صاروخ عسقلان يجدد جدل الحرب على غزة

A big crater is seen on the ground following an Israeli airstrike in the southern Gaza Strip near the town of Rafah on May 27,2015. The Israeli air force carried out four strikes on militant targets in the Gaza Strip early today, Palestinian eyewitnesses said, hours after a cross-border rocket attack on the Jewish state. The planes targeted training camps belonging to the Islamic Jihad in Rafah, Khan Yunis and Gaza City, the witnesses said. There were no immediate reports of casualties. AFP PHOTO/ SAID KHATIB
من آثار الهجمات التي رد بها طيران الاحتلال الإسرائيلي على غزة عقب إطلاق الصاروخ (غيتي/الفرنسية)

وديع عواودة-حيفا

أعاد الصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة وسقط في عسقلان أمس، الجدل في إسرائيل حول طريقة التعامل مع غزة المحاصرة، بين من يدعو لإعادة احتلالها ومن يرى فك الحصار عنها.

وللمرة الأولى منذ العدوان الإسرائيلي على غزة الصيف الماضي، سقط صاروخ في منطقة غير مأهولة بالسكان شمال شرق مدينة أسدود دون وقوع إصابات، لكنه أثار حالة هلع في بعض مناطق الجنوب التي أضربت عن التعليم اليوم.

ورد جيش الاحتلال بهجمات جوية في مناطق مفتوحة داخل القطاع، بينما واصل تركيب أجهزة إنذار في المنطقة المقابلة لغزة، بهدف التحذير المبكر من قذائف الهاون.

وهدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اليوم باستخدام القوة ضد غزة، وقال إن إسرائيل تحمّل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسؤولية عن أي نيران تطلق على أراضيها من قطاع غزة.
وتابع تهديده بأنهم سيردون بحزم على إطلاق النيران، "وهذه هي السياسة التي سننتهجها، وسنفعل كل ما يلزم للحفاظ على أمننا".

وتبعه وزير الأمن موشيه يعالون بتوجيه التهديدات، وقال إن غزة ستدفع ثمنا باهظا في حال استمر إطلاق النار، محمّلا حركة حماس المسؤولية.

ليبرمان سخر من تهديدات نتنياهو (الجزيرة)
ليبرمان سخر من تهديدات نتنياهو (الجزيرة)

اجتياح غزة
لكن رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان، سخر من تهديدات نتنياهو ويعالون، وقال في بيانه إن "حكومة عاجزة عن تحديد إسقاط حكم حماس في غزة هدفا لها، فهي تبث ضعفا ويجدر بها الاستقالة لصالح أمن الإسرائيليين".

من جهته، وجه رئيس معهد دراسات الأمن القومي والرئيس السابق للاستخبارات العسكرية عاموس يدلين انتقادات مبطنة على رد فعل الحكومة، محذرا من السكوت على تساقط صواريخ جديدة من شأنها أن تقضي على قوة ردع إسرائيل.

ودعا يدلين في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم، لإعادة خيار اجتياح القطاع في الحرب القادمة، بغية تقطيع أوصاله وهدم العمارات العالية والمساس بالقيادة الميدانيين، وإنهاء الحرب في عشرة أيام.

وانضمت لهذه الدعوة أوساط أخرى في المعارضة، منها عضو الكنيست عومر بارليف من "المعسكر الصهيوني"، الذي قال إنه لو كان وزيرا للأمن لشن حملة على غزة الليلة، متهما حكومة نتنياهو بالتردد.

غالؤون: محاولات إسقاط حكم حماس فشلت (الجزيرة)
غالؤون: محاولات إسقاط حكم حماس فشلت (الجزيرة)

حل سياسي
في المقابل حذّرت رئيسة حزب "ميرتس" المعارض زهافا غالؤون من أن أي قصف إسرائيلي على غزة سيقود لتصعيد يخدم مصالح أوساط في اليمين ترغب في "إسقاط حكم حماس"، مشيرة إلى أن محاولات سابقة قد فشلت.

وفي ردها على سؤال الجزيرة نت، دعت غالؤون رئيس الحكومة إلى عدم الانجرار وراء أوساط سياسية تريد إعادة إسرائيل للحرب، ولتدهور أمني خطير، مشددة على أن الرد بالقوة لن يمنع المواجهة القادمة.

وبخلاف الموقف الإسرائيلي الرسمي تعتقد غالؤون أن الحل مع غزة سياسي، داعية لمنحها الأمل والمحفزات كي لا تلجأ لاستخدام القوة، معبرة عن اعتقادها أن الحل يكمن في إزالة الحصار، وبإتمام ذلك في إطار تسوية شاملة مع كل الفلسطينيين على أساس مبادرة السلام العربية.

وتبنى عضو الكنيست حاييم يالين من حزب "يش عتيد" المعارض هذه الرؤية، وشدد في رد على سؤال للجزيرة نت على عدم وجود حلٍّ غير سياسي لـ"مشكلة غزة"، وتابع "لا يمكن إبقاء غزة محاصرة وبلا أمل، دون توقع انفجار الأوضاع فيها".

مليمان استبعد انفجار الأوضاع بغزة (الجزيرة)
مليمان استبعد انفجار الأوضاع بغزة (الجزيرة)

انشغال إسرائيل
واستبعد محلل الشؤون العسكرية يوسي ميلمان انفجار الأوضاع لعدم رغبة الطرفين في التصعيد، مشيرا إلى انشغال إسرائيل بمشاكل داخلية، ولمكانة حماس في العالم العربي.

وردا على سؤال الجزيرة نت رجح ميلمان أن تعمل إسرائيل قريبا على تخفيف حدة الحصار والضغوط، كي لا تتحول لغزة لـ"طنجرة ضغط".

ومع ذلك كُشف اليوم عن تركيب نظام الرادار التكتيكي في بلدات غلاف غزة، والذي من المفروض أن يحسّن القدرة على الكشف والتحذير من سقوط قذائف هاون.

المصدر : الجزيرة