حديث "الحرب" يسيطر على الإعلام المصري

This image made from a video released Sunday Feb. 15, 2015 by militants in Libya claiming loyalty to the Islamic State group purportedly shows Egyptian Coptic Christians in orange jumpsuits being led along a beach, each accompanied by a masked militant. Later in the video, the men are made to kneel and one militant addresses the camera in English before the men are simultaneously beheaded. The Associated Press could not immediately independently verify the video. (AP Photo)
الضربات تأتي بعد نشر مقطع فيديو يظهر ذبح 21 قبطيا في ليبيا (أسوشيتد برس)

الجزيرة نت-القاهرة

ما إن أنهى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمته التي ألقاها عقب اجتماعه ومجلس الدفاع الوطني لبحث إعدام تنظيم الدولة الإسلامية 21 قبطيا مصريا كان قد اختطفهم في ليبيا قبل نحو شهرين، حتى سيطر حديث "الحرب" و"الثأر" على أغلب برامج الفضائيات المصرية.

وبدت كلمة السيسي التي توعد فيها بالقصاص، وأكد حق بلاده في الرد في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب، ضوءا أخضر لإعلاميين وشخصيات موالية له، لتهيئة المصريين لمعركة وشيكة.

وكعادته، كان الإعلامي أحمد موسي الأكثر حماسة وتحريضا، فطالب "إعلام الأزمة" بالوقوف خلف الجيش، وأكد أن مصر ذاهبة إلى حرب خارجية، وأنها "ستعدم بلدانا كاملة". ووصف إعلاميين -لم يسمهم- "بالخونة"، واعتبر أن أي محاولة لتحميل السيسي المسؤولية تمثل نوعا من "تصفية حسابات".

 حسام سويلم:
 تنظيم الدولة يعمل بإيعاز ودعم من قطر وتركيا والولايات المتحدة، وهناك رغبة لجرّ مصر إلى حرب مفتوحة خارج أراضيها لإجبارها على التصالح مع الإخوان

اتهامات
وفي اتصال مع موسى، قال اللواء متقاعد حسام سويلم إن تنظيم الدولة "يعمل بإيعاز ودعم من قطر وتركيا والولايات المتحدة، وهناك رغبة لجرّ مصر إلى حرب مفتوحة خارج أراضيها لإجبارها على التصالح مع الإخوان"، مشددا على "ضرورة توجيه ضربات موجعة، وقطع رقبة كل من يعتدي على المصريين".

أما الخبير الأمني اللواء أشرف أمين، فطالب بـ"توجيه ضربات انتقامية، سريعة وموجعة لقطر وتركيا، وعدم التهاون مع فضائية الجزيرة". وفي السياق، طالب صلاح حسب الله نائب رئيس حزب المؤتمر بـ"دعم الجيش في حربه المقبلة،" ودعا الجيش لاتخاذ "قرارات سريعة ورادعة"، تحقق أمن المصريين في الداخل والخارج.

وأكد رئيس حزب الإصلاح محمد أنور السادات ضرورة توجه الجيش إلى "الإرهابيين على الحدود". بينما طالب السياسي مصطفى الفقي بـ"توجيه ضربات جوية سريعة بمساعدة الغرب إلى هذه التنظيمات".

أما الإعلامي وائل الإبراشي فأجرى برنامجه اتصالا هاتفيا بقائد عملية "الكرامة" اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي أعلن ترحيبه بعمل عسكري مصري في ليبيا، وقال "إن الليبيين مستعدون لمساعدة القاهرة في حربها على الإرهابيين".

ومن جهته، طالب الصحفي مصطفى بكري بـ"الرد على القتلة، واتخاذ الوسائل المناسبة للثأر". وقال "ننتظر قرارات حاسمة من مجلس الدفاع الوطني، وإذا لم يكن هناك رد حاسم لن تتوقف داعش عن قتل أبنائنا، دمنا ليس فقط في رقبة داعش ولكنه أيضاً في رقبة قطر التي موّلت وتركيا التي شاركت، من الآن لا يجب السكوت على الخونة".

عبد الحليم قنديل يعارض التدخل  العسكري في ليبيا، مؤكدا أن الأوضاع هناك لا تسمح بذلك، ودعا إلى توسيع الدور السياسي المصري هناك

حدود الرد
أما الإعلامي عمرو أديب فقال "هؤلاء ليسوا داعش، هؤلاء يتبعون الإخوان". وفي مداخلة هاتفية، قال نقيب المحامين المصريين سامح عاشور "القضية الآن تمثل حياة أو موتا، ويجب التدخل العسكري دفاعا عن العروبة والإسلام والكرامة والحدود".

على الجهة الأخرى، عارض الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل الحديث عن تدخل عسكري في ليبيا، مؤكدا أن الأوضاع هناك لا تسمح بذلك. وانتقد قنديل -عبر فضائية "أون تي في" توجّه وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى الولايات المتحدة للمشاركة في قمة "مواجهة الإرهاب"، داعيا إلى توسيع الدور السياسي المصري في ليبيا.

وأجرت الإعلامية لميس الحديدي اتصالا بوالد أحد الضحايا، فخرج باكيا، وردد كلمات محددة: "منهم لله الذين تركوهم يذبحوا". فما كان منها إلا التعجيل بإنهاء الاتصال.

أما بباوي يوسف -شقيق أحد الضحايا- فقال إن المسؤولين بالخارجية المصرية أكدوا لنا أن هذه الصور مجرد تهديدات ويجري فحصها ونتابع الموقف عن كثب.

بينما طالب مجدي ملك -عضو "بيت العائلة المصرية" بسمالوط- الخارجية المصرية بتوضيح حقيقة الأمر. مضيفا "نحمّل المجتمع الدولي الذي يساند الإرهاب مسؤولية ما يحدث".

وانتقد سمير -شقيق أحد الضحايا- التقاعس الحكومي إزاء الأزمة. قائلا "لم يتحرك أحد لنجدتهم، ولم نحصل إلا على وعود انتهت بذبحهم جميعا".

المصدر : الجزيرة