مصر وإسرائيل.. إعادة السفير ردا للجميل
عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة
ردا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2012، سحب الرئيس المصري في ذلك الوقت محمد مرسي سفير بلاده لدى إسرائيل، وظلت السفارة المصرية دون سفير، وتمضي الأيام ويُعزل مرسي من منصبه، في انقلاب وزير دفاعه عبد الفتاح السيسي عليه.
ولم يلبث السيسي -بعد مضي عام على حكمه- أن قرر تعيين سادس سفير مصري لدى إسرائيل، هو السفير حازم خيرت الذي كان يعمل مساعدا لوزير الخارجية للشؤون الدبلوماسية والقنصلية، كما عمل سفيرا لمصر في سوريا، ومندوبا لها في جامعة الدول العربية.
توقيت التعيين وملابساته تثير أسئلة المصريين وغيرهم، ويربطها كثيرون بعلاقة السيسي الخاصة بإسرائيل والدعم الذي منحته إياه لدى الإدارة الأميركية، مما جعل بعض المحللين -ومنهم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- عصام عبد الشافي يؤكد أن إعادة السفير المصري لإسرائيل، "نوع من رد الجميل على الدعم الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة وإسرائيل، لترسيخ سلطة الانقلاب، وآخر مظاهر هذا الدعم قرار أميركا باستمرار المعونة العسكرية لمصر".
كنوز إستراتيجية
ويرى عبد الشافي أن "العلاقات الإستراتيجية بين الانقلاب والكيان الصهيوني، لم تكن في حاجة إلى سفير للتعبير عن قوتها ومتانتها، في ظل التنسيق الأمني والسياسي بين الطرفين منذ عزل الرئيس محمد مرسي".
كما أشار إلى "سماح تل أبيب لمصر بنشر قوات وسلاح على خلاف اتفاق كامب ديفد، وتنسيق الطرفين لحصار غزة، والصورة الذهنية القوية لقائد الانقلاب في وسائل الإعلام الصهيونية، واعتباره مكسبا كبيرا للأمن الإسرائيلي، تجاوز مبارك الذي كانوا يعتبرونه كنزهم الإستراتيجي".
وشدد على أن الحديث عن أن تعيين السفير الجديد "جاء لتنشيط المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، حديث غير دقيق، لأن مصر فقدت دورها كوسيط بين الفلسطينيين والصهاينة، بعد انحيازها المطلق للكيان الصهيوني، منذ 3 يوليو/تموز 2013".
من جانبه، أكد المحلل السياسي أسامة الهتيمي، أن قرار عودة السفير المصري إلى تل أبيب "يأتي في سياقه الطبيعي، ويعد خطوة مهمة تعكس إلى أي درجة وصلت حالة القرب بين نظامي القاهرة وتل أبيب".
اللوبيات الصهيونية
وأضاف الهتيمي أن "النظام المصري الذي يسعى لكسب تعاطف دولي، يدرك جيدا إمكانيات وقدرات اللوبيات الصهيونية في بلدان الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، وقرار عودة السفير جاء بعد أيام قليلة من موافقة الكونغرس الأميركي على استئناف المعونة العسكرية الأميركية لمصر، التي ترى أن إسرائيل التزمت باتفاق الهدنة مع حركة حماس، ومن ثم فهي ترى ذلك مبررا لعودة السفير، بغض النظر عن كل الملاحظات التي تبديها المقاومة الفلسطينية في القطاع وأهمها استمرار الحصار".
بدوره أكد الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي كمال عادل، أن عودة السفير المصري إلى إسرائيل "كانت متوقعة، لأنه لا توجد مشاكل في الوقت الحالي تؤثر على العلاقة بين البلدين، فالسيسي أعلن في أحد خطابته أنه على اتصال مباشر برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو".
ويرى عادل، أن عودة السفير المصري" دعم مباشر للفلسطينيين، وستساهم في تنشيط عملية السلام المتجمدة من عامين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك التنسيق بين الجانبين من أجل إعادة إعمار قطاع غزة". ونفى أن تكون عودة السفير المصري لإسرائيل، ردا على قرار أميركا استئناف المعونة العسكرية لمصر، مشددا على أن مصر "لا تبني علاقات في أي دولة، بناء على أي إملاءات من دولة أخرى".