ماذا يعرف الشباب الفلسطيني عن النكبة؟

1-صورة من قرية لفتا المقدسية المهجرة عام 1948 وفتى فلسطيني يرفع العلم الفلسطيني فوق
لفتا.. إحدى القرى المقدسية التي هجّرت العصابات الصهيونية سكانها عام 1948 (الجزيرة نت)

أسيل جندي-القدس المحتلة

 

لم يلملم الشعب الفلسطيني جراحه رغم مرور 67 عاما على نكبته، وما تزال رائحة البيارات ومفتاح العودة وتفاصيل الحياة البسيطة تهيمن على حكايات الأجداد أينما حلّوا.

وفي كل من الداخل والشتات، يحيي الفلسطينيون يوم 15 مايو/أيار من كل عام ذكرى نكبة عام 1948 حين هجرتهم العصابات الصهيونية من ديارهم وأقامت على أراضيهم ما بات يعرف بإسرائيل.

ولكن ماذا عن ذكرى النكبة في أوساط جيل الغد؟ وهل يعي الشباب تفاصيل تلك المرحلة في ظل محاولات الطمس والتهويد الإسرائيلية الممنهجة؟

عرين رضوان (18 عاما) لاجئة من قرية دير ياسين المقدسية تقول إنها تسمع قصص المجازر والتهجير من جدها الذي عاش تلك التفاصيل.

وتروي عرين للجزيرة نت أنها تعتبر مفاتيح العودة بمثابة الأمل المتجدد الذي "نحيا به حتى يأتي ذلك اليوم الذي نفتح فيه أبواب منازلنا في قرانا المهجرة".

وتضيف أنه لولا وجود جدها لما عرفت تفاصيل مجزرة دير ياسين ولما تعلقت بحقها في العودة، قائلة إنها تشعر بضرورة نقل هذه المعلومات إلى أطفالها حتى تبقى هذه الذكرى حيّة في عقول كل الأجيال.

أما لينا مطري (19 عاما) فهي غير متفائلة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، بل إنها تستبعد أن ينال الشعب الفلسطيني الحرية يوما وحقه في العودة "طالما نحن مختلفون ومنشغلون بخلافاتنا الداخلية".

‪لينا مطري: نتعرض لهجمة ضد هويتنا‬ (الجزيرة نت)
‪لينا مطري: نتعرض لهجمة ضد هويتنا‬ (الجزيرة نت)

طمس وتهويد
ولا تخجل لينا من القول إنها لا تعرف سوى القليل عن النكبة لأن أهالي القدس يتعرضون لهجمة شرسة ضد هويتهم الفلسطينية.

وتشير إلى أن الخطر الأكبر يحدق بالأطفال في ظل محاولات تهويد المناهج الفلسطينية وإحلال نظيرتها الإسرائيلية بدلا منها.

ويعتقد الشاب شادي بجّالي أن المعلومات التي تلقاها الطلبة من أبناء جيله في الكتب المدرسية شحيحة، "وبالتالي كل ما يعرفونه عن النكبة وتداعياتها هي اجتهادات فردية".

في المقابل بنى الاحتلال الإسرائيلي دولته على أسس اقتصادية وتعليمية قوية جدا، وهو يسعى لتهويد عقول الشباب والأطفال، بينما تجلس السلطة الفلسطينية مكتوفة الأيدي أمام هذا الواقع الخطير، حسب تعبير بجالي.

من جانبها، ترى نهيل بزبزت (27 عاما) أن النكبة "ليست ذكرى وإنما مسؤوليات تقع على عاتق الفلسطينيين، فهناك ضرورة للعمل الجماعي الموحد الذي يضع نصب عينيه أن ملايين اللاجئين خارج هذا الوطن يحلمون يوميا بالعودة إليه، ويكفينا مهرجانات وشعارات.. علينا أن نكون واقعيين وعقلانيين".

وتضيف نهيل للجزيرة نت أن سلطات الاحتلال تتخذ إجراءات يومية لمحو هوية الفلسطينيين وطمس قضيتهم، مما يحتم توعية جيل الشباب والأطفال بخطورة هذا الوضع.

‪بجالي: الكتب المدرسية لا تتضمن‬ (الجزيرة نت)
‪بجالي: الكتب المدرسية لا تتضمن‬ (الجزيرة نت)

ابتكار آليات
وفي تعليقه على هذه الروايات، قال أستاذ التاريخ في جامعة بيرزيت نظمي الجعبة إن شباب اليوم يمثلون الجيل الرابع بعد النكبة، "وكلما ابتعدنا عن تلك المرحلة" تناقص الاهتمام بها.

ويرى الجعبة أن هذا الواقع طبيعي ومؤسف في ذات الوقت، إذ "يضعنا أمام تحديات هائلة" ويحتم وضع آليات جديدة لعرض النكبة أمام الشباب.

وأضاف أن هناك حاجة للتفكير "خارج الصندوق" حتى تصل تفاصيل تلك المرحلة إلى فئة الشباب. ودعا إلى ابتداع طرق جديدة في التعبير عن النكبة تتلاءم مع آليات الاتصال العصرية.

وأكد الجعبة عدم وجود إشكالية في الوصول إلى المعلومات، بينما رأى أن المشكلة تكمن في انعدام الشغف والاهتمام بالبحث عن المعلومات المتعلقة بالنكبة.

وقال إن المجتمع الفلسطيني بمؤسساته الحكومية والمدنية ومدارسه ووسائل إعلامه، يتحمل المسؤولية عما وصل إليه حال الشباب اليوم.

وأعرب الجعبة عن قلقه إزاء ضحالة المعلومات التي يعرفها الجيل الشاب عن القضية الفلسطينية، قائلا إن "هذا نلمسه بشكل يومي كأساتذة في الجامعات".

المصدر : الجزيرة