تشكيك في رواية مقتل مؤسس أجناد مصر

منطقة الطوابق بحي فيصل بالجيزة
أهالي حي فيصل بالجيزة شاهدوا مداهمة الشرطة لمبنى كان يقيم فيه مؤسس أجناد مصر (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-القاهرة

رغم إعلان وزارة الداخلية المصرية تفاصيل مقتل مؤسس جماعة أجناد مصر همام عطية في منطقة الأهرام بالجيزة، فإن زيارة المكان والاستماع للسكان تثير شكوكا حول طبيعة العملية.

وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف أعلن في بيان الأحد الماضي مقتل مؤسس أجناد مصر بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، بعد أن اقتحمت المبنى الذي كان يختبئ فيه بمنطقة الطوابق في حي فيصل بالجيزة.

وبحسب بيان الداخلية، فقد بادر عطية بإطلاق النار على قوات الأمن فردت عليه وأردته قتيلا.

لكن عددا من سكان المنطقة الذين تحدثت إليهم الجزيرة نت نفوا وقوع أي اشتباك أو إطلاق للرصاص في المنطقة خلال الأيام الماضية، وإن لم ينفوا اقتحام قوات الأمن لمبنى بشارع الصفا والمروة.

علي -وهو أحد عمال المقاهي القريبة من المبنى- أكد للجزيرة نت أنه لم يسمع أي إطلاق نار في هذه الليلة، مضيفا أن عددا من المدرعات ورجال الأمن وصلوا للشارع في ساعة متأخرة وحاصروا مبنى "يقال إن إرهابيا كان يسكنه هو وأسرته".

وأوضح علي أن كثيرين من مرتادي المقهى تحدثوا عن وجود "الإرهابي" في المبنى منذ فترة، وقالوا إنه أصلا من أبناء المنطقة، لكنه ليس من سكان هذا الشارع، وفق قوله.

هذا الحديث يتفق كثيرا مع حالة الأبنية الموجودة في الشارع، فهي لا تشي بوقوع تبادل لإطلاق النار، كما أعلنت الداخلية. كما أنه يتسق مع رواية أحد أمناء الشرطة في قسم الطالبية القريب من المكان، والذي أكد للجزيرة نت أن "شيئا من هذا لم يحدث".

أمين شرطة: عطية تمت تصفيته داخل العقار فعلا، والتحريات أكدت وجوده فيه منذ فترة

مداهمة فتصفية
أمين الشرطة الذي رفض ذكر اسمه قال إن عطية تمت تصفيته داخل المبنى فعلا، وإن التحريات أكدت وجوده فيه منذ فترة، مضيفا أن الوزارة لم تطلع قسم الطالبية على موعد مداهمته.

شاهد عيان آخر قال للجزيرة نت إن أحدا لم يلتفت لوجود "إرهابي" في المكان، وإن سكان الشارع لم يسمعوا عنه إلا بعد إعلان مقتله.

وأكد الشاهد أنه لا أحد يمكنه تأكيد ما إذا كان مؤسس أجناد مصر هو الذي تمت تصفيته أم لا، كما أن الجميع يخشى الحديث في هذا الأمر بسبب انتشار المخبرين السريين في المنطقة، على حد قوله.

وقالت صحف مصرية إن صاحب المبنى الذي كان يسكنه عطية صرح بأنه لم يكن يعرفه، وأشارت إلى أن اكتشاف هويته جاء إثر قيام الداخلية بجمع البطاقات الشخصية لسكان المبنى بعد تقدم أحد ساكنيه ببلاغ عن تعرضه للسرقة.

ووفق هذه الصحف، فقد وجدت البطاقة الشخصية لزعيم أجناد مصر ضمن بطاقات السكان.

لكن هذا الحديث نفسه يتناقض مع تأكيد الداخلية استخدام عطية عدة هويات مزورة كان يستخرجها بواسطة ماكينة طباعة بطاقات قام بسرقتها من مبنى السجل المدني في محافظة شمال سيناء، بعد إحدى العمليات.

‪فودة: بيان الداخلية حمل لمستها القديمة التي تقوم على تضخيم دورها‬ (الجزيرة)
‪فودة: بيان الداخلية حمل لمستها القديمة التي تقوم على تضخيم دورها‬ (الجزيرة)

شكوك وتضخيم
ومما يثير مزيدا من الشكوك حول صدقية الواقعة، هو أن الوزارة لم تنشر صورة واحدة أو مقطع فيديو للعملية.

كما أن تبادل إطلاق النار على النحو الذي وصفته الوزارة كان يمكن تصويره بواسطة أي من السكان، وهو ما لم يحدث وفق رواية أحد الصحفيين للجزيرة نت.

ويفيد الصحفي الذي قال إنه زار المكان وتحدث لبعض سكانه بأن الشهادات التي استمع لها "تدحض الرواية الرسمية بقوة".

أما عضو تنسيقية 30 يونيو حسام فودة فقال للجزيرة نت إن المهم هو تأكيد مقتل عطية، وليس كيفية قتله.

وأضاف "يبدو أن بيان الداخلية حمل لمستها القديمة التي تقوم على تضخيم دورها، وقد تكون تصفية عطية تمت دون اشتباك، وربما في مكان وزمان آخرين غير المعلن عنهما".

وأوضح فودة أن "الداخلية لا يمكنها تكرار الأخطاء السابقة لأن الرئيس عبد الفتاح السيسي استشعر خطر عدم مصداقيتها في أكثر من واقعة، وهو يسعى لتحسين أدائها خلال هذه الفترة، ومن ثم فإنها ما كانت لتعلن هذا الخبر دون وقوعه فعلا".

لكنه شدد على "ضرورة أن تكون هناك شفافية لدى الجهاز الإعلامي للوزارة الذي فقد كثيرا من مصداقيته، وأصبح أداؤه باهتا ومكررا".

المصدر : الجزيرة