رواية الداخلية عن قتل الإخوان.. حدود الصدق والتلفيق

أحمد السباعي

تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالثأر من قاتلي النائب العام هشام بركات وبتسريع تنفيذ الإعدامات، وبعدها بيوم واحد تقتل القوات الأمنية 13 قياديا من جماعة الإخوان المسلمين داخل منزل بالقاهرة.

جماعة الإخوان أكدت أن قيادييها الذين تمت تصفيتهم تحفظ عليهم داخل منزل ثم قتلوا بدم بارد دون أي تحقيقات أو اتهامات.

أما وزارة الداخلية المصرية فلها روايتها المغايرة تماما، فقد وصفت القادة بأنهم "إرهابيون كانوا يخططون لأعمال تخريبية في المنشآت المهمة والحيوية خلال الفترة المواكبة لاحتفالات ثورة 30 يونيو، وأنهم بادروا بإطلاق النار على القوات التي ردت على مصادر النيران وأردتهم جميعا".

ولكي تكتمل الرواية كان لا بد من صور تدعمها، حيث نشرت صفحة الوزارة على فيسبوك صورا تظهر قتلى على الأرض وبجانبهم بنادق آلية ومخازن إضافية وصورة للمبنى التي كان يتواجد في إحدى شققه قياديو الجماعة، ولا يظهر فيها أي آثار لاشتباكات.

ناشطون أكدوا أن السلاح الظاهر في الصورة 
ناشطون أكدوا أن السلاح الظاهر في الصورة "ميري" (صفحة وزارة الداخلية على فيسبوك)

أسلحة رسمية
وبعد نشر الصور علق نشطاء مواقع التواصل أن هذه الرواية مفككة وممجوجة، إضافة إلى أن الأسلحة التي ظهرت بالصور أسلحة "ميري" أي رسمية.

ويكتب أحمد عوف على صفحته بفيسبوك أن "أي حد دخل الجيش يبقى عارف أن السلاح ده ميري.. يعني سلاح حكومي.. وأي حد دخل الجيش برضه يبقى عارف أن السلاح بالشكل ده في وضع الأمان.. السؤال بقى.. كيف هاجم هؤلاء الشرطة والسلاح مغلق بوضع الأمان؟ أم أن بعد قتلهم استيقظوا ووضعوا السلاح على وضع الأمان ورجعوا ماتوا تاني؟؟".

وفي السياق، يرى الشيخ الأزهري عصام تليمة في منشور له على فيسبوك أن "القتل من الظهر، الأصابع واضح فيها علامات أخذ البصمات، مما يؤكد أنه تم القبض عليهم أولا، الجثث بجوارها ثلاجة يعني المفروض قتل 13 بمواجهات مع الشرطة كان أثاث الشقة ده اتنسف نسف، لكن الثلاجة سليمة تماما بجوار الجثث، فشل حتى في إخراج الكذب".

ولا يبتعد الكاتب ياسر الزعاترة عن رواية تليمة ويغرد "رواية ساقطة لداخلية السيسي بشأن شهداء الشقة الـ13.. قالوا إنه اشتباك.. أي اشتباك هذا الذي يقتلهم جميعا، ولا يترك جريحا واحدا؟".

صورة نشرها ناشطون لأصابع أحد القتلى وواضح عليها علامات البصمة (الجزيرة)
صورة نشرها ناشطون لأصابع أحد القتلى وواضح عليها علامات البصمة (الجزيرة)

تبصيم القتلى
وبعد صور الداخلية نشر ناشطون على مواقع التواصل صورا لأصابع القتلى وعليها علامات أخذ البصمات، وأكدوا أن هؤلاء كانوا عزلا وتمت تصفيتهم بعد اعتقالهم، إضافة إلى أن الصور أظهرت أنه تم إطلاق عليهم النار من مسافة "صفر".

وعن هذا يغرد الإعلامي المصري هشام الشوربجي أن "شهداء مذبحة 6 أكتوبر متبصمين.. قتلوهم وخلوهم يبصموا على اتهامات لجرائم لم يرتكبوها ثم قتلوهم".

ويشير حساب "Radwa_Alhadry" إلى أن "أصابع الشهداء عليها حبر.. متبصمين.. مفيش دم على صور الأسلحة ولا فيه رصاصات فارغة.. ده يثبت كذب الداخلية في الاشتباك المسلح".

وينقل الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القرة داغي رواية جديدة عبر من وصفهم "بمصادر موثوقة"، ويغرد "وصلتني أخبارا من مصادر موثوقة بأن قيادات الإخوان لم تكن مجتمعة بتلك الشقة.. وإنما تم جمعهم قسرا وتصفيتهم فيها بدم بارد!".

حرق البلد
وتفاعل المغردون مع الحدث وأطلقوا وسمين هما "مذبحه 6 أكتوبر" و"ارحل يا سيسي كفاية دم"، وتصدرا تويتر في مصر بآلاف التغريدات، وأجمع المغردون على أن السيسي "يحرق البلد" كما جاء في تغريدة لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي "أنادي حكماء مصر، وحكماء العرب، وحكماء المسلمين، وحكماء العالم: أوقفوا هذا الأخرق قبل أن يحرق البلد بما فيها ومن فيها".

وفي السياق، يرى عمرو دراج القيادي في جماعة الإخوان والوزير السابق أن "السيسي ونظامه يحرقون البلد بكل ما أوتوا من قوة في سيناء وجميع أنحاء مصر ويدفعونها لهاوية سحيقة.. رحيل هذا النظام لا بد منه قبل فوات الأوان".

ويشدد الوزير المصري السابق محمد محسوب على أن "المطالبة برحيل السيسي ومحاسبته لم تعد موقفا من معارضي انقلاب بل رأيا عاما لإنقاذ مصر من ترهل وفشل وجنون عظمة يدفعها لهاوية".

ويغرد الكاتب بشير نافع أن "الدولة التي تقتل تسعة مواطنين عزل بلا تحقيق ولا محاكمة ليست دولة، بل مجرد عصابة، وليس للعصابات مهما بلغت من قوة سوى مصير واحد".

ويغرد الناشط السياسي وائل عباس أن "قيادات الإخوان اللي اتصفوا في 6 أكتوبر كانوا في اجتماع لكفالة أهالي القتلى والمحبوسين.. ما حدث غير مقبول وإجرام دولة وقتل خارج القانون بدون محاكمة!".

وتكتب الناشطة السياسية غادة نجيب في منشور عبر صفحتها على فيسبوك "خرجنا من المذابح والقتل في المظاهرات والجامعات.. دخلنا في مرحلة التصفيات، والدولة تعترف بالتصفية".

ويصف الدكتور القرضاوي ما يحصل في مصر بتغريدة "لرمضان هيبة وحرمة عظيمة في أنفس الناس، توارثوها خلفا عن سلف، ولا يجرؤ على انتهاكها إلا فاجر يوشك ألا يكون له حظ في الإسلام".

المصدر : الجزيرة