بعد العزل الإجباري ضباط صدام يلتحقون بـ"الحشد"

القيادي في الحشد الشعبي كريم نوري
مليشيات الحشد الشعبي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية في عدة جبهات (الجزيرة نت)

أحمد الأنباري-بغداد

بعد 12 عاما من التقاعد الإجباري، ينتظر العقيد في الحرس الجمهوري العراق السابق (م. ر) الانتهاء من بعض الإجراءات التي اتفق عليها مع قيادات في الحشد الشعبي للسفر من مدينة كركوك إلى العاصمة بغداد للبدء بالمهام التي أوكلت له ضمن إحدى الفصائل المقاتلة هناك.

العقيد السابق الذي غادر بغداد بعد حملات قتل واعتقال تعرض لها ضباط الجيش العراقي في نظام صدام حسين، قال إنه تلقى قبل شهرين مكالمة هاتفية من قريب له يعمل في فصيل شيعي مسلح، طالباً منه الاستفادة من خبراته العسكرية في معارك تخوضها القوات الحكومية العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول للجزيرة نت إن لديه رغبة في مساعدة بلاده "للتخلص من الإرهاب"، وفي ذات الوقت يبحث عن دخل يعيل به عائلته.

ويوضح أنه من المقرر أن يحصل على راتب شهري قدره 450 دولارا أميركيا "وهو مبلغ لا يكفي لمتطلبات العيش"، لكنه رغم ذلك يُفضل العودة لتقديم خبرته، حسب تعبيره.

وتتحدث روايات عن استقطاب زعامات شيعية عسكرية للضباط السابقين والذين تم تسريحهم من الخدمة قبل 12 عاما.

وكان الحاكم المدني المعين من قبل الإدارة الأميركية بول بريمر أمر بحل الجيش العراقي عقب الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.

مصادر مطلعة في مليشيا الحشد الشعبي قالت للجزيرة نت إن فصيلي سرايا عاشوراء، وسرايا السلام قاما باستقطاب عدد من ضباط الجيش السابق خلال الأشهر الماضية.

‪الزاملي: لا خلاف على عودة الضباط السابقين للخدمة أو الانضمام للحشد‬ (الجزيرة نت)
‪الزاملي: لا خلاف على عودة الضباط السابقين للخدمة أو الانضمام للحشد‬ (الجزيرة نت)

الخبرة العسكرية
ويأتي استقطاب مليشيا الحشد الشعبي لضباط الجيش العراقي السابق بهدف الاستفادة من خبراتهم وإمكانياتهم العسكرية، بدل الاعتماد على الضباط الذين جاءت بهم المحاصة السياسية.

لكن تنظيم الدولة، كان قد استفاد هو الآخر من خبرات الضباط العراقيين السابقين قبل أن تلتفت إليهم الحكومة والمليشيات المساندة لها.

وحسب روايات، فقد عين التنظيم قيادات من الجيش العراقي السابق في مناصب مهمة خاصة في القيادة العسكرية.

ودائماً ما تقول الحكومة العراقية وخبراء أمنيون إن الخطط التي ينتهجها تنظيم الدولة في هجماته مُعدة من قبل ضباط سابقين لهم خبرة كبيرة في المجال العسكري.

ويقول رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي إنه لا خلاف على عودة الضباط في الجيش السابق إلى الخدمة أو ضمن صفوف الحشد الشعبي، "فهذه مهمة وطنية للجميع شرف القيام بها".

لكنه أوضح أن هناك شروطا للعودة للخدمة من ضمنها عدم تقلد مناصب رفيعة في حزب البعث المحظور، وعدم الانتماء لأي جماعة إرهابية أو تقديم خدمة لها.

‪الهاشمي: فصائل الحشد الشعبي تستفيد من ضباط الجيش السابق‬ (الجزيرة نت)
‪الهاشمي: فصائل الحشد الشعبي تستفيد من ضباط الجيش السابق‬ (الجزيرة نت)

تحديات أمنية
ويضيف الزاملي -وهو قيادي في الحشد الشعبي- أن ما يمر به العراق الآن من ظروف أمنية صعبة يحتم على الجميع التعاون وتقديم المساعدة للقوات الأمنية والحشد الشعبي في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، قائلا "لم تكن دعوى الجهاد الكفائي للشيعة فقط، بل لجميع العراقيين".

وتسعى الحكومة العراقية إلى ضم أعداد أخرى من الضباط السابقين الذين خدموا قبل عام 2003 للحد من عملية استقطابهم من قبل تنظيم الدولة.

ويشار إلى أن المئات من خيرة ضباط الجيش العراقي السابق ينحدرون من مدينة الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ العاشر من يونيو/حزيران 2014.

ويؤكد الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي أن فصائل الحشد الشعبي تستفيد من ضباط الجيش السابق كمستشارين "لما لهم من خبرة ودراية في جغرافية البلاد بشكل عام، ومعرفة ببعض خطط تنظيم الدولة الإسلامية".

ولم تعلن فصائل الحشد الشعبي عن إحصائيات بعدد الضباط الذين انخرطوا في صفوفها، كما أنه لم يعلن عن قيادات كبيرة التحقت بالحشد من ضباط الجيش السابق.

المصدر : الجزيرة