منافسو البشير الخاسرون.. بين قابل ومشكك
عماد عبد الهادي-الخرطوم
بينما ذهب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان للاحتفال بفوزه بنتيجة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أعلنت نتيجتها الاثنين، تباينت ردود أفعال مرشحي رئاسة الجمهورية بين مقتنع ومشكك بها.
وبينما اعتبرها مرشحون رئاسيون نتيجة حتمية لما يحظى به الرئيس عمر البشير من تأييد، شكك آخرون بنزاهتها "منذ بدايتها وحتى إعلان نتيجتها". لكنهم اتفقوا في دعوتهم للمؤتمر الوطني ورئيسه الفائز بفترة رئاسية تمتد خمس سنوات للعمل من أجل توحيد السودانيين بما يمنع تمزق البلاد.
فوز ساحق
وأعلنت المفوضية القومية للانتخابات نتيجة قالت إنها نهائية بفوز الحزب الحاكم برئاسة البلاد عبر مرشحه عمر البشير بنسبة زادت على 94%، واستحواذه شبه الكامل على مقاعد البرلمان بحصوله على 323 مقعدا من أصل 426.
وبعيد إعلان النتيجة النهائية للعملية الانتخابية، سارع مناصرو المؤتمر الوطني للاحتفال بما أسموه يوم النصر، معتبرين النتيجة أمرا حتميا لما يحظى به الحزب من تأييد.
الرئيس عمر البشير الفائز بالفترة الرئاسية الجديدة، وصف الانتخابات بأنها "درس أخلاقي نزيه وشفاف قدمه الشعب السوداني للعالم" مشيرا إلى أنها أكدت عدم سقوط راية الحضارة في البلاد.
وهاجم -مخاطبا احتفالا لجماهير حزبه بعيد إعلان النتيجة- من أسماهم المغرورين والمخدوعين الذين تحدثوا عن مفاجأة "بأنهم قدموا لنا هديتي الانتصار في الانتخابات وفي ميدان المعركة مع المتمردين".
وأشار البشير إلى ما جرى في الانتخابات من ممارسة ديمقراطية وحرية "كانت نموذجا حضاريا نقدمه للقوى الاستعمارية في كل أنحاء العالم".
مفوضية الانتخابات
وقال المرشح الرئاسي المستقل حمدي حسن إنه فشل في حمل مفوضية الانتخابات على إجراء العملية بنزاهة وشفافية.
وأشار -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- قائلا "إننا خاطبنا المفوضية أكثر من مرة لتوفير ضمانات كافية لإجراء العملية بنزاهة، لكنها ردت ردا غير موضوعي".
وعاد حسن وطالب بسن قانون جديد يمنع ترشح المستقلين وإتاحة الحريات السياسية لجميع القوى "طالما أضحت الانتخابات أمرا واقعا لا شك فيه".
وقالت مرشحة الرئاسة فاطمة عبد المحمود إنها كانت تتوقع فوزا كبيرا "لكن ذلك لم يحدث". وأعلنت قبولها بالنتيجة "كامرأة منافسة وسط 16 رجلا".
ودعت -في حديثها للجزيرة نت- إلى أن يكون ما أسفرت عنه الانتخابات بداية لحوار ووفاق وطني يلتف حوله الجميع، مؤكدة على مواصلة ما أسمتها المسيرة لأجل إنجاز ما ينادي به حزبها.
ومن جانبه، قال المرشح الرئاسي فضل السيد شعيب إن الانتخابات الحالية قامت من أجل إعطاء الديمقراطية دورها في تداول السلطة سلميا، واعتبر ما تم أمرا ديمقراطيا "يستوجب التمسك به".
وأعلن شعيب قبوله نتيجة الانتخابات لأنه لا شك فيها "وما أحرزناه هو قوتنا ومقاعدنا التي سنعمل في الانتخابات المقبلة على تحسينها".