هل يشعل فشل مفاوضات جنوب السودان الحرب مجددا؟
مثيانق شريلو-أديس ابابا
يتوقع مراقبون أنه لن يمضي وقت طويل قبل تجدد المواجهات العسكرية بين حكومة دولة جنوب السودان برئاسة سلفاكير ميارديت والقوات الموالية لنائبه المُقال رياك مشار بعد فشل المفاوضات بين الطرفين.
هذه هي توقعات المراقبين للأوضاع في أحدث دولة في العالم بعد أن دخلت لأكثر من عام في حالة حرب أودت بحياة الآلاف نتيجة لتداعيات عرقية بين كبرى قبائل البلاد: "الدينكا" التي ينتمي إليها سلفاكير، و"النوير" التي ينتمي إليها مشار.
ومنذ نحو أسبوع دخل طرفا النزاع بجنوب السودان في مفاوضات مباشرة حضرها سلفاكير ومشار، لكنهما فشلا في تحقيق أي تقدم إيجابي.
وبعد انقضاء مهلة 5 مارس/آذار الجاري التي تم تمديدها يوما واحدا، تبنى مجلس الأمن مشروعا قدمته الولايات المتحدة ينص على تحديد منظومة من العقوبات تُفرض على أفراد من طرفي النزاع إذا ثبت تورطهم في إعاقة تحقيق السلام في البلاد.
وأعلن وزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفين ورئيس وفد منظومة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) -التي تضم ثماني دول أفريقية- في المفاوضات، عن فشل كل من الحكومة والمتمردين في تحقيق تقدم إيجابي في القضايا الخلافية الأساسية.
مسافات بعيدة
وقال مسفين في تصريح للجزيرة نت إن المسافات لا تزال بعيدة بين الطرفين، مؤكدا أن الوساطة ستقوم خلال الجولة القادمة على إشراك أطراف عديدة مثل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وسيجري رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام اتصالات مع نظرائه في دول الإيغاد لبحث الموقف واتخاذ قرار جماعي فيما يتعلق بالترتيبات التي يجب أن تتخذ لضمان عودة الاستقرار والسلام في جنوب السودان.
ورفض مايكل مكوي وزير الإعلام في جنوب السودان وعضو الوفد الحكومي المفاوض اعتبار جولة المفاوضات قد فشلت، وشدد في تصريح للجزيرة نت على أنها "عملية طويلة لا يمكن أن تنتهي في وقت قصير"، ولم يستبعد أن تكون هناك تطورات عسكرية على الأرض.
واتهم مكوي المتمردين بعدم الوفاء بالتزاماتهم المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار، وكشف عن جولة أخرى ستنطلق في موعد تحدده هيئة الإيغاد لاحقاً.
جيشان وبلد واحد
من جهة أخرى، كشف فريق التفاوض التابع لرايك مشار على لسان رئيسه ضيو مطوك عن جانب من مقترح قدمته الإيغاد لطرفي النزاع، يتعلق بإنشاء آلية جديدة لدعم جهود الطرفين في التوصل إلى اتفاق للسلام.
وأضاف مطوك في تصريحات صحفية أن المساحات لا تزال متباعدة بين الوفدين، ولكنه عاد ليقول إن "ثمة نقاطا اتفق عليها الطرفان، وما زلنا متفائلين بإمكانية الاتفاق".
وكان مسؤول بارز ضمن فريق الوساطة قد كشف للجزيرة نت عن "استناد الوساطة إلى مسودة قدمتها منظمات المجتمع المدني واقترحت بقاء الجيشين في الوقت الحالي مع بدء إجراءات لدمجهما في الجيش الوطني تدريجياً، على أن يكتمل ذلك قبل إجراء الانتخابات".
كما نصت المسودة على تقاسم السلطة بواقع 53% للحكومة و33% للمتمردين وتوزيع بقية النسب على القوى السياسية الأخرى.
ويمثل مقترح الجيشين في دولة واحدة إحدى العقبات الرئيسية أمام تحقيق السلام. ويرى سايمون فيكتور -وهو ناشط مدني من جنوب السودان مقيم في أديس أبابا- أن الأيام القادمة ستشهد مواجهات عسكرية بين الطرفين أعنف من سابقاتها.
وقال فيكتور للجزيرة نت إن "الحرب هي الخيار الرسمي للطرفين، ولذلك يتماطلون في تحقيق التقدم المتوقع في القضايا المطروحة للنقاش".