المعارضة وتنظيم الدولة يقتتلان بالقلمون والنظام يستفيد

تواصل المعارك بالقلمون بين تنظيم الدولة ومسلحي المعارضة
تواصل المعارك بالقلمون بين تنظيم الدولة ومسلحي المعارضة (الجزيرة)

وسيم عيناوي-القلمون

بشكل مفاجئ، ارتفعت حدة الصراع بين كتائب المعارضة السورية المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية في القلمون الغربي، مما أسفر عن قتلى وجرحى وأسرى أغلبهم من التنظيم، حسب ناشطين.

ويصف ناشطون توقيت المعارك بأنه "الأسوأ" في ظل الهجمة الشرسة التي يقوم بها حزب الله اللبناني عليهما معا، الأمر الذي دفع كتائب المعارضة هناك إلى الانقسام بين مشارك في الصراع أو متجنب له للتفرغ لقتال حزب الله القريب في جبهات أخرى.

ويؤكد الإعلامي بجيش الفتح أبو الحسن أن الصراع بين جيش الفتح وتنظيم الدولة بدأ عند اعتقال مجموعة من التنظيم قائد مجموعة يدعى "العمدة" في جرود الجبة، وفي طريق العودة لمقرات التنظيم حدث اشتباك على حاجز لـجبهة النصرة وحصل صدام مسلح.

ويضيف للجزيرة نت "أثناء الانشغال بالاشتباك استغل العمدة حالة الارتباك وقام بقتل اثنين من التنظيم وجرح الباقين وهرب عائدا باتجاه جرود الجبة من جديد".

ويتابع أبو الحسن "إثر ذلك قامت قوة من تنظيم الدولة باقتحام أحد مقرات جبهة النصرة التابعة لجيش الفتح وأسرت بعض العناصر، ثم قامت فئة من جيش الفتح بحشد قوة كبيرة أغلبها من جبهة النصرة وهاجمت مقرات التنظيم بمحيط جرود فليطة".

ونشر جيش الفتح بيانا قال فيه أنه بدأ عملية "لاستئصال المفسدين" تهدف إلى تدمير مقار التنظيم في المنطقة. وسقط تسعة قتلى من عناصر التنظيم ونحو ثلاثين جريحا، مقابل ثلاثة قتلى من جيش الفتح، حسب البيان.

مسلحو المعارضة السورية يشنون ضربات استباقية ضد نقاط لحزب الله (الجزيرة)
مسلحو المعارضة السورية يشنون ضربات استباقية ضد نقاط لحزب الله (الجزيرة)

حزب الله
من جهة ثانية، نقلت مصادر مقربة من تنظيم الدولة في القلمون أنه مُنع مرارا من أخذ نقاط للرباط بمواجهة حزب الله في جرود القلمون، لمنع بروز اسم التنظيم في قتاله حزب الله، وحين سُمح لهم بذلك غدر بهم في جرود الجبة، وأشارت المصادر إلى أن هجوم جيش الفتح الأخير على التنظيم جاء في سبيل ذلك.

وكان لتجمع "واعتصموا" -أحد أبرز مكونات جيش الفتح- رأي آخر، حيث يشير قائد التجمع أبو جمال إلى أنه ورغم الخلافات الكبيرة مع تنظيم الدولة وضخامة الإشكال الأخير فإنهم رأوا أن "قتال حزب الله الذي وصفه "بالعدو المشترك" لا يزال أولوية أكثر من الدخول في اقتتال داخلي يستنزف سلاحهم ورجالهم".

ويضيف -في حديث للجزيرة نت- أنهم حاولوا إصلاح ذات البين بين الفصائل المقتتلة من جيش الفتح وتنظيم الدولة قبل الذي جرى بين الطرفين، إلا أن الاقتتال حصل بعد تفاقم المشاكل المتراكمة سابقا، وعلى الرغم من ذلك فإنهم "لن ينحازوا لأي طرف في هذه الفترة الحرجة على أقل تقدير".

وتابع قائلا "سنتجنب رفع سلاحنا حاليا ضد أي فصيل، فقد حملناه لقتال حزب الله والنظام السوري ولرفع الظلم عن كل المسلمين".

وقال أبو جمال "في حال دخلت كل الفصائل في اقتتال داخلي ولم يبق مرابطون ضد العدو المشترك فسيخسرون جميعا، وخاصة في هذه الظروف القاسية التي لن يخدم الاقتتال فيها إلا العدو المتربص بهم وعلى مسافة قريبة منهم".

المصدر : الجزيرة