تراجَع النظام بسوريا فهبَّ متطوعون عراقيون لنجدته

عناصر من المليشيات الشيعية في العراق
عناصر من المليشيات الشيعية في العراق (الجزيرة)

الجزيرة نت-بغداد

في العاصمة العراقية بغداد، وفي ظل إجراءات أمنية مشددة، يتم استقبال مجموعات من المتطوعين للقتال في سوريا، حيث تسجل بياناتهم في مركز ببناية تعود لوحدات عسكرية تابعة للجيش العراقي السابق.

ويقف على باب تلك البناية مسلحون يرتدون زيا عسكريا مرقطا، ويربط أحدهم على ذراعه قطعة قماش كتب عليها "يا ثارات الشيعة" كما يضع على صدره شارة تدل على أنه من كوادر مليشيا "كتائب أبو الفضل العباس".

وتمكن مراسل الجزيرة نت من دخول المركز، والحديث إلى مسؤوله الذي كان يرتدي عمامة سوداء وزيا عسكريا ويدعى أبو الحسن، حيث قال إن المرجع أحمد الحائري المقيم في إيران والمرجع محمود الهاشمي، إضافة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي "أصدروا فتاوى تدعو العراقيين للقتال في سوريا دفاعا عن المقدسات".

وأضاف أن عددا من المراجع الشيعية يلتزمون الصمت عندما توجه لهم أسئلة بشأن موقفهم من القتال في سوريا.

وأوضح أبو الحسن أن كتائب أبو الفضل العباس كانت من أولى وأكثر الجماعات التي قاتلت في سوريا إلى جانب قوات النظام الحاكم، لكن أغلب مسلحيها عادوا في يونيو/حزيران من العام الماضي، عقب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من العراق.

وتابع أنهم يجمعون التبرعات والهبات في هذه المراكز ويرسلونها للمقاتلين الشيعة في سوريا "للدفاع عن المقدسات" مؤكدا أنهم لا يرفضون طلبات للتطوع للقتال في سوريا مرة أخرى.

إشراف سياسي
وكشف مواطنون شيعة, في مناطق شرق العاصمة, أن حملات التطوع للقتال في سوريا ازدادت في الأسابيع القليلة الماضية بسبب تصاعد المعارك الفاصلة في دمشق, مؤكدين أن قيادات سياسية شيعية تشرف على هذه الحملات.

وأفاد جواد منتظر، وهو أحد الشباب الراغبين بالتطوع للقتال في سوريا ويقطن في حي النصر شرق بغداد، أن استمارة التطوع تتضمن عبارة "إنني أهب روحي من أجل الدفاع عن مقامي السيدتين زينب ورقية في العاصمة السورية".

وأوضح للجزيرة نت أنه من الطبيعي أن يقبل هو والمئات من الشباب الشيعة الذهاب إلى سوريا لحماية هذه المقدسات الشيعية "من الجماعات السلفية التي تريد هدم وتدمير هذه الأضرحة".

ويرتاد آلاف الشيعة من العراق وإيران ولبنان ودول أخرى مقامي السيدتين زينب ورقية بدمشق, غير أن هذه الزيارات تراجعت منذ اندلاع الثورة، كما أن بعض الزوار الشيعة اعتقلوا أو قتلوا بالمنطقة.

من جهته، قال رعد الشمري -الذي يقطن مدينة الصدر شرق بغداد- إن فكرة القتال بسوريا راودته كثيرا، بسبب الأخبار التي تشير إلى أن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة وصلوا أو سيطروا على منطقة السيدة زينب.

وأوضح للجزيرة نت أن فكرة الدفاع عن المقدسات الشيعية في دمشق تدفعه، وغيره من الشباب، إلى قبول التطوع للقتال هناك.

واختارت المليشيات الشيعية في بغداد مناطق مختلفة تتسم جميعا بالفقر، ووضعت اليافطات والصور التي تطالب السكان بالتبرع بالنفس والمال من أجل سوريا.

الحيدري: الحكومة تمنع ذهاب عراقيين للقتال في سوريا (الجزيرة)
الحيدري: الحكومة تمنع ذهاب عراقيين للقتال في سوريا (الجزيرة)

رفض حكومي
بالمقابل، رفض برلمانيون ومسؤولون عراقيون التعليق على تلك الممارسات، واكتفى النائب عن منظمة بدر (أكبر الفصائل الشيعية المسلحة) رزاق الحيدري في تصريح للجزيرة نت بالقول إن "الحكومة العراقية لا تسمح بذهاب أي عراقي إلى سوريا للقتال ضد الإرهابيين هناك".

لكن مستشارا سابقا بوزارة الدفاع -طلب عدم الكشف عن اسمه للجزيرة نت- أشار إلى أن رحلات السفر لسوريا ازدادت مؤخرا بين الشباب بالأحياء الشيعية ببغداد، مرجحا أن يكون بسبب "تراجع قوات الأسد في سوريا وتقدم الثوار".

وأوضح المستشار الأمني أن المتطوعين لا يذهبون مباشرة إلى سوريا، لكن بعد تدريبهم يتم سفرهم عن طريق إيران.

المصدر : الجزيرة