البحث عن الحقيقة في الطائرة الماليزية المفقودة

الذكرى الأولى لفقدان الطائرة الماليزية
ماليزيا أحيت الذكرى الأولى لاختفاء طائرة ركاب تابعة لها فوق المحيط الهندي (الجزيرة)

سامر علاوي-كوالالمبور

عشية الذكرى الأولى لاختفاء الطائرة الماليزية ذات الرحلة إم إتش 370 تجمع العشرات في "بيتاليغ جايا" إحدى ضواحي العاصمة كوالالمبور لإيقاد الشموع والعزف بألحان حزينة والدعاء لضحايا الكارثة، لكن السيدة الصينية كالي تشينغ بدت مهتمة بشيء واحد هو الحصول على تفسير منطقي لغياب زوجها الذي كان على متن الرحلة المشؤومة.

وقالت للجزيرة نت إنها أمضت أكثر من شهر في كوالالمبور تبحث عن إجابات لأسئلة كثيرة حول مصير الطائرة وركابها، وتُكرر أنها تريد أن تصل إلى الحقيقة.

أما منظم البرنامج بيتر تشونغ فاستذكر في كلمته وصول أول دفعة لجثث ضحايا الطائرة إم إتش 17 التي أسقطت فوق الأراضي الأكرانية في يوليو/تموز من العام الماضي، واعتبر أن جثث الضحايا كان دليلا كافيا على مصيرهم وإن كان مؤلما.

أما الناشطة في منظمة مابين خيرية هرزلينا سحر فقد شددت على تضامن مجتمعي لتجاوز المحنة بغض النظر عن العرق والدين، وقالت في حديثها للجزيرة نت إنها تعد حادثة اختفاء الطائرة كارثة إنسانية لا يمكن مواجهتها بتحميل المسؤولية لأي طرف دون دليل.

استمرار البحث
الحكومة الماليزية من ناحيتها نفت أن تكون بصدد خفض مستوى البحث عن طائرتها المفقودة، وقال وزير النقل الماليزي ليو تيونغ لاي إن عمليات البحث مستمرة في جنوبي المحيط الهندي في منطقة تبلغ مساحتها 60 ألف كيلومتر.

وأضاف تيونغ لاي في تصريحات للجزيرة نت إن نطاق عمليات البحث زمانا ومكانا يعتمد على المعلومات التي تتوفر لدى فريق الخبراء، وأن أي تغيير يجب أن يعتمد على معلومات جديدة، ووصف عملية البحث بأنها الكبرى في تاريخ حوادث الطيران وتتم بجهود دولية ضمن عملية مشتركة تقوم بها ماليزيا وأستراليا والصين.

‪العطاس طالب رئيس الوزراء بالاستقالة بسبب إخفاقه في إدارة أزمة الطائرة‬  (الجزيرة)
‪العطاس طالب رئيس الوزراء بالاستقالة بسبب إخفاقه في إدارة أزمة الطائرة‬ (الجزيرة)

مطالب بالاستقالة
ويرى محللون سياسيون أن ماليزيا لم تكن جاهزة لمواجهة أزمة داخلية وخارجية بالحجم الذي تسبب به فقدان الطائرة ومن بعد ذلك إسقاط أخرى في الأراضي الأوكرانية.

وقد طالب المحلل السياسي حسين العطاس رئيس الوزراء بالاستقالة وربط في حديثه للجزيرة نت حادثة الطائرة بسلسلة أخطاء قال إن رئيس الوزراء ارتكبها وأدت إلى كوارث وطنية أبرزها حوادث الطيران.

وانتقد العطاس موقف الحكومة الماليزية بفتح المجال على مصراعيه للولايات المتحدة كي تتدخل في شؤون المنطقة من بوابة البحث والتحقيق، وقال إن التعاطي مع قضية الطائرة المفقودة أغضب الصين ودولا صديقة أخرى وكان سببا غير مباشر ربما لإسقاط الطائرة ذات الرحلة إم إتش 17.

أما الصحفي كريشنا موثي فانتقد أداء المسؤولين الحكوميين في التعامل مع وسائل الإعلام الدولية بما أظهر ماليزيا مرتبكة وغير قادرة على اتخاذ قرار.

دروس مستفادة
ويؤكد وزير النقل الماليزي أن بلاده طورت من إجراءات الأمن والسلامة اعتمادا على الدروس المستفادة من الكارثة والتحقيقات التي أجرتها في أعقاب اختفاء الطائرة، وقال إن سلطة الطيران المدني اعتمدت مؤخرا تركيب نظام تعقب الطائرات بتوقيت حقيقي في جميع الطائرات الماليزية، وعززت عمليات التنسيق بين أجهزة الطيران في البلاد ومؤسسات الطيران الإقليمية والعالمية.

لكن الأسئلة بقيت أكثر من الإجابات بشأن أسباب التحول في أماكن البحث وأسباب تحول الطائرة عن مسارها، وفوق كل ذلك اختفاء طائرة بحجم بوينغ 777 بما تحويه من تكنولوجيا متقدمة وعلى متنها 239 راكبا.

المصدر : الجزيرة