عناصر النظام السوري بحماة يهربون من الساحات المشتعلة

حاجز دوار السباهي أحد الحواجز التي تم إفراغها من العناصر وزجهم في المناطق الساخنة
حاجز دوار السباهي أحد الحواجز التي تم إفراغها من عناصر جيش النظام والدفع بهم إلى مناطق ساخنة (الجزيرة)

المثنى الحارثي-حماة

تعيش العناصر الموجودة من قوات النظام في مدينة حماة حالة استرخاء كاملة حيث لا يوجد في المدينة أي نوع من أنواع المقاومة ولا وجود لقوى المعارضة المسلحة. ولهذه الأسباب يعيد المسؤولون توزيع هذه القوات على مناطق ساخنة ومشتعلة، الأمر الذي بات يشكل أرقا لهم.

وتثير إعادة الانتشار والتوزيع قلق العناصر التي لا تريد الذهاب إلى أماكن قد تتعرض فيها للموت أو الأسر كما يحصل في مناطق المعارك، الأمر الذي جعلهم يدفعون مبالغ مالية للمسؤولين عن الحواجز أو رؤساء الأفرع الأمنية كي لا يتم نقلهم إلى مثل تلك المناطق، ويستخدمون في ذلك كل الوسائل المتاحة ومن بينها "الواسطة" بشكل واسع.

ويؤكد أبو أحمد -صاحب محل تجاري في سوق حماة- أن "العناصر المتمركزة على الحواجز لم يعد لها عمل سوى التسكع في الأسواق، حتى إن بعضهم يمشي دون سلاح".

ويضيف للجزيرة نت "كانوا سابقا لا يجرؤون على الخروج من الحواجز عندما كان للمعارضة المسلحة وجود في المدينة".

من جهته، أكد عضو المركز الإعلامي لكتلة أحرار حماة أبو فاروق الحموي أن عناصر النظام على الحواجز في المدينة باتوا يتبعون أساليب عديدة لمنع نقلهم إلى أماكن مشتعلة، ومن بينها دفع الرشى.

نقطة تفتيش للنظام داخل مدينة حماة (الجزيرة)
نقطة تفتيش للنظام داخل مدينة حماة (الجزيرة)

العقاب بالسجن
ويضيف الحموي للجزيرة نت أن آخر حيلة لجأ إليها عناصر النظام هي الاعتراض على الرواتب التي يتقاضونها على اعتبار أنها قليلة ولا تلبي حاجاتهم وذلك بسبب غلاء المعيشة، لكن الهدف الحقيقي من وراء الاعتراض هو الحصول على العقاب بالسجن كي لا يتم نقلهم إلى أماكن ساخنة.

ويتابع "اعتقلت قوات الأمن 13 من عناصر القوات الموجودة على الحواجز، حيث تم تجميعهم عند حاجز اتحاد العمال وتجريدهم من أسلحتهم كي يتم إرسالهم إلى مركز المخابرات الجوية لسجنهم بتهمة التمرد على النظام".

ويشير إلى أن هذه الحادثة تزامنت مع تجهيز رتل كبير من القوات الموجودة في المدينة للتوجه إلى مدينة مورك بريف حماة الشمالي والتي ما زالت المعارك مستمرة فيها، ويؤكد ذلك شهود عيان قالوا إن العناصر الذين اعتقلوا كانوا في حالة فرح وسعادة ولم يظهروا انزعاجا، بل عبّر بعضهم عن أنه نجا من الذهاب إلى مورك.

وتعتبر مورك التابعة لناحية صوران في محافظة حماة أكثر المدن التي شاغلت قوات النظام السوري، حيث حاول استعادتها مرات عدة من المعارضة السورية بشكل كامل، إلا أن معارك الكر والفر ما زالت مستمرة.

وما يحصل اليوم في حماة يدل بشكل كبير على أن عناصر النظام باتوا يعلمون أنهم يدفعون الثمن المباشر في المعارك التي يخوضونها، وأنهم يريدون الابتعاد عما يحصل بأي طريقة كانت حتى لو بالسجن.

المصدر : الجزيرة