تحذيرات ليبية من تدخل عسكري إيطالي

صورة فجر ليبيا: ليبيا/ عربات تابعة لقوات فجر ليبيا التي تقاتل ضد قوات خليفة حفتر (الجزيرة نت)
السلطات الليبية أعلنت إرسال قوات إلى مدينة سرت لاستعادتها من قبضة مسلحي تنظيم الدولة (الجزيرة نت)

عبد العزيز باشا-طرابلس

قوبل إعلان وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي قبل يومين عن احتمال إرسال بلادها قوات برية إلى ليبيا برفض وتحذيرات ليبية واسعة من أي تدخل أجنبي في البلاد.

وتوجهت قوات عسكرية ليبية إلى سرت سعيا لاستعادة سيطرة الدولة الليبية على مواقع حيوية وقعت بقبضة مسلحين أعلنوا بيعتهم لتنظيم الدولة الإسلامية.

واستبعد مراقبون أن يكون هناك تدخل عسكري إيطالي وشيك في ليبيا٬ وأعلن الناطق باسم قوات "درع ليبيا" الوسطى التابعة لرئاسة الأركان العامة أحمد هدية عن توجه الكتيبة 166 إلى مدينة سرت مساء أول أمس الأحد لمحاربة المجموعات المسلحة هناك بموجب تكليف رسمي من رئاسة الأركان العامة.

تحذيرات
وحذر هدية من أن التدخل العسكري في ليبيا من قبل أي دولة "سيفاقم الموقف المتأزم أصلا٬ وسيكون عملا خاطئا٬ والمنطق يوجب على العالم مساعدتنا في القضاء على أي مجموعات متطرفة بطرقنا٬ لا أن يقحم نفسه في البلاد بتدخلات عسكرية وينتهك سيادة الدولة الليبية".

وردا على تصريحات الوزيرة الإيطالية التي أكدت فيها استعداد بلادها لترؤس تحالف من دول أوروبا وشمال أفريقيا لوقف انتشار تنظيم الدولة في ليبيا شدد بلقاسم دبرز نائب رئيس لجنة الدفاع في المؤتمر الوطني العام على رفض المؤتمر التدخل الخارجي "شكلا وموضوعا".

وقال إنه يتوجب على الدول التي تتدخل في شؤون ليبيا "أن تتركها لتعالج مشكلاتها بطريقتها"، مشيرا إلى أن هذه التصريحات ليست الأولى من نوعها.

وفي تصريحات للجزيرة نت قال دبرز إن التدخل العسكري في ليبيا "لن يزيد حال البلاد إلا تعقيدا"، داعيا العالم إلى "أخذ العبرة من التدخلات الخارجية التي وقعت في دول عدة كأفغانستان والعراق والصومال واليمن٬ فكلها قد أفضت إلى حروب أهلية٬ وأغرقت بعض البلدان في مشاكل امتدت إلى عقدين من الزمن".

واعتبر المحلل السياسي أنس الفيتوري تصريحات الوزيرة الإيطالية "سياسية لا أكثر، وتذكر بالخطاب الفرنسي الذي عادة ما يصرح بنواياه في التدخل العسكري في ليبيا قبل أن يتراجع عن تصريحاته لاحقا٬ كما أن قياس جدية هذه التصريحات يعتمد على المصلحة التي من الممكن أن تحققها إيطاليا من وراء هذا التدخل".

ويرى الفيتوري أن مصالح إيطاليا في ليبيا "ليس لها أي علاقة بالحرب على الإرهاب٬ وإنما ترتبط بإقليم طرابلس والمحافظة على عملية ضخ الغاز عبر خط نقل إلى إيطاليا٬ إضافة إلى بعض المصالح الاقتصادية".

كما استبعد الفيتوري تدخل إيطاليا عسكريا في ليبيا "لعدم تضرر مصالحها بشكل كبير حتى الآن، مشيرا إلى أن التصريحات الأميركية الأخيرة أكدت أن لا حل عسكريا للأزمة في ليبيا٬ الأمر الذي أكده الاتحاد الأوروبي وعدة دول كبرى في بيانات مشتركة سابقة".

تشكيك
وفي سياق متصل، قال دبرز إن "المؤتمر الوطني وحكومته وكافة الأجهزة بوزارة الداخلية والمخابرات العامة ورئاسة الأركان أجمعت على أن الفيديو الذي انتشر مؤخرا ونسب لتنظيم الدولة هو أمر مفبرك اتخذ مطية للتدخل الخارجي الذي ينادي به مجلس النواب المنحل٬ وقائد ما تعرف بعملية الكرامة خليفة حفتر٬ لفشلهم في اجتياح بنغازي وتركيع درنة طوال الفترة الماضية".

أما هدية فقال "بغض النظر عن حقيقة هوية المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون في سرت -سواء كانت تتبع لتنظيم الدولة أم لا- فإنه يتوجب محاربتها كونها أعلنت خروجها ورفضها الشرعية بعدما سيطرت على مواقع حيوية في المدينة٬ ناهيك عن تكفيرنا والتحريض علينا من منابر المساجد".

المصدر : الجزيرة