ارتباك إسرائيلي حيال اعتراف الفاتيكان بفلسطين

FILE - In this Sunday, May 25, 2014 file photo Pope Francis is welcomed by Palestinian President Mahmoud Abbas upon his arrival to the West Bank city of Bethlehem. The Vatican officially recognized the state of Palestine in a new treaty finalized Wednesday, May 13, 2015 immediately sparking Israeli ire and accusations that the move hurt peace prospects. The treaty, which concerns the activities of the Catholic Church in Palestinian territory, makes clear that the Holy See has switched its diplomatic recognition from the Palestine Liberation Organization to the state of Palestine. (AP Photo/Andrew Medichini, Pool)
عباس (يسار) خلال استقبال بابا الفاتيكان الذي زار مدينة بيت لحم في مايو/أيار العام الماضي (أسوشيتد برس)

وديع عواودة-حيفا

تلازم إسرائيل حالة من الارتباك وخيبة الأمل بعد اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين وإعلانه عن إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع السلطة الفلسطينية، ودعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقاء بابا الفاتيكان فرانشيسكو في روما غدا السبت لتوقيع وثيقة رسمية بين الدولتين.

وأعلن الفاتيكان أمس الأول الأربعاء عن قراره الاعتراف بفلسطين وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع دولة فلسطين بدلا من منظمة التحرير الفلسطينية، وبذلك يتبنى الفاتيكان قرارا اتخذته الجمعية العامة في 2012 بالاعتراف بفلسطين كدولة بصفة مراقب.

من جهتها، اكتفت وزارة الخارجية الإسرائيلية برد قصير بسبب "حساسية الموضوع"، معبرة عن خيبة أمل من قرار الفاتيكان، ومعتبرة أنه لا يساهم في عودة الجانب الفلسطيني لمفاوضات السلام.

وقالت الوزارة في رد على سؤال الجزيرة نت إن القرار سيبعد القيادة الفلسطينية عن العودة لطاولة المفاوضات المباشرة، وإن إسرائيل ستدرس وثيقة الاعتراف بفلسطين وتقرر خطواتها طبقا لذلك.

‪روزينطال: إسرائيل على موعد مع قنابل سياسية‬ (الجزيرة)
‪روزينطال: إسرائيل على موعد مع قنابل سياسية‬ (الجزيرة)

عجز إسرائيلي
لكن عضو الكنيست عن "المعسكر الصهيوني" كوبي روزينطال اعتبر رد وزارة الخارجية كلاما إنشائيا فارغ المضمون، مؤكدا أن إسرائيل عاجزة عن اتخاذ أي قرار فعلي يعيق نجاح الدبلوماسية الفلسطينية كما يتجلى بمثل هذا الاعتراف من قبل الفاتيكان.

وأشار للجزيرة نت إلى أن قرار الفاتيكان مهم جدا للفلسطينيين بالغرب، وهو ينذر بالمزيد من العزلة الدولية لإسرائيل، ورجح أن تكون إسرائيل على موعد مع "قنابل سياسية" تصنع أجواء ضاغطة جدا عليها دوليا.

كما أشار روزينطال إلى الشكوى ضد إسرائيل لدى محكمة الجنايات الدولية، والتي تتعلق بالحرب على غزة والاستيطان، إضافة لمخاطر عدم فرض واشنطن حق النقض (فيتو) على مشاريع قرارات، لفرض تسوية الدولتين بمبادرة من فرنسا وغيرها.

ويعبر تساحي هنغبي عضو الكنيست المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن حالة التوتر في إسرائيل حيال هذه الضغوط، حيث استبعد حدوث تقدم بأي مسيرة سياسية وقيام دولة فلسطينية طالما واصل الفلسطينيون رفض المفاوضات.

وفي حديث لإذاعة الجيش اليوم حاول هنغبي إلقاء الكرة بالملعب الفلسطيني، زاعما أن الفلسطينيين فرطوا بالمفاوضات ويحاولون فرض أمور على إسرائيل بواسطة محافل دولية، وتابع "إن عاد الفلسطينيون دون شروط مسبقة فإن المفاوضات ستتجدد".

وقبيل سفره لروما غدا قال الرئيس عباس إن السلطة الفلسطينية تشترط العودة للمفاوضات بتأطيرها بجدول زمني لمدة عام، وإطلاق سراح الأسرى القدامى وتجميد البناء في الاستيطان.

غطاس: اعتراف الفاتيكان سيزيد من عزلة إسرائيل دوليا (الجزيرة)
غطاس: اعتراف الفاتيكان سيزيد من عزلة إسرائيل دوليا (الجزيرة)

عزل إسرائيل
من جهته، أشاد النائب في الكنيست باسل غطاس بقرار الفاتيكان، واتفق في حديثه للجزيرة نت مع روزينطال على أن ذلك سيساهم في عزل إسرائيل، نظرا لأهمية الفاتيكان في العالم الغربي، خاصة في ظل تشكيل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.

أما المستشار في الكنيسة الكاثوليكية وديع أبو نصار فاعتبر أن الاعتراف هو نتيجة جهود تراكمية استمرت منذ عام 2000، وشهدت تقدما ملموسا في لقاءات جمعت الطرفين في الآونة الأخيرة بـرام الله وروما.

وبين أبو نصار أن للاعتراف أهمية سياسية كونه يأتي من الكرسي الرسولي، وهو حكومة تتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع الدولي، موضحا أن أهمية القرار على أرض الواقع تنبع "بالأساس من كونه عنصرا منظما للعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والدولة الفلسطينية".

يشار إلى أن عددا من البرلمانات الأوروبية اعترفت بدولة فلسطين، كان آخرها السويد التي اعترفت رسميا بدولة فلسطين الأسبوع الماضي، في حين عبرت إسرائيل عن خشيتها من اعتراف دول غربية أخرى بفلسطين على طريق فرض أمر واقع بهدف ممارسة ضغط سياسي مكثف عليها.

المصدر : الجزيرة