اعتقال قياديي الإخوان.. رسائل للداخل والخارج

المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين
المرشد العام وأغلب قيادات جماعة الإخوان اعتقلوا منذ الانقلاب العسكري في يوليو 2013 (الجزيرة)

عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة

جاء اعتقال قوات الأمن المصرية للقياديين البارزين بجماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان وعبد الرحمن البر أمس الاثنين بمدينة السادس من أكتوبر، ليؤكد مضي نظام ما بعد الانقلاب العسكري في محاولة استئصال جماعة الإخوان بشكل كامل.

وجاء اعتقال القياديين بعد ساعات قليلة من بث التلفزيون المصري ما قال إنه بيان مهم صادر عن الأجهزة الأمنية، مفاده أن الأجهزة الأمنية نجحت في إحباط مخططات إرهابية إخوانية، تتضمن جمع معلومات استخباراتية واستهداف أجهزة الدولة وعناصر من الجيش والشرطة والقضاة والإعلاميين والشخصيات العامة.

المتحدث باسم جماعة الإخوان محمد منتصر سارع لإصدار بيان ندد فيه باعتقال غزلان والبر، واعتبر الاعتقال "محاولة فاشلة من سلطات الانقلاب، لإرباك الثائرين في شتى ربوع الوطن ضد الطغيان والقتل والاستبداد".

في المقابل رحب وزير العدالة الانتقالية المستشار إبراهيم الهنيدي، في مؤتمر صحفي، باعتقال الرجلين، مشددا على أنه "لن تتم المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين قبل المساءلة والحساب على كافة الجرائم التي ارتكبوها"، على حد قوله.

‪رامي: الأجهزة الأمنية فشلت بتقديم دليل على ادعاءات الكشف عن مخططات إرهابية‬  (الجزيرة)
‪رامي: الأجهزة الأمنية فشلت بتقديم دليل على ادعاءات الكشف عن مخططات إرهابية‬  (الجزيرة)

غير مؤثرة
المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان أحمد رامي اعتبر نجاح القياديين غزلان والبر في ممارسة أنشطتهما قرابة العامين دون أن تستطيع الأجهزة الأمنية أن تصل إليهما، دليلا على فشل تلك الأجهزة، وكذب ادعاءاتها المستمرة بالكشف عن مخططات إرهابية تنفذها الجماعة، دون أن تقدم دليلا واحدا على تلك الاتهامات.

لكنه أضاف للجزيرة نت أن القبض على عضو مكتب الإرشاد محمد وهدان، والذي تخفيه الداخلية قسريا منذ عدة أيام، سيؤثر بالتأكيد على عمل الجماعة، كونه أحد أبرز القيادات الحالية.

وأردف قائلا "أعتقد أن هذه الاعتقالات مرتبطة بإعلان الجماعة عزمها إجراء انتخابات لمجلس الشورى العام ومكتب الإرشاد.

من جانبه قال المحلل السياسي أسامة الهتيمي إن اعتقال هذه القيادات الثلاثة يحمل رسالة شديدة السلبية، "لأنهم من المحسوبين على الجناح المعتدل والسلمي داخل جماعة الإخوان المسلمين، في ظل حالة استقطاب حادة بين جناحين أحدهما يبتغي الحفاظ على الخط العام للجماعة التي يعتبر السلمية موقفا ثابتا لا يتزعزع، والآخر يرى أن العنف هو الرد المناسب على الاعتقالات وأحكام الإعدام الأخيرة بحق قياداتها".

‪الهتيمي: الاعتقال يبعث برسالة تنحاز للموقف المتطرف من قبل بعض أنصار النظام‬ (الجزيرة)
‪الهتيمي: الاعتقال يبعث برسالة تنحاز للموقف المتطرف من قبل بعض أنصار النظام‬ (الجزيرة)

رسائل
وأضاف الهتيمي -في حديث للجزيرة نت- أن هذا الاعتقال يبعث برسالة تنحاز للموقف المتطرف من قبل بعض أنصار النظام والرافضين مطلقا لإقامة أية قنوات حوار تعمل على تهدئة الأجواء وتمهد للمصالحة، بما يعني استمرار القبضة الأمنية بحق كل المعارضين.

وشدد على أن هذه الاعتقالات جاءت في سياق طبيعي للدور الذي تلعبه الأجهزة الأمنية لتتبع قادة الإخوان، في الوقت الذي جاء تأجيل الحكم على الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات الإخوان، لتجنب إحراج السيسي في زيارته إلى ألمانيا.

في المقابل أشاد مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء فاروق المقرحي بنجاح الأجهزة الأمنية في القبض على محمود غزلان وعبد الرحمن البر أمس.

وأضاف -في تصريحات صحفية- أن القبض على غزلان والبر بمثابة "تقليم أظافر الجماعة، أو ما تبقى منها، مشددا على أن الخطط الأمنية قائمة على قدم وساق، لأن الحرب ما زالت مشتعلة بين أجهزة الدولة وبين تلك العصابة الإرهابية العميلة، المدعومة من أجهزة مخابرات خارجية لبعض الدول الكبرى".

وأوضح أن الغرض من الإعلان عن تفكيك وضبط جهاز مخابرات الإخوان، جاء بعد ورود معلومات للقيادات السياسية في مصر تفيد برغبة بعض القيادات الألمانية، في طرح موضوع المصالحة مع الإخوان، وكذلك أحكام الإعدام الصادرة بحق قيادتهم.

المصدر : الجزيرة