محللون يمنيون: مؤتمر جنيف مصيره الفشل

General Secretary Ban Ki-moon (4-R) speaks next to the United Nations Special Envoy of for Yemen Ismail Ould Cheikh Ahmed with representatives of Yemeni government on June 15, 2015 at the UN offices in Geneva at the opening of Yemen peace talks. Yemeni representatives from each side of the conflict pitting Iran-backed rebels against the internationally recognised government of President Abedrabbo Mansour Hadi and its allies are expected to take part in the talks in Geneva starting on June 15. AFP PHOTO / FABRICE COFFRINI
مؤتمر جنيف عن الأزمة اليمنية بدأ أعماله الاثنين وسط تباين مواقف أطراف الصراع (غيتي)

عبده عايش-صنعاء

توقع محللون يمنيون فشل مؤتمر جنيف الخاص بإنهاء أزمة اليمن التي حدثت إثر انقلاب جماعة الحوثي على الشرعية في سبتمبر/أيلول الماضي.

ويرى هؤلاء أن جماعة الحوثي وحليفها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يسعيان إلى استثمار مؤتمر جنيف لإرساء هدنة جديدة تسهم في ترتيب الأوضاع الميدانية واستعادة أنفاسهما ومواصلة سيطرتهما.

وكانت فصائل المقاومة اليمنية رفضت لقاء جنيف، واعتبرت المشاركة فيه خيانة ومحاولة لشرعنة الانقلاب وإنقاذ مليشيات الحوثي وقوات صالح.

وانطلقت مشاورات اليوم الاثنين في مدينة جنيف السويسرية بحضور وفد الحكومة اليمنية الشرعية، الذي التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومبعوثه الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وغاب ممثلو جماعة الحوثي وصالح عن جلسة انطلاق المؤتمر بسبب تأخر إقلاع طائرتهم من مطار جيبوتي، لأسباب وصفت بالتقنية، قبل أن تنطلق لاحقا.

وكان وفد الحكومة اليمنية الذي يرأسه وزير الخارجية رياض ياسين أكد أن المشاركة في جنيف ليست من أجل الحوار السياسي، بل من أجل التشاور على كيفية تنفيذ القرار الأممي رقم 2216، الذي نص على انسحاب المليشيات الحوثية من المدن المحتلة والخروج من مؤسسات الدولة وتسليم السلاح الثقيل المنهوب من معسكرات الجيش.

‪دوبلة قال إن الوسيط الدولي يفتقر للتوازن ووضوح الرؤية‬ (الجزيرة نت)
‪دوبلة قال إن الوسيط الدولي يفتقر للتوازن ووضوح الرؤية‬ (الجزيرة نت)

فشل البداية
ويرى مراقبون أن جنيف فشل من بدايته ولن تكون هناك نتائج إيجابية على مسار إنهاء الحرب.

الكاتب والمحلل السياسي عبد الله دوبلة وصف الوسيط الدولي ولد الشيخ أحمد بعدم وضوح الرؤية والافتقار  للتوازن، "فمرة يؤكد أن التشاور بين سلطة شرعية وانقلابيين، ومرة يقول إن التشاور هو بين أطراف ومكونات سياسية".

وتساءل دوبلة: هل حلت الأمم المتحدة مشكلة في العالم؟ وقال إن المنظمة الدولية تحاول دائما جمع الأطراف المتصارعة من أجل المفاوضات فقط، وليس لإنهاء النزاعات وإقرار السلام، حسب تعبيره.

من جانبه يرى مدير منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب أن هناك تناقضا جذريا بين المخلوع صالح والحوثيين فيما يخص المرحلة القادمة وطبيعة التنازلات التي ستقدم في المؤتمر.

وقال إن الحوثيين ربما يقدمون  صالح قربانا، "وهذا الأمر سيفجر صراعا عنيفا بين جناحي الانقلاب". وتوقع انهيار سلطة الانقلاب في صنعاء قريبا.

‪غلاب: المؤتمر يمثل مدخلا لإنقاذ الحوثيين لكنه قد يقود لورطتهم‬ (الجزيرة نت)
‪غلاب: المؤتمر يمثل مدخلا لإنقاذ الحوثيين لكنه قد يقود لورطتهم‬ (الجزيرة نت)

ورطة الحوثيين
وقال غلاب -في حديث للجزيرة نت- إن مؤتمر جنيف يمثل مدخلا لإنقاذ الحوثيين، لكنه قد يقود لورطتهم ومحاصرة مشروعهم الانقلابي على المدى البعيد في حالة أصروا على عدم تنفيذ القرار 2216.

وأضاف أن "تركيبة جماعة الحوثي معقدة، ولا يمكنها أن تستمر إلا بالحرب، باعتبارها تؤخر انفجار التناقضات في بنيتها".

وأشار إلى أن الجناح العقائدي للجماعة يرى أن أي مسار سياسي ليس إلا "تراجعا وخيانة للجماعة، وهي في مرحلة التمكين كما يعتقدون، ولديهم قناعة بأن الحرب هي طريق النصر الوحيد".

أما الجناح السياسي فيؤمن بأن التراجع أصبح خيارا لا مفر منه، وأن المقامرة ليست إلا بداية لانهيار شامل، حسب تعبيره.

ويوضح غلاب أن جماعة الحوثي تخاف من أن يؤدي توقف الحرب إلى انتفاض المؤسسة الأمنية والعسكرية ضد مليشياتها المسلحة، "ولديهم قناعة بأن حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه المخلوع صالح قد يعيد ترتيب أوراقه بالاتجاه المضاد للحوثيين، وهذا سيؤدي إلى إضعافهم".

المصدر : الجزيرة