الملف الفلسطيني على هامش الانتخابات الإسرائيلية

General view of the Knesset (Israeli Parliament) is seen during the vote to dissolve the Knesset on December 3, 2014 in Jerusalem. Israel is to hold a snap election on March 17, the parliament's spokesman said, following a crisis within Prime Minister Benjmain Netanyahu's fractious coalition government. AFP PHOTO / THOMAS COEX
الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة على انتخابات الكنيست المقبلة لا تعطي الملف الفلسطيني أولوية كبيرة (الفرنسية)

عوض الرجوب-رام الله

يؤكد متخصصون يواكبون استعدادات انتخابات الكنيست العشرين المقررة في الـ17 من الشهر الجاري أن الملف الفلسطيني يحتل مكانا هامشيا في برامج الأحزاب الإسرائيلية التي تبدأ دعايتها الانتخابية اليوم الثلاثاء.

ويؤكد هؤلاء في أحاديث منفصلة للجزيرة نت أن القضايا الداخلية -خاصة الاقتصادية- تحتل صدارة برامج تلك الأحزاب، موضحين أنه لا فروق جوهرية بين مواقفها بشأن الملف الفلسطيني، والتي جوهرها رفض قيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة.

ويقول متابعون إن جملة عوامل ساعدت على تغييب ملف التسوية، أبرزها تعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إشغال المجتمع بقضايا أخرى يرى أنها أكثر أهمية، خاصة الملف النووي الإيراني، فضلا عن أجواء الهدوء المريحة لإسرائيل في الضفة الغربية والتي لا تدفع بالملف الفلسطيني إلى سلم الاهتمام.

شلحت: المعسكر الصهيوني يرى أن أي تسوية يجب أن تحقق أمن إسرائيل (الجزيرة)
شلحت: المعسكر الصهيوني يرى أن أي تسوية يجب أن تحقق أمن إسرائيل (الجزيرة)

التسوية الإقليمية
وقال الباحث والخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إن الملف الفلسطيني لا يحظى بأولوية لدى كافة الأحزاب الإسرائيلية، لكنه أوضح أن حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو يتبنى فكرة التسوية الإقليمية مع دول يصفها بالمعتدلة لتحقيق التسوية مع الفلسطينيين.

وأضاف أن الليكود لم ينشر دعايته الانتخابية بعد، مرجحا أن يركز على ما يدعيه بعدم وجود شريك فلسطيني يتفاوض معه، وأن السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها محمود عباس متحالفة مع حركة حماس التي هي في نظره "حركة إرهابية".

أما المعسكر الصهيوني -الذي نشر برنامجه قبل أيام- فيعلن أنه سيسعى للتحضير لتسوية القضية الفلسطينية على المدى البعيد.

ويشترط هذا المعسكر في حال الشروع بجولة مفاوضات جديدة أن تذهب إسرائيل إليها بشروطها لتحقيق تسوية تلبي احتياجات إسرائيل الأمنية، وفي الوقت نفسه يتمسك بضرورة تحقيق تسوية إقليمية.

وذكر شلحت أن حزب "إسرائيل بيتنا" يطرح خطته القديمة بشأن تسوية إقليمية، لكنه يؤكد على تبادل الأراضي والسكان ونشر يافطات في الشوارع كتب عليها "أرئيل مستوطنة بالضفة لإسرائيل"، وأم الفحم "مدينة فلسطينية في إسرائيل".

ويقول شلحت إن حزب البيت اليهودي هو الوحيد الذي طرح برنامجا متكاملا يعارض فيه إقامة دولة فلسطينية ويطرح ضم مناطق "ج" (حسب اتفاق أوسلو) لإسرائيل.

أبو علان: الأولويات الإسرائيلية تضع الملف الفلسطيني في ذيل القائمة (الجزيرة)
أبو علان: الأولويات الإسرائيلية تضع الملف الفلسطيني في ذيل القائمة (الجزيرة)

أمن إسرائيل
ويطرح الحزب أيضا منح الفلسطينيين إقامة مؤقتة في مناطق "ب"، بينما يكرر حزب "يوجد مستقبل" الإسرائيلي برنامجه السابق بأن إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، ومن الضروري التوصل إلى تسوية تحافظ على هذا الطابع وتلبي احتياجات إسرائيل الأمنية.

وأشار الباحث إلى أن تهميش الملف الفلسطيني المستمر منذ سنوات تؤكده دراسة أشارت إلى تراجع المسألة الفلسطينية في سلم اهتمامات الأحزاب الإسرائيلية، مع تراجع اهتمام الرأي العام الإسرائيلي بالعملية السياسية.

ويوافق المدون المتابع للشأن الإسرائيلي محمد أبو علان الباحث شلحت في أن القضايا الداخلية -خاصة الشأن الاقتصادي وغلاء المعيشة- تحتل مكانة متقدمة في برامج الأحزاب الإسرائيلية مجتمعة.

وأضاف أن تقارير الفساد والملف الإيراني وأزمة السكن والمعيشة وغيرها تدفع الملف الفلسطيني إلى ذيل قائمة الاهتمامات.

ورأى أن أبرز ما طرح هو إعلان المعسكر الصهيوني المنافس لحزب الليكود أن أحد مشاريعه في الأيام المائة الأولى "في حال شكل الحكومة" هو تجديد المفاوضات دون أن يحدد طبيعة هذه المفاوضات.

عوض: تغييب الموضوع الفلسطيني من برامج الأحزاب الإسرائيلية مقصود (الجزيرة)
عوض: تغييب الموضوع الفلسطيني من برامج الأحزاب الإسرائيلية مقصود (الجزيرة)

تغييب الملف
أما المحاضر في الشؤون الإسرائيلية بجامعة القدس المفتوحة عادل شديد فيرى أن تغييب الملف الفلسطيني ليس جديدا في الانتخابات الإسرائيلية، وأرجع ذلك إلى عاملين أساسيين.

وقال إن العامل الأول إسرائيلي، وهو أن من مصلحة نتنياهو تغييب الملف نهائيا ووضعه على الرف، وبالتالي تغييبه عن جدول الأعمال الإقليمي والدولي، ويساعده على ذلك ما يحدث عربيا من حروب واقتتال.

أما العامل الثاني -يضيف شديد- فهو السلوك الفلسطيني "والهدوء الغريب في الضفة الغربية منذ سبع سنوات"، حيث إن الحدث في الضفة يحظى باهتمام كبير في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بإسرائيل.

وذكر أن الطرف الوحيد الذي يطرح القضية الفلسطينية هو حزب ميرتس في يسار اليسار، مستبعدا أن يشكل قوة أو أن يؤثر في ظل انشغال الرأي العام في إسرائيل بالاقتصاد وغلاء المعيشة والشقق السكنية.

ويقول المحاضر في جامعة القدس الدكتور أحمد رفيق عوض إن تغييب الموضوع الفلسطيني من برامج الأحزاب الإسرائيلية "مقصود"، حيث يتوجه الاهتمام للملفات الداخلية والموضوع الإيراني.

ومع ذلك لا يرى عوض فروقا كبيرة بين الأحزاب الدينية واليسارية والوسط بشأن الملف الفلسطيني، "فجميعها تطرح برامج وشعارات جوهرها تعليق الاحتلال وليس إنهاءه"، ولا توجد لدى تلك الأحزاب بدائل في هذا الملف.

المصدر : الجزيرة