وزير الدفاع العراقي تلاحقه "نيران الطائفية"

وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي يطلق قذيفة هاون قرب تكريت
العبيدي (يسار) اتهم بإقالة ضباط شيعة وبانقلاب في المنطقة الخضراء وبالغياب عن معركة تكريت (الجزيرة)

أحمد الأنباري-بغداد

يواجه وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي سيلا من الاتهامات من ساسة ووسائل إعلام وناشطين، من بينها: إقالة طيارين شيعة، وتدبير انقلاب في المنطقة الخضراء، والغياب عن معركة تكريت، والانشغال بخطط معركة مدينة الموصل معقل تنظيم الدولة الإسلامية.

وتلاحق العبيدي اتهامات من قبل بعض وسائل الإعلام ونواب عن ائتلاف دولة القانون (جناح رئيس الوزراء السابق نوري المالكي) بالطائفية، على إثر قرار اتخذته الوزارة باستبعاد 12 طيارا، تبين فيما بعد أن المالكي نفسه هو من وقع قرار إحالة أغلبهم للتقاعد قبل أن يتنحى عن منصبة في سبتمبر/أيلول.

ووصلت هذه الاتهامات إلى حد اتهام العبيدي -المنحدر من مدينة الموصل- بتدبير انقلاب داخل المنطقة الخضراء، بالتعاون مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلا أن وزير الدفاع رد على تلك الاتهامات بالتأكيد "أن ما حدث هو نقل أسلحة من حماية وزير الدفاع السابق إلى حمايته".

‪العوادي: وزير الدفاع لا يمثل العراق وإستراتيجيته العسكرية‬ (الجزيرة)
‪العوادي: وزير الدفاع لا يمثل العراق وإستراتيجيته العسكرية‬ (الجزيرة)

معركة الموصل
وتسربت أنباء لم يتسن للجزيرة نت التأكد من صحتها، قبل انطلاق العمليات الجارية حاليا في محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) مطلع مارس/آذار الحالي، تقول إن "العبيدي وأركان وزارته ممتعضون من قرار الهجوم على محافظة صلاح الدين، لأنها -بحسب رأيهم- ليست من الأولويات، حيث كانت الخطط تتجه لمعركة الموصل أولا".

وتشير التسريبات -التي يتناقلها موظفون في وزارة الدفاع- إلى أن "الوزارة استُبعدت من وضع الخطة العسكرية للهجوم على تكريت بسبب عدم قناعتها بالهجوم الذي قد يؤدي لاستنزاف الوقت والجهد والآليات دون جدوى"، كما تم استبعاد وزير الدفاع نفسه من المشاركة في إدارة المعارك إثر ظهور الدور الإيراني فيها.

ويقول الكاتب باسم العوادي -على صفحته في فيسبوك- إنه "يوما بعد يوم يظهر للعلن أن وزير الدفاع لا يمثل العراق وإستراتيجيته العسكرية، ولا يمثل حتى رئيس حكومته".

وأضاف أنه "لم تظهر لوزير الدفاع أي صورة في هجوم تكريت، ولم يكن في الخطوط الأمامية ولا الخلفية، ولم يصدر منه أو من وزارته أي تصريحات عسكرية".

ولم يُشاهد العبيدي في تكريت إلا بعد نحو أسبوع من انطلاق العمليات، حيث عقد لقاءات مع القادة الميدانيين في مدينة سامراء (جنوب تكريت)، ونشرت مواقع إلكترونية صورا له وهو يقوم بنفسه بضرب قذيفة مدفع باتجاه مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة.

‪زينب البصري أكدت امتلاكها وثائق تدين وزارة الدفاع بإحالة طيارين شيعة على التقاعد‬ (الجزيرة نت)
‪زينب البصري أكدت امتلاكها وثائق تدين وزارة الدفاع بإحالة طيارين شيعة على التقاعد‬ (الجزيرة نت)

اتهامات طائفية
كاظم الصيادي النائب عن دولة القانون (جناح المالكي) يقول للجزيرة نت إن "وزير الدفاع اتخذ قراراً طائفياً بإقالة عدد من الضباط في الجيش وإحالة البعض الآخر إلى دائرة المحاربين على أساس طائفي، ناهيك عن توجيه تهديدات لبعض النواب الذين كشفوا تلك الحقائق". مطالبا في الوقت نفسه العبيدي بـ"الخروج أمام الملأ والكشف عن الحقائق أمام الشعب العراقي".

وقالت النائبة عن دولة القانون أمل عطية، إن العبيدي "قام بتهيئة خمسين طيارا من الطائفة السّنية لتعيينهم بدلا عن الطيارين الشيعة الذين أحالهم على التقاعد والبالغ عددهم 27".

بدورها أكدت النائبة عن ائتلاف دولة القانون، زينب عارف البصري، للجزيرة نت، امتلاكها "وثائق وأدلة تثبت تورط وزارة الدفاع بإحالة 27 طيارا شيعيا على التقاعد".

ورد وزير الدفاع -خلال جلسة استضافة في البرلمان العراقي- على هذه الاتهامات بالإشارة إلى أن "المحالين على التقاعد هم 12 طيارا فقط من طوائف متعددة، وأنا مهتم بالكفاءة والمهنية فقط".

في المقابل قال القيادي في تحالف القوى العراقية حيدر الملا، للجزيرة نت، إن "استهداف وزير الدفاع خالد العبيدي من خلال بعض الأقاويل والإشاعات هو استهداف لمنهج بناء الدولة على أسس مهنية صحيحة"، وختم أن "كل القوى السياسية أمام تحد، فإما أن يكون هناك دولة مؤسسات أو دولة مليشيات".

المصدر : الجزيرة