حملة حوثية ضد "الإصلاح"
عبده عايش-صنعاء
واعتقلت مليشيات الحوثي 140 قياديا وناشطا في حزب الإصلاح في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى.
واختطف مسلحو الحوثي السبت قادة بارزين بالحزب، بينهم عضو هيئته العليا محمد قحطان، وداهموا منزل رئيسه محمد عبد الله اليدومي واعتقلوا نجله صهيب، كما اقتحموا بيت الشيخ زيد الشامي رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في مجلس النواب.
وترافقت هذه الحملة مع دعوات نشطاء حوثيين لحل الحزب المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، كونه أبرز رافضي الانقلاب على الشرعية "والأكثر تنظيما وشعبية بالشارع اليمني".
وبرر الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام استهداف قادة الإصلاح بالقول إنهم رصدوا تحركا مشبوها "بعد موقف الحزب المساند للعدوان مما جعل الأجهزة المختصة تتعامل مع الموقف بحزم".
خيانة وتآمر
واعتبر أن تأييد الإصلاح عاصفة الحزم يفوق الخيانة والتآمر والعمالة، ويخل بسيادة اليمن وكرامة شعبه.
في المقابل، أدان حزب الإصلاح ما سماها الحملة الوحشية التي يتعرض لها قادته وناشطوه من قبل جماعة الحوثي وحليفها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقالت الأمانة العامة للحزب إن "تلك الأعمال تعقد الوضع في البلاد المتفاقم أصلا بسبب انقلاب الحوثي وصالح ضد الشرعية في البلاد".
ودعت أمانة الحزب جماعة الحوثي لإطلاق كافة المعتقلين فورا وعدم الذهاب بالأوضاع إلى مزيد من التعقيد والتأزيم، كما حذرت الحوثي وصالح شخصيا ومن يستجيب لأوامرهما من مغبة المساس بالمختطفين "ومن التمادي في تلك الحماقات".
وحمّلت أمانة حزب الإصلاح جماعة الحوثي وحلفاءها المسؤولية عن كل ما سيترتب على هذه الممارسات من "تداعيات قد لا تحمد عقباها".
من جانبه، قال السكرتير الصحفي برئاسة الجمهورية مختار الرحبي إن "ما قامت به مليشيا الحوثي من اعتقال كبار قادة حزب الإصلاح وناشطيه ومداهمة منازلهم عمل بربري مدان".
وأضاف للجزيرة نت أن "الحوثي يريد أن يخوض حربا مع أي طرف ولم يجد أي مبرر لفعل ذلك، وما إن أعلن حزب الإصلاح عن دعم عاصفة الحزم حتى قام باستهداف قادته بالاختطاف والاعتقال".
سلطة انقلابية
وبشأن التلويح بحل الحزب، قال إن الحوثين ليست لديهم شرعية لاتخاذ قرارات من هذا القبيل كونهم سلطة انقلابية متمردة.
وكان الناشط بالثورة اليمنية المحامي خالد الآنسي قد أكد أن من حق حزب الإصلاح أن يعبر عن موقفه من أي قرار قام به الرئيس عبد ربه منصور هادي تأييدا أو رفضا.
واستغرب الآنسي عدم إدانة قمع الحوثيين الحزب وتبرير اعتقالاتهم قادة سياسيين.
كما أبدى رفضه تحريض حزب الإصلاح على التحول لفصيل مسلح ومواجهة مليشيا الحوثي بالقوة.
وقال المحامي عبد الرحمن برمان إن استهداف الحوثيين حزب الإصلاح يعود إلى تشكيله أغلبية كبيرة في الساحة اليمنية، ويقود الحراك الشعبي المناهض للانقلاب على الشرعية.
ونبّه إلى أن قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية باليمن جعل حل الأحزاب من اختصاص القضاء "فحتى رئيس الجمهورية نفسه لا يمكنه اتخاذ قرارات من هذا القبيل"، متسائلا: "فما بالك أن تقوم بذلك جماعة مسلحة انقلابية؟"
ويرى برمان أن ممارسات جماعة الحوثي الإقصائية للأحزاب تشجع القوى السياسية على العمل المسلح، وأشار إلى وجود جماعات مسلحة ستكون لها حاضنة شعبية واسعة وستتجه لقتال الحوثيين.