إضراب عمالي بموريتانيا يشل ازويرات

شكاوى
لكن مدينة ازويرات التي تتنفس المعادن وتعيش عليها هي الأكثر تضررا بها حتى الآن اقتصاديا واجتماعيا، ولم تستطع زخات المطر المتساقطة عليها غسل مسحة الحزن الواضحة على وجهها، وبدت شوارعها وساحاتها خالية وقت الضحى إلا من سكان يتفرسون أوجه القادمين لعل فيهم من يحمل حلا، أو من ينفسون همومهم بالحديث إليه.

وتبقى أحاديث المدينة وإن تنوعت اتجاهاتها محكومة بمفردات الإضراب والمعادن وشد الحبل بين المضربين والقائمين على الشركة، وكان للهاجس الاقتصادي وهموم  لقمة العيش نصيب وافر على كل لسان.

ويؤكد السكان أن النشاطات التجارية تأثرت بالإضراب و"تكاد تكون مشلولة، فعدم صرف الشركة رواتب أكثر من ثلاثة آلاف من المضربين عن شهر فبراير/شباط الماضي سبب ركودا كبيرا في السوق" حسب تعبير المصطفى صاحب محل بقالة في المدينة.

وخلال جولة في سوق ازويرات مساء الثلاثاء بدت المحلات التجارية مليئة بالبضائع، لكن الحركة كانت شبه معدومة، وأغلب التجار مستائين مما آلت إليه الحال بسبب الإضراب، وكانت الخشية من تفاقم الوضع في ظل غياب أي أفق للحل.

وحرص السكان على التعبير عن مدى التأثير السلبي، وتحدث عدد من أصحاب المحلات عن مدى تأثير الإضراب على الحركة التجارية، وقال تاجر قطع غيار السيارات "إن السوق تضرر كثيرا بفعل إضراب عمال الشركة، وتجلى ذلك في الركود وانعدام السيولة، فضلا عن عدم قدرة العمال على الوفاء بالتزاماتهم تجاه التجار".

أرزاق
ويجمع سكان المدينة على أن عدم دفع رواتب العمال المضربين أصابها في الصميم، وقطع مصادر أرزاق آلاف من الأسر، وقالت نختر بنت بهيت المسؤولة بإحدى التعاونيات النسوية بالمدينة "إن سكان ازويرات اليوم مهددون في معاشهم، وهنالك أسر كثيرة لم يعد باستطاعتها تأمين قوتها اليومي".

وتؤكد بنت بهيت أن "ضرر الإضراب لا يقتصر على سكان ازويرات، فالعمال في الشركة هم من جميع أنحاء موريتانيا، ومن حرموا من رواتبهم ليسوا أبناء المدينة وحدهم، فهم يمثلون نموذجا مصغرا للبلد".

وما بين مسيرات ومهرجانات العمال المضربين، وسعي الشركة لإجهاض إضرابهم، تبدو المدينة مشغولة بما سيسفر عنه الإضراب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، لكن الحديث عنه بدأ يتشعب ويتحول إلى حديث عن مستقبل الشركة ومدى الضرر الذي يسببه للاقتصاد الموريتاني.

ورغم الخلاف بين الشركة وعمالها المضربين، فإن إجماعهما منعقد على أن أي ضرر يمس "اسنيم" سينال الاقتصاد الموريتاني، لكن من يتحمل المسؤولية عن ذلك؟ تلك قصة أخرى.