تساؤلات عن عدم تعيين هادي وزيرا جديدا للدفاع

Yemeni President, Abdo Rabbo Mansour Hadi (L), meets Yemeni Defence Minister, Major General Mahmoud al-Subaihi (R), after his escape from house arrest by the Houthi militia, in the southern port city of Aden, Yemen, 11 March 2015. According to local reports al-Subaihi fled the Houthi rebel-held capital and arrived in the southern port city of Aden on 08 March.
الرئيس هادي (يسار) مع وزير الدفاع اللواء الصبيحي في لقائهما بعدن بعد خروجهما من صنعاء (الأوروبية)

عبده عايش-صنعاء

أبدى نشطاء ومحللون استغرابهم من عدم قيام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتعيين وزير دفاع جديد، خلفا للوزير اللواء محمود الصبيحي، الذي أكدت وسائل إعلام حوثية أسره في معركة بمحافظة لحج شمال مدينة عدن، قبل يوم من بدء عمليات عاصفة الحزم، ولا يزال مصيره غامضا حتى اليوم.

ويرى هؤلاء ضرورة وجود قيادة عسكرية ميدانية باليمن تقود عمليات المواجهات ضد قوات جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وتقوم على تنظيم قوات هادي ومن يواليها من القبائل، وتنسق مع قيادة قوات عاصفة الحزم.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه المعارك العنيفة بين قوات صالح والحوثيين من جهة، واللجان الشعبية والقوات الموالية للرئيس هادي من جهة أخرى، في محافظات لحج وعدن والضالع وشبوة والبيضاء وأجزاء من مأرب، تبدو الساحة شاغرة من قيادة عسكرية تتبع الرئيس هادي، وتقود عمليات التصدي والمواجهة للانقلابيين ووقف زحفهم باتجاه الجنوب.

قيادة ميدانية
واعتبر الباحث اليمني محمد جميح أنه من الخطأ سفر الرئيس هادي لخارج اليمن وحضور قمة شرم الشيخ في مصر، والبقاء خارج البلاد دون تعيين وزير دفاع بالوكالة، لينسق الجهود الميدانية للمقاتلين بوجه التقدم الحوثي في الجنوب وعلى جهة محافظتي مأرب والبيضاء.

undefined

وأكد جميح في حديث للجزيرة نت أن تشكيل قيادة ميدانية تنسق وتشرف على العمليات العسكرية بالداخل مهم للمقاتلين، ومهم لتشجيع ضباط الجيش بالانضمام إلى القيادة الميدانية، وتساءل مستغربا عن مبررات عدم تشكيل هذه القيادة، وتعيين وزير دفاع حتى هذه اللحظة.

وقال إن دعم المقاتلين القبليين يمكن أن يكون نقطة ارتكاز ضد الحوثيين بريا، وسيوفر ذلك مزيدا من الانشقاقات داخل قوات الجيش من مؤيدي صالح والحوثيين للانضمام إلى القوات الموالية للرئيس هادي، معتبرا أنه من المبكر الحديث عن عملية برية لعاصفة الحزم لحسم المعركة مع الحوثيين وقوات صالح.

الحسم البري
من جانبه رأى المحلل السياسي وضاح الجليل أنه بعد أسبوع من عملية عاصفة الحزم باتت الأمور مهيأة لتدخل بري، وربما يكون الارتكاز هنا على قوات يمنية وقبائل مناهضة للحوثيين.

وأبدى استغرابه من عدم تعيين هادي وزيرا جديدا للدفاع ليعوض خسارة اللواء الصبيحي الذي وقع أسيرا بيد الحوثيين، وتعيين قادة عسكريين لقيادة العمليات البرية والقوات العسكرية والقبلية، التي سيكون عليها عبء حسم الأمر على الأرض.

وقال في حديث للجزيرة نت إن هادي يتعامل مع الوضع بخفة واستسهال، وهذا جزء من سلوكه العام الذي أوصل البلد إلى هذا الوضع، "ولاحظنا قبل أيام أنه قام بعزل عدد من المسؤولين بسبب تورطهم في الانقلاب وتوسع الحوثيين، وكان ينبغي له أن ينتبه لمثل هذه المسائل منذ وقت مبكر".

واعتبر أن كل الاحتمالات مفتوحة، وهناك سيناريوهات متعددة، وقال إن "التدخل البري قد يكون الأفضل لدول التحالف، إلا أنها ربما تلجأ إلى شراء الولاءات القبلية والعسكرية لدخول هذه القوات في الحرب البرية وحسم المعارك بسرعة، قبل أن يتحول الصراع إلى بؤرة عنف تنتقل آثارها إلى عمق الأراضي السعودية".

المصدر : الجزيرة