لعنة النزوح تطارد أهالي إدلب

النازحون في مدرسة نسيبة
النازحون في مدرسة نسيبة بحمص (الجزيرة)

إياد الحمصي-حمص

"أغلقت الأبواب في وجهنا وكأننا يهود، وحتى لو كنا يهودا كانت فتحت أمامنا أبواب الجنة من كثرة ما عانيناه"، بهذه الكلمات يصف عبد الملك أبو حامد -أحد أهالي مدينة إدلب الذين نزحوا مؤخرا إلى حمص– حال النازحين هناك.
 
ويضيف أبو حامد للجزيرة نت "لم يكن أمامنا خيارات نلجأ إليها، فإما النزوح إلى اللاذقية التي أغلقت أبوابها في وجهنا أو اللجوء إلى مدينة حماة التي لم نجد فيها مكانا نأوي إليه بسبب الأعداد الكبيرة من النازحين هناك. أما في حمص فكانت الأمور أكثر تعقيدا، حيث الحصول على منزل في المناطق العلوية شبه مستحيل، أما مناطق السنة فالبحث هناك عن منزل كالذي يبحث عن إبرة في كومة من القش".

ويعاني أهالي مدينة إدلب منذ سيطرة المعارضة عليها من إيجاد مكان ينزحون إليه، حيث لم يسمح النظام لمن كان مكتوبا في بيانات بطاقته الشخصية "إدلب" من دخول اللاذقية قطعيا، وسمح بدخولهم إلى حمص وحماة لفترة محدودة. وبعد أن سمحت القوات الحكومية للنازحين بدخول حمص، أصدرت قرارا بمنعهم من ارتياد أي مركز إيواء أو مسجد أو البقاء في الشوارع والحدائق.

‪غرف المدرسة ملاذ لأسر النازحين‬ (الجزيرة)
‪غرف المدرسة ملاذ لأسر النازحين‬ (الجزيرة)

معاناة
وتتحدث سمية طالب -وهي أم لخمسة أطفال- عن الصعوبات التي واجهتها قبل أن تتمكن من الحصول على منزل تسكنه في حمص، وقالت للجزيرة نت "جلسنا في فناء مسجد عثمان بن عفان ساعات طويلة إلى أن أعطانا أحد الجيران غرفة نسكنها، وهي عبارة عن كراج لسيارته".

وتتابع سمية التي فقدت زوجها بعد يومين فقط من تحرير إدلب، "لجئنا إلى الهلال الأحمر في حمص ولكنهم كانوا يقولون إنه لم يسمح لهم بعد بإقامة مراكز إيواء لنازحي إدلب، واقتصرت مساعدتهم لنا على بعض البطانيات والفرش".

ويؤكد رامي عبد الودود من "جمعية البر" أنهم لم يستطيعوا تأمين البيوت لأهالي إدلب لأن ذلك أساسا ليس من اختصاصهم، وأوضح "منعنا أيضا من افتتاح مراكز إيواء لهم في البداية، حيث أصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية إلى جميع الجمعيات والمنظمات -ومنها البر، والهلال الأحمر- أمرا يمنع أي منهم من افتتاح مراكز إيواء لنازحي إدلب داخل مدينة حمص.

ويضيف عبد الودود أنه بعد ازدياد أعداد النازحين من إدلب، سمح بافتتاح ثلاث مراكز إيواء في ريف حمص، اثنان منها استولى عليهما مصابو جيش النظام ومليشيات الدفاع الوطني، وواحد فقط للأهالي، وهو مركز إيواء في مدرسة.

‪بانتظار توزيع المساعدات الإغاثية‬ (الجزيرة)
‪بانتظار توزيع المساعدات الإغاثية‬ (الجزيرة)

إغاثة
من جهته، يشرح أبو راشد الحمصي المسؤول عن مركز إيواء نسيبة للجزيرة نت آلية العمل فيه، فيقول إن "المركز هو لمدرسة نسيبة للتعليم الأساسي المعدة لاستقبال الطلاب اعتبارا من العام القادم، ولكن للضرورة أحكام، فقد قمنا بإفراغ صفوف المدرسة من المقاعد والطاولات، واعتبرنا كل صف بمثابة منزل لكل عائلة فمساحته ليست بالقليلة".

ويشير الحمصي إلى أن المركز أصبح نقطة وصول أساسية لأهالي إدلب، حيث يتم تسجيل أسمائهم ومنحهم مساعدة إغاثية عاجلة، وبعدها يتم تخييرهم بين البقاء في المركز أو أخذ المساعدة إلى مكان سكنهم في حال وجدوا منزلا خارج المركز.

وبحسب الحمصي بلغت أعداد الأسر التي يضمها المركز خمسين أسرة، حصلت جميعها على مساعدات إغاثية عاجلة عند وصولها المركز، إضافة إلى تقديم المساعدات الطبية من قبل العيادة المتنقلة التابعة للهلال الأحمر في حمص.

المصدر : الجزيرة