مدينة الحضر التاريخية
الحضر مدينة أثرية عراقية دمرها تنظيم الدولة الإسلامية في أوائل مارس/آذار 2015 ضمن حملة يشنها على المواقع التاريخية والمزارات الدينية بالبلاد.
تقع الحضر على بعد ثمانين كيلومترا جنوب غربي الموصل، ويعود تشييدها لبداية القرن الثاني قبل الميلاد، وقد صمدت أمام الغزو الروماني بفضل تحصيناتها المنيعة وأبراج المراقبة المنصوبة على بواباتها.
شيدت مدينة الحضر في عهد الدولة السلوقية وازدهرت بعد دخول الإسلام إليها وتحولت إلى موقع إستراتيجي في الممر التجاري التاريخي عبر آسيا الذي عرف باسم طريق الحرير.
وتعد الحضر واحدة من أهم العواصم الصحراوية مثل تدمر في سوريا والبتراء بالأردن، وقد صنفتها اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي.
وقد عمرت القبائل العربية هذه المدينة لقرون عديدة، وشيدت فيها العديد من المعابد والتماثيل.
أهمية إستراتيجية
ومثلت المدينة أهمية إستراتيجية بالغة على مر التاريخ نظرا لمحوريتها في السيطرة على المسالك البرية التجارية والعسكرية المحاذية لنهري دجلة والفرات.
وفي عام 1951 عثر على نصوص كتابية في الحضر محفورة على أحجار كبيرة تحتوي على أحكام قانونية وأعراف تتعلق بالسرقة وعقوبتها.
وقد سلمت الحضر من الدمار الذي لحق بالمدن الأثرية العراقية خلال الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.
إسدال الستار
غير أن تنظيم الدولة -الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق- أسدل الستار على هذه المدينة بعد أن ظلت تماثيلها وحصونها تحكي ملاحم وملامح التاريخ لأكثر من ألفي عام.
ففي مارس/آذار 2015 باشر التنظيم تدمير المواقع الأثرية في الحضر وتحطيم المعابد والتماثيل لأسباب شرعية من وجهة نظره، وقالت وزارة السياحة والآثار العراقية إنها تلقت تقارير تفيد بأن المدينة قد أزيلت عن الأرض.
وأدانت الأمم المتحدة تدمير المدينة، وقال أمينها العام بان كي مون إن استهداف "الإرث الثقافي المشترك للعالم يمثل جريمة حرب".