ضجة عراقية حول فتوى تبرّأ منها الرفاعي

مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي
مفتي العراق رافع الرفاعي نفى إصدار تلك الفتوى (الجزيرة)

أحمد الأنباري-بغداد

أثارت فتوى منسوبة لمفتي الديار العراقية رافع الرفاعي تدعو المسلمين والعرب إلى مقاتلة "الفرس" غضبا واستنكاراً في العراق باعتبارها "تحرض" على قتال القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي.

وجاء في نص الفتوى التي نشرت في صفحة على فيسبوك -التي نفى الرفاعي أن تكون له- "الجهاد ينادي يا مسلمي العرب في فلسطين وسوريا واليمن، التقوا بإخوانكم لنصرتهم ضد الفرس المجوس، كي يروا بأس هذه الأمة على من عاداها والله ناصركم، يا من فاته الجهاد في ساحات المعارك تعال هنا فالخير بانتظارك".

وفي تصريح للجزيرة نت نفى الرفاعي أن تكون قد صدرت عنه مثل هذه الفتوى، متهما من نسبها إليه بالإساءة له ومحاولة تشتيت الرأي العام. وقال "هناك من تداول فتوى غير صحيحة نسبت لي، ولدي موقع رسمي أنشر به ما يخصني، وفيه أيقونة خاصة بالفتاوى".
 
وعند البحث في فيسبوك تجد ثلاث صفحات تحمل اسم "مفتي الديار العراقية"، تُدار من شخصيات أخرى ولا ترتبط به، وتخلو من العلامة الزرقاء التي تؤكد صحة الصفحة للشخصيات العامة من عدمها، بالإضافة إلى ضعف ما يُكتب فيها من منشورات.

العبد ربه طالب الرفاعي بإصدار بيان توضيحي عن الفتوى "ينفيها أو يؤكدها حتى لا يبقى الشارع العراقي مشتتا" 

تنديد
وعلى الرغم من نفي الرفاعي أن يكون قد أصدر مثل هذه الفتوى، أعلن عضو اتحاد القوى الوطنية (السُني) محمد العبد ربه رفضه لها، واعتبرها "مشجعة على خلق الفجوة بين أبناء الشعب الواحد"، وأضاف أن "الغريب في الأمر أن بقي مفتي الديار العراقية صامتاً ولم يقم بإصدار أية فتوى تنفي أو تؤكد ما نُسب إليه".

ودعا العبد ربه المفتي الرفاعي إلى إصدار بيان توضيحي عن الفتوى "ينفيها أو يؤكدها حتى لا يبقى الشارع العراقي مشتتا ولا يعرف الحقيقة أين هي"، مضيفا أن "بإمكان الرفاعي لعب دور إيجابي لحقن دماء العراقيين، وهذا ما نأمله منه".

أما القيادي الديني الشيعي جليل الفتلاوي فقال إن مفتي الديار "لديه نفس طائفي يدفعه إلى إصدار مثل هذه الفتوى، رغم عدم تأكدنا من صحتها حتى الآن، لكنها متوقعة منه، في وقت نحن بحاجة فيه إلى الأصوات الوطنية الحقيقية".

‪العجيلي يناشد الإعلاميين تحري الدقة في نقل المعلومات‬ (الجزيرة)
‪العجيلي يناشد الإعلاميين تحري الدقة في نقل المعلومات‬ (الجزيرة)

تحذير ونصيحة
وحذر من أن مثل هذه الفتوى "تخلق مشهداً أكثر تعقيداً في العراق، لأنها مبطنة، والمقصود بالمجوس وعملاء إيران فيها هم الشيعة الذين يقاتلون بجانب القوات الأمنية العراقية، لذا إن كانت الفتوى صحيحة فإنها غير موفقة وعليه التراجع عنها"، مضيفا "الأصوات النشاز والتأجيج الطائفي تصدر في الغالب من رجال الدين".
 
وقال الناشط الإعلامي زياد العجيلي "كان هناك ضعف في الحسابات التي تناقلت الفتوى المنسوبة للرفاعي، والتي تتناقل كذلك أخبار وفتاوى وآراء جهات وشخصيات أخرى دون التأكد منها، مما يُسهم في تضليل الرأي العام الذي بدوره لا يتأكد من مصادر تلك المعلومات".

وينصح العجيلي الصحفيين والمدونين بعدم تناقل أية معلومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر وسائل الإعلام الإلكترونية خاصة، من دون التأكد من مصداقيتها، معتبرا ذلك "واجبا على الصحفي، الذي يُحتم عليه أن لا يكون ناقلاً لأية معلومة دون التأكد منها".

المصدر : الجزيرة