"دبلوماسية القمح" بين النظام السوري وتنظيم الدولة

صوامع حبوب الرشيد
صوامع الرشيد بالرقة التي قال ناشطون إنها تستقبل حصة تنظيم الدولة من حمولات شاحنات القمح (الجزيرة)

أحمد العربي-الرقة

يقول أبو هاشم -أحد العاملين في صوامع الرشيد بمحافظة الرقة السورية- إنه منذ عدة أيام بدأت تصل إلى صوامع الرشيد عشرات الشاحنات الكبيرة المحملة بالقمح، وتفرغ نحو ربع حمولتها ليتم تخزينها داخل الصوامع.

ويضيف أبو هاشم للجزيرة نت أنه "بعد سؤالي عددا من سائقي تلك الشاحنات عن وجهتهم ومن أين أتوا أخبروني أن هذا القمح يأتي من الحسكة ويفرغ في مدينة طرطوس الساحلية، والنظام السوري طمأنهم أنهم سيكونون في أمان خلال مرورهم بالرقة وصولا إلى مدينة السلمية بريف حماة".

وينقل النظام السوري كميات كبيرة من القمح إلى محافظة طرطوس الساحلية (معقل النظام) من محافظة الحسكة شرقي سوريا مرورا بمدينة الرقة شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد ناشطون أن تنظيم الدولة يسمح بمرور تلك الشحنات عبر الرقة وصولا إلى مدينة السلمية، إلا أن تنظيم الدولة قال إن هذه المعلومات مجافية للواقع والحقيقة. 

ناشطون يؤكدون أن تنظيم الدولة يسهل مرور قوافل محملة بالقمح عبر الرقة مقابل حصة فيها (الجزيرة)
ناشطون يؤكدون أن تنظيم الدولة يسهل مرور قوافل محملة بالقمح عبر الرقة مقابل حصة فيها (الجزيرة)

%25
ويؤكد مازن سواح -ناشط إعلامي في الرقة- أن أكثر من 185 شاحنة من الحجم الكبير تحمل القمح من محافظة الحسكة شرقا قد دخلت مدينة الرقة خلال الأيام القليلة الفائتة وبإشراف مباشر من تنظيم الدولة، حسب قوله.

ويضيف سواح للجزيرة نت أن تنظيم الدولة "يقوم بإيقاف جميع تلك الشاحنات على حواجزه بعد دخولها الرقة وتوجيهها برفقة عناصره إلى صوامع حبوب الرشيد، والتي تتبع لتنظيم الدولة في الجهة الشمالية من الرقة، ليفرغ كميات معينة منها، وبعدها تكمل هذه الشاحنات طريقها باتجاه مدينة السلمية جنوبي محافظة الرقة التابعة إداريا لمحافظة حماة، والتي يتقاسم السيطرة عليها النظام السوري وتنظيم الدولة".

ويوضح ناشطون في الرقة أن عناصر من تنظيم الدولة يؤمنون نقل تلك الشاحنات حتى أول نقطة من مناطق النظام مقابل الحصول على ٢٥٪ من حمولة كل شاحنة.

وفي سياق متصل، نشر موقع "الفرات" الموالي للنظام تصريحا لمدير صوامع الحسكة طلال أمين في 16 فبراير/شباط الماضي يقول فيه إنه "بدأت في محافظة الحسكة عمليات نقل مادة القمح إلى مدينة طرطوس"، مشيرا إلى أن "خطة الصوامع تتضمن ترحيل نحو 1500 طن من مادة القمح يوميا من محافظة الحسكة لمدينة طرطوس بهدف تأمين حاجة المطاحن من المادة.

نفي تنظيم الدولة
ولتنظيم الدولة رواية مغايرة تماما للقضية، حيث ينفي أبو المغيرة -وهو أحد المسؤولين فيه- في حديث للجزيرة نت تسهيل تنظيم الدولة مرور قوافل محملة بالقمح للنظام، وأكد أنهم يعملون على إفراغ بعض صوامع الحبوب من ريف الرقة ونقلها إلى المركز في المدينة استعدادا لموسم الحصاد.

ويشير إلى أنه "وصلتنا خلال الأيام الماضية شحنات من القمح تم شراؤها من الفلاحين في عدة مناطق بشرق سوريا، ويتم تفريغ الحمولات في صوامع الرقة لتخزينها بشكل جيد، وتوفيرها للمسلمين وضمان عدم نقص أو انقطاع مادتي الطحين والخبز عن الرقة".

وأضاف أبو المغيرة "في تنظيم الدولة نشجع على زراعة الحبوب بكل أنواعها في الرقة باعتبارها مدينة زراعية وتحتوي على أراضي واسعة وخصبة، ونقوم أيضا بشراء كميات لا بأس بها من القمح والبذار من مناطق متعددة في سوريا والعراق لتأمين احتياجاتنا من هذه المواد".

المصدر : الجزيرة