يوميات الفلسطينيين قبل النكبة في معرض بغزة

المعرض ضم عشرات الوثائق عن يوميات الفلسطينيين قبل النكبة
المعرض ضم عشرات الوثائق عن يوميات الفلسطينيين قبل النكبة (الجزيرة)

أحمد عبد العال-غزة

تقلب الصحفية صبا الجعفراوي، صفحات كتيب قديم يضُم عددا من الوثائق الفلسطينية التاريخية النادرة، لتشعر للحظات وكأن الزمن عاد بها أكثر من سبعين عاما إلى الوراء، لتعيش فصول الحياة الفلسطينية القديمة بأدق تفاصيلها.

وأحيت عشرات الوثائق القديمة، التي صدرت في فلسطين التاريخية بين العامين (1922 و1967) وجمعتها مؤسسة بيت الصحافة الفلسطينية في معرض افتتحته بمقرها بمدينة غزة لعدة أيام بمناسبة حلول الذكرى الـ67 للنكبة الفلسطينية، الأمل لدى الصحفية صبا بالعودة إلى بلدتها التي هجرت عائلتها منها عام 1948.

وتقول صبا للجزيرة نت، "هذا المعرض مميز يوفر لنا كجيل فلسطيني، لم يشهد تفاصيل الحياة الفلسطينية قبل النكبة، فرصة ثمينة لرؤية هذه الوثائق النادرة والمميزة، التي صدرت على أرض فلسطين التاريخية قبل أكثر من سبعين عاما".

 الصحفية صبا الجعفراوي تقلب صفحات إحدى الوثائق التاريخية (الجزيرة)
 الصحفية صبا الجعفراوي تقلب صفحات إحدى الوثائق التاريخية (الجزيرة)

معرض غير تقليدي
وتضيف صبا الجعفراوي "رأيت هنا إعلانات تروج لرحلات من قطاع غزة إلى مدينة القدس ومعظم مدن فلسطين التاريخية المحتلة في وقت لا يستغرق ساعة أو ساعتين، ووثائق لإشعارات بقوانين وأحكام أصدرتها الحكومة البريطانية عام 1922، ودليل هاتف قديما، وصورا للفلسطينيين والمدن الفلسطينية قبل النكبة عام 1948، وعقود شراء لمنازل وأراض".

وتوضح أن المعرض يضم أيضا عشرات الوثائق التي تثبت ملكية فلسطينيين لأراض وعقارات داخل فلسطين التاريخية.

وأعربت عن أملها بأن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي قريبا، ويعود الفلسطينيون إلى أراضيهم وبلداتهم الأصلية التي هجروا منها، لتعود الحياة إلى طبيعتها البسيطة، بعيدا عن المعاناة التي يعيشونها بسبب الإجراءات الإسرائيلية.

واعتبرت الجعفراوي أن هذا المعرض غير التقليدي طريقة جديدة لإحياء ذكرى النكبة في نفوس الفلسطينيين، بعيدا عن المهرجانات والخطابات والشعارات التقليدية.

أول دليل تليفون في فلسطين قبل نكبة عام 1948(الجزيرة)
أول دليل تليفون في فلسطين قبل نكبة عام 1948(الجزيرة)

حنين للتاريخ
وفي إحدى زاويا المعرض، الذي زاره عدد من الشخصيات السياسية الفلسطينية والعشرات من الفلسطينيين، وقف الفلسطيني حافظ ساق الله يتأمل صورة لوثيقة تحدد نظام الضريبة في فلسطين إبان عهد الانتداب البريطاني.

ويقول ساق الله للجزيرة نت "هذه الوثائق قيمة ونأمل أن تكون هناك جهات رسمية مسؤولة تحافظ عليها لأنها تثبت تجذر الفلسطينيين في أرضهم المحتلة عام 1948".

ويضيف "رأيت هنا وثائق تقدم صورة تفصيلية لكل مجالات حياة الفلسطينيين الصناعية والزراعية والاجتماعية والتجارية قبل النكبة وبعدها".

وبينما يتنقل الفلسطيني ساق الله بين صور الوثائق القديمة، أعرب عن شعوره بالألم لضياع الأرض الفلسطينية وصمت الدول العربية والإسلامية على ذلك، قائلا "هذه الأوراق والصور القديمة الصفراء تمزق قلوبنا وتجدد فيها الحنين لبلادنا وأراضينا المحتلة".

دعوة لحضور حفل زفاف فلسطيني قبل النكبة(الجزيرة)
دعوة لحضور حفل زفاف فلسطيني قبل النكبة(الجزيرة)

صورة تفصيلية
من جانبه، يقول بلال جاد الله رئيس مجلس إدارة مؤسسة بيت الصحافة "نظمنا هذا المعرض الذي يضم 98 وثيقة تاريخية فلسطينية نادرة لم تعرض على وسائل الإعلام من قبل، لشعورنا بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية تجاه الشعب الفلسطيني".

ويضيف جاد الله في حديث لمراسل الجزيرة نت "حصلنا على هذا الوثائق التاريخية من مجموعة من الأشخاص الذي كانوا يحتفظون بها نقلا عن آبائهم وأجدادهم، وهي صادرة في فلسطين بين العامين 1922 و1967، وتقدم صورة تفصيلية لحياة الفلسطينيين قبل وبعد النكبة كما تدل على حجم الظلم والمأساة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني".

ويُحيي الفلسطينيون في 15 مايو/أيار من كل عام ذكرى احتلال العصابات الصهيونية أراضيَهم عام 1948 وإقامة إسرائيل عليها.

ووصل عدد اللاجئين الفلسطينيين إلى 5.9 ملايين نسمة حتى نهاية العام الماضي، حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

المصدر : الجزيرة