تقدم المعارضة يثير مخاوف سكان دمشق

Syrian people shop at one of Damascus souks on 25 June 2012 although selling and buying is very low in a country that has been rigged by 16-month-old unrest that has chocked the country s sluggish economy. Economic sanctions slapped on Syria by Arab, Western and US countries have further tightened the screw on all economic activities. The most pressing economic threat is the depreciation of the Syria pound that has put upward pressure on consumer prices, increased inflation and caused additional hardship for ordinary Syrians.
سوق الحميدية وسط العاصمة السورية دمشق (الأوروبية)

سلافة جبور-دمشق

تثير الخسائر الميدانية التي تصاب بها قوات النظام السوري الواحدة تلو الأخرى قلق سكان العاصمة دمشق، ويزيد من مخاوفهم اقتراب المعارك من العاصمة، التي لا تزال -وبعد أربع سنوات على انطلاق الثورة- عصية على مقاتلي المعارضة.

تبدو دمشق لزائرها طبيعية للوهلة الأولى، فالتحصينات الأمنية والحواجز لا تزالان على حالهما، وحركة السير والازدحام والأسواق لا تشير إلى تغير ملحوظ عن الأشهر الماضية، إلا أن مخاوف  اقتراب المعارك بدأت تتسلل لحياة الناس اليومية وأحاديثهم.

فبعد دخول تنظيم الدولة الإسلامية مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين (جنوبي العاصمة) مطلع الشهر الحالي، إضافة إلى تقدم فصائل المعارضة المسلحة في إدلب (شمال البلاد) ودرعا (جنوبها)، بات سكان العاصمة يشعرون بأن مدينتهم -التي بقيت "آمنة" خلال السنوات الأربع الفائتة- قد تلقى مصيراً مشابهاً لمدن وبلدات أخرى من معارك ودمار وتشرد.

تفكير بالهجرة
ويؤكد أبو طلال -صاحب محل لبيع الألبسة في شارع الحمراء بدمشق- أن أحاديث الناس اليومية باتت عن الخوف والقلق من دخول مقاتلي المعارضة العاصمة، على غرار ما حصل في مخيم اليرموك.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن المخيم على بعد مرمى حجر من وسط العاصمة، "حيث نعيش ونعمل". وتابع "كنا ولفترة طويلة نعتقد أننا محصنون ضد كل ما يحدث على أطراف المدينة، لكن يبدو أن علينا الاستعداد لمواجهة مصير لا نرغب فيه، وقد يكون مصيراً مفاجئاً كمصير مدينتي إدلب وجسر الشغور".

بدوره، قال وائل -الذي يعمل في محل لبيع الأدوات الكهربائية في حي المزة (غرب العاصمة)- إنه بدأ يفكر بشكل جدي في بيع كل ما يملك والسفر خارج البلاد مع عائلته، لئلا يجد نفسه فجأة قد خسر كل شيء، مؤكدا أن محاولات النظام طمأنة المدنيين في دمشق لم تعد مجدية.

وأوضح للجزيرة نت أنه ساد اعتقاد أن المعارك في حي جوبر في الشرق شارفت على الانتهاء بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد المفاجئة للجنود هناك، "إلا أن شيئاً لم يتغير، ولم تعد لدينا ثقة في أن النظام ورغم كل التحصينات والإجراءات الأمنية هنا قادر على حمايتنا".

أما أم فادي -ربة منزل تقيم في حي التجارة شرق دمشق- فتقول إنها تعيش يومياً خوف دخول مقاتلي المعارضة من حي جوبر بواسطة الأنفاق.

وقالت نحن نسمع يومياً عن تدمير أنفاق يحفرها المسلحون من جوبر، وتابعت أن من استطاع الدخول بشكل مفاجئ لمخيم اليرموك لن يصعب عليه التقدم أكثر نحو دمشق، "وعندها سيكون الموت والدمار مصيرنا ومصير مدينتنا".

undefined

تراجع الثقة
ويرى الناشط عمر الشامي أن كل تلك المخاوف وانتشار الشائعات أمر طبيعي يعكس تراجع ثقة السوريين في النظام، الذي يحاول على الدوام تأكيد أنه الحامي الأكبر لهم وللعاصمة.

وقال الشامي في حديثه للجزيرة نت إن أحدا لا ينكر أن النظام استطاع في الأعوام الماضية توفير حياة طبيعية إلى حد ما لسكان العاصمة، "إلا أن محاولاته الحثيثة تلك لم تعد قادرة على التغطية على أخبار خسائره وتراجعه في العديد من أنحاء البلاد".

وتابع أن الانهيار السريع لليرة السورية، التي يبلغ سعر صرفها اليوم أكثر من 315 أمام الدولار الأميركي بعد أن كان 270 مطلع الشهر الحالي، في ظل العجز الحكومي التام عن التحكم في الأسعار، كل ذلك أسهم في زيادة سخط وتوتر السكان.

وأشار إلى محاولات النظام الحثيثة لطمأنة السكان ورفع الروح المعنوية لديهم، فالإذاعات والمحطات التلفزيونية السورية تستمر في بث الأغاني الوطنية، والتأكيد على أن خسائر الجيش لا تعني تحولاً نوعياً في مسار المعارك، موضحا أن هذه المحاولات لم تعد تجد آذاناً مصغية عند السكان.

المصدر : الجزيرة