المسلمون في بلجيكا.. عدد قليل واهتمام واسع

صورة 1-
أكبر مسجد ببلجيكا افتتح مؤخرا في بروكسل حيث يمثل الإسلام الديانة الثانية بالبلاد (الجزيرة نت)

لبيب فهمي-بروكسل

رغم أن الإسلام هو الديانة الثانية في بلجيكا، فإن وسائل الإعلام البلجيكية تهتم به أكثر من غيره، وفقا للتقرير الثالث لمرصد الأديان والعلمانية التابع للجامعة الحرة في بروكسل، ويستقصي وضع الأديان والعلمانية في بلجيكا.

وحسب التقرير -الذي يصدر سنويا- فإن "الاهتمام بالإسلام ينمو بسبب القلق من الإرهاب، خاصة أن انضمام كثير من الشباب لتنظيم الدولة الإسلامية، والهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل العام الماضي، أديا إلى زيادة التخوف من الأصولية الإسلامية".

وتشدد الباحثة كارولين ساجيسير -التي ساهمت في إعداد التقرير في حديثها للجزيرة نت- على أن تركيز اهتمام وسائل الإعلام على تنظيم الدولة الإسلامية يمكن أن يسهم في نسيان أن العالم الإسلامي متنوع للغاية، ولا يمكن اختزاله في تنظيم فكري أو سياسي واحد على عكس ما تبرزه الصحف البلجيكية.

ويشير المرصد أيضا في تقريره إلى تطوير نسيج الجمعيات التي يسهر على تسييرها المسلمون بشكل كبير في بلجيكا، متسائلا إن كان ذلك يمكن أن يؤدي في النهاية إلى خلق ركيزة إسلامية للمجتمع البلجيكي، على شاكلة الركيزة المسيحية التي تشكل إحدى أهم دعائم المجتمع؟ ويجيب أنه من المبكر جدا الرد إيجابيا على هذا التساؤل.

‪قبة أحد المساجد ببروكسل حيث أصبح الإسلام جزءا من المجتمع البلجيكي‬ (الجزيرة نت)
‪قبة أحد المساجد ببروكسل حيث أصبح الإسلام جزءا من المجتمع البلجيكي‬ (الجزيرة نت)

ويرى الباحث محمد البطيوي أن "الإسلام أصبح جزءا لا يتجزأ من المجتمع البلجيكي، فالدولة بعد اعترافها في سبعينيات القرن الماضي بالدين الاسلامي، أصبحت الآن تمول المساجد وتدفع رواتب الأئمة وأساتذة الدين الإسلامي وبعض المرشدين الدينيين في السجون، بل أصبحت تخصص مساحات لدفن أموات المسلمين في البلد الذي ولدوا ونشؤوا وتوفوا فيه".

ويضيف البطيوي أن العديد من المسلمين لهم مناصب مهمة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ببلجيكا، بل تمكن حزب يطلق على نفسه "إسلام" من إيصال عضوين إلى إحدى بلديات بروكسل.

ويشير إلى أن كل هذا يؤكد أن "الإسلام ينغرس شيئا فشيئا في بلجيكا رغم بعض الصعوبات".

وشدد التقرير عن نشأة جمعيات مختصة في الدفاع عن المسلمين ومكافحة العداء والتمييز ضدهم في مجالات مختلفة مثل العمل أو السكن.

ويرى حجيب الحجاجي -وهو رئيس إحدى هذه الجمعيات- أن "التقرير محق في جوانبه المتعلقة بالإسلام في بلجيكا، فالإسلام أصبح جزءا من المجتمع، ولكن ما زالت هناك حاجة لمكافحة الخوف من الإسلام بجميع أشكاله وفي جميع وسائل الإعلام، إضافة إلى مكافحة التمييز الذي يعاني منه بعض المسلمين".

وحسب تقرير المرصد، تلقى المركز الحكومي لمكافحة التمييز العام الماضي 4627 شكوى متعلقة بالتمييز ضد مسلمين، وفتح 1670 ملفا للتحقيق، وهي نسبة أعلى بكثير مقارنة مع السنوات السابقة.

ويعتقد معدو التقرير أن الإسلام والمسلمين يندمجون إيجابيا في المجتمع البلجيكي، مشددين على أن الأزمات الاقتصادية والمالية والجيوسياسية هي التي تؤدي إلى التوتر في العلاقات بين مكونات المجتمعات.

المصدر : الجزيرة