حملات رمضانية لإغاثة اللاجئين السوريين بالأردن

الأردن-مخيم الزعتري-انقطاع الكهرباء حد من قدرة الناس على التنقل والتجارة
تتزايد معاناة اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن بسبب قطع الدعم الأممي أو تخفيضه (الجزيرة)

ناريمان عثمان-عمان

"تتفاقم معاناة اللاجئين السوريين في الأردن وتتجه ظروفهم نحو الأسوأ"، هذا ما تقوله التحذيرات الأممية إزاء نقص التمويل اللازم لتلبية احتياجاتهم الإغاثية، خصوصا مع إقبال شهر رمضان، بينما تحاول جمعيات خيرية وفرق تطوعية سد بعض النقص.

وحذر جوناثان كامبل -المستشار الإقليمي ومنسق الطوارئ لبرنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة في الأردن- من كارثة إنسانية قد تحل باللاجئين السوريين في الأردن بسبب نقص التمويل.

وقال إن المبلغ الذي يحتاجه برنامج الغذاء العالمي في الأردن للأشهر الثلاثة المقبلة هو 41 مليون دولار، في الوقت الذي لا يتوفر لدينا فيه سوى أربعة ملايين دولار، في حين يحتاج اللاجئون السوريون في الأردن لمبلغ 15 مليون دولار شهريا.

وخفضت الأمم المتحدة قيمة القسائم المقدمة للاجئين السوريين بداية هذا العام من 20 دينارا أردنيا (28.25 دولارا)، إلى 13 دينارا (18.4 دولارا) للفرد الواحد شهريا، كما أن التخفيض استمر إلى أقل من ذلك، في الشهر الماضي، حيث وصلت قيمة القسيمة الواحدة إلى 10 دنانير فقط (14 دولارا).

وتسعى بعض المؤسسات الخيرية والفرق التطوعية لتوزيع حصص غذائية على اللاجئين، إلا أنها تغطي بضع مئات من العائلات، التي لا تتوقف حاجتها عند شهر رمضان، حيث تتزايد معاناة كبار السن ومصابي الحرب والمرضى والأرامل والأيتام، بسبب قطع الدعم الأممي أو تخفيضه.

‪فريق ملهم التطوعي يسعى لعمل خيمة رمضانية لأطفال اللاجئين السوريين بالأردن‬ (الجزيرة)
‪فريق ملهم التطوعي يسعى لعمل خيمة رمضانية لأطفال اللاجئين السوريين بالأردن‬ (الجزيرة)

حملات رمضانية
وأطلقت الفرق التطوعية حملات لجمع التبرعات خلال شهر رمضان، بهدف توزيع المساعدات على العائلات المحتاجة، حيث تسعى لتوزيع السلال الغذائية على مئات العائلات من اللاجئين.

وأفاد منسق المشاريع الميدانية في مؤسسة زكاة الأميركية زيد سكر بأنهم سيوزعون السلال على ألفي عائلة سورية محتاجة خلال رمضان، مشيرا إلى أن هذا النوع من الدعم موسمي وليس ثابتا على مدار العام.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه يتم اختيار العائلات الأصعب حالا، بعد دراسة وزيارات ميدانية "ونحاول الوصول إلى العائلات التي انقطعت عنها المساعدات الغذائية الأممية".

من جهتها أوضحت تسنيم فتة -من فريق ملهم التطوعي- أن حملة فريقها تستهدف العائلات السورية في الأردن ودول اللجوء الأخرى وكذلك في الداخل، وتؤكد أنهم سيقومون بتوزيع وجبات وسلال غذائية.

مؤسسة زكاة الأميركية توزع المساعدات على اللاجئين السوريين بالأردن (الجزيرة)
مؤسسة زكاة الأميركية توزع المساعدات على اللاجئين السوريين بالأردن (الجزيرة)

مشاريع للأطفال
وأضافت في حديث للجزيرة نت أنهم بصدد التحضير لخيمة رمضانية في مخيم الزعتري شمال البلاد، يفترض أن تقدم الإفطار لنحو 4000 طفل على مدار الشهر، إلى جانب فعاليات ترفيهية وتعليمية، وسيؤمن هذا المشروع عملا مؤقتا لشباب وسيدات في المخيم من خلال الطبخ للأطفال وتدريسهم.

كما يحاول الفريق تأمين مساعدات للعائلات التي تعيش خارج المخيم وفي المناطق النائية، التي لا تحصل على كفالات شهرية.

وأشارت تسنيم إلى أن تخفيض المساعدات وقطعها عن جزء من اللاجئين انعكس سلبا على ظروفهم، حيث كانت الفرق التطوعية تسعى لتأمين العلاج وتسديد إيجارات البيوت للمحتاجين، "أما الآن فأصبحنا نواجه مشكلة تأمين الغذاء لهم، حيث يمنع اللاجئون من العمل، بينما تخفض الأمم المتحدة المساعدات".

من جانبه يقول عاطف نعنوع من فريق ملهم التطوعي إن الفريق حاول التواصل مع برنامج الغذاء العالمي في الأردن، بهدف الحصول على قوائم العائلات الأكثر تضررا من وقف المساعدات عنهم، لأخذهم بعين الاعتبار في حملات الفريق الخيرية، "لكن المسؤولين في البرنامج لم يتجاوبوا معهم".

المصدر : الجزيرة