات الرسمية لإعادة إعمار بيوتهم المدمرة، لأنهم لم يعودوا يحتملون برودة الشتاء وحر الصيف داخل "الكرفانات".

حال الفلسطينية أم نادر قديح لا يختلف كثيرا عن سابقتها، فهي تعيش معاناة شديدة جراء ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة، وانقطاع المياه منذ أسبوع عن المنطقة.

وتقول للجزيرة نت "لا نستطيع الاستمرار في العيش هنا، نحن لا نحتمل هذا الحر أكثر من ذلك، نحصل على قليل من الهواء الساخن من المروحة عندما تكون الكهرباء متوفرة ساعات قليلة، وباقي اليوم نقضيه خارج الكرفان".

وتضيف "المياه لم تصلنا منذ أسبوع، وعندما تصلنا تكون شديدة الملوحة ولا تصلح للاستخدام الآدمي".

الصغار يسكبون المياه على أجسادهم لتخفيف مضاعفات الحر (الجزيرة نت)
الصغار يسكبون المياه على أجسادهم لتخفيف مضاعفات الحر (الجزيرة نت)

ودعت قديح المسؤولين والقادة الفلسطينيين إلى زيارة منطقة "الكرفانات" ليشعروا بمعاناة سكانها جراء الحر الشديد ونقص المياه والكهرباء، مطالبة بالمسارعة لحل مشاكل الذين دمرت بيوتهم أثناء الحرب الأخيرة والبدء بشكل حقيقي في عملية إعادة الإعمار.

وعلى بعد عشرات الأمتار من "الكرفانات" كان الشاب أحمد عميش يسكب المياه التي يحصل عليها من صنبور مياه عام على أجساد أطفاله لعلها تخفف عنهم قليلا من حرارة الصيف الملتهبة.

ويقول عميش للجزيرة نت إن درجة الحرارة تصل داخل "الكرفان" إلى 48 درجة مئوية "فلا نستطيع المكوث فيه مطلقا في ظل عدم وجود وسائل لتخفيف الحرارة".

ويضيف "أحاول التخفيف من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على أطفالي عبر سكب المياه بشكل يومي على أجسادهم".

ويؤكد أن استمرار انقطاع الكهرباء وعدم توفر المياه -إلا في أوقات قليلة وعلى فترات متباعدة- فاقما من معاناتهم.

ويقول عميش إن ظروف حياتهم سيئة للغاية "ولا توجد لدينا أدنى مقومات الحياة الآدمية الكريمة"، وناشد المسؤولين الفلسطينيين والمجمع الدولي بالعمل على إعادة إعمار منازلهم ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية.

المصدر : الجزيرة