اللواء عباس كامل.. خازن أسرار السيسي

شكل اللواء عباس كامل محور معظم تسريبات مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بوصفه مديرا للمكتب منذ أن كان السيسي وزيرا للدفاع وحتى بعد انتقاله لرئاسة الجمهورية.

ورغم قلة المعلومات والصور المتوفرة عن الرجل، فإن التسريبات أظهرت دوره المحوري في كل ملفات إدارة الدولة المصرية بعد الانقلاب العسكري.

كان الظهور الأول لاسم اللواء عباس كامل في أقدم تسريبات السيسي أثناء حديثه مع الصحفي ياسر رزق في أكتوبر/تشرين الأول 2013.

وارتبط اسم الرجل بالتسريبات المنهمرة التي كان مكتبه محورها، والتي أحدثت دويا داخليا وإقليميا لن تتوقف تداعياته في ما يبدو.

المعلومات عن الرجل كما الصور شحيحة للغاية، حيث ظهر نادرا في لقطات عابرة أثناء زيارة السيسي للأردن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ولدولة الكويت في الشهر التالي.

وكان ضمن الوفد المصري الذي قدّم العزاء في الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وأغلب هذه الصور لزيارات تمت بعد ظهور التسريبات، مما جعل مراقبين يرجحون قوة نفوذ الرجل.

لا يُعرف عن عباس كامل سوى كونه مدير مكتب عبد الفتاح السيسي منذ كان وزيرا للدفاع، بل ربما منذ كان مديرا للمخابرات الحربية، كما ذكرت بعض المصادر، بينما تصفه دوائر إعلامية قريبة من النظام بالرجل الثاني في الدولة، وبأنه خازن أسرار السيسي، وصديقه الصدوق وناصحه الأمين.

تحليل مضامين التسريبات التي بثت من مكتب اللواء عباس كامل يُظهر الرجل ضالعا في إدارة كل تفاصيل الدولة، ففضلا عن ترتيب مواعيد السيسي فإنه يتواصل مع دوائر خارجية، ويرسم الواقع الاقتصادي، ويتصل بالإعلاميين والقضاء لنقل إملاءات القيادة العليا

مهام متعددة
لكن تحليل مضامين التسريبات التي بثت من مكتب اللواء عباس كامل على مدار الأشهر الماضية يُظهر الرجل ضالعا في إدارة كل تفاصيل الدولة بعد الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو/تموز 2013.

ففضلا عن ترتيب مواعيد السيسي، يتواصل كامل مع دوائر خارجية، ولا تتوقف رحلاته للعواصم الخليجية الداعمة للنظام الجديد، دون أن تكون له صفة رسمية تسوغ ذلك.

وإلى جانب مشاركته اللصيقة في رسم الواقع الاقتصادي في ضوء المنح الخارجية، ومقترحاته لإدارة هذه الأموال، يتواصل أيضا مع الإعلاميين والقضاء لنقل إملاءات القيادة العليا في شؤون مختلفة.

ويبدو أن الرجل يتحرك أيضا في مساحة واسعة حتى مع السيسي نفسه، حيث أظهرته مقاطع من التسريبات مقاطعا حديث المشير، ومراجعا له دون امتعاض من الأخير، وهو ما لم يكن ليقع لولا حظوته عنده.

ووصف باحثون عباس كامل -الذي بدا أن ملفات البلاد كلها تتراكم على كاهله- بأنه رمز البيروقراطية المصرية، المحرك لدواليب كل المؤسسات، والذي قد يرحل الكبار ولا يتزحزح هو عن موقعه.

المصدر : الجزيرة