ارتباك إسرائيلي حيال اعتراف الفاتيكان بفلسطين
وديع عواودة-حيفا
وأعلن الفاتيكان أمس الأول الأربعاء عن قراره الاعتراف بفلسطين وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع دولة فلسطين بدلا من منظمة التحرير الفلسطينية، وبذلك يتبنى الفاتيكان قرارا اتخذته الجمعية العامة في 2012 بالاعتراف بفلسطين كدولة بصفة مراقب.
من جهتها، اكتفت وزارة الخارجية الإسرائيلية برد قصير بسبب "حساسية الموضوع"، معبرة عن خيبة أمل من قرار الفاتيكان، ومعتبرة أنه لا يساهم في عودة الجانب الفلسطيني لمفاوضات السلام.
وقالت الوزارة في رد على سؤال الجزيرة نت إن القرار سيبعد القيادة الفلسطينية عن العودة لطاولة المفاوضات المباشرة، وإن إسرائيل ستدرس وثيقة الاعتراف بفلسطين وتقرر خطواتها طبقا لذلك.
عجز إسرائيلي
لكن عضو الكنيست عن "المعسكر الصهيوني" كوبي روزينطال اعتبر رد وزارة الخارجية كلاما إنشائيا فارغ المضمون، مؤكدا أن إسرائيل عاجزة عن اتخاذ أي قرار فعلي يعيق نجاح الدبلوماسية الفلسطينية كما يتجلى بمثل هذا الاعتراف من قبل الفاتيكان.
وأشار للجزيرة نت إلى أن قرار الفاتيكان مهم جدا للفلسطينيين بالغرب، وهو ينذر بالمزيد من العزلة الدولية لإسرائيل، ورجح أن تكون إسرائيل على موعد مع "قنابل سياسية" تصنع أجواء ضاغطة جدا عليها دوليا.
كما أشار روزينطال إلى الشكوى ضد إسرائيل لدى محكمة الجنايات الدولية، والتي تتعلق بالحرب على غزة والاستيطان، إضافة لمخاطر عدم فرض واشنطن حق النقض (فيتو) على مشاريع قرارات، لفرض تسوية الدولتين بمبادرة من فرنسا وغيرها.
ويعبر تساحي هنغبي عضو الكنيست المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن حالة التوتر في إسرائيل حيال هذه الضغوط، حيث استبعد حدوث تقدم بأي مسيرة سياسية وقيام دولة فلسطينية طالما واصل الفلسطينيون رفض المفاوضات.
وفي حديث لإذاعة الجيش اليوم حاول هنغبي إلقاء الكرة بالملعب الفلسطيني، زاعما أن الفلسطينيين فرطوا بالمفاوضات ويحاولون فرض أمور على إسرائيل بواسطة محافل دولية، وتابع "إن عاد الفلسطينيون دون شروط مسبقة فإن المفاوضات ستتجدد".
وقبيل سفره لروما غدا قال الرئيس عباس إن السلطة الفلسطينية تشترط العودة للمفاوضات بتأطيرها بجدول زمني لمدة عام، وإطلاق سراح الأسرى القدامى وتجميد البناء في الاستيطان.
عزل إسرائيل
من جهته، أشاد النائب في الكنيست باسل غطاس بقرار الفاتيكان، واتفق في حديثه للجزيرة نت مع روزينطال على أن ذلك سيساهم في عزل إسرائيل، نظرا لأهمية الفاتيكان في العالم الغربي، خاصة في ظل تشكيل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.
أما المستشار في الكنيسة الكاثوليكية وديع أبو نصار فاعتبر أن الاعتراف هو نتيجة جهود تراكمية استمرت منذ عام 2000، وشهدت تقدما ملموسا في لقاءات جمعت الطرفين في الآونة الأخيرة بـرام الله وروما.
وبين أبو نصار أن للاعتراف أهمية سياسية كونه يأتي من الكرسي الرسولي، وهو حكومة تتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع الدولي، موضحا أن أهمية القرار على أرض الواقع تنبع "بالأساس من كونه عنصرا منظما للعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والدولة الفلسطينية".
يشار إلى أن عددا من البرلمانات الأوروبية اعترفت بدولة فلسطين، كان آخرها السويد التي اعترفت رسميا بدولة فلسطين الأسبوع الماضي، في حين عبرت إسرائيل عن خشيتها من اعتراف دول غربية أخرى بفلسطين على طريق فرض أمر واقع بهدف ممارسة ضغط سياسي مكثف عليها.