وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة تعودان للواجهة

المتظاهرون يحتجون على اختفاء زوجة كاهن أعلنت إسلامها - مظاهرة للإفراج عن "كاميليا "ومقاطعة الأقباط في مصر - الإسكندرية /أحمد عبد الحافظ
مظاهرة سابقة للمطالبة بأن تطلق الكنيسة سراح وفاء وكاميليا (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-القاهرة

عادت إلى الواجهة قضية وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة وأمثالهما ممن تحولوا من المسيحية إلى الإسلام في مصر، وذلك بعدما طالبت جماعة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا بإطلاق سراحهما.

وشهد العقد الأخير من حكم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بروز القضية بعدما أبرز الإعلام تطورات قالت أولا إن السيدتين اعتنقتا الإسلام، ثم أوضحت أن السلطة السياسية خضعت لرغبة الكنيسة وسلمتها السيدتين اللتين اختفتا بعد ذلك ولم يعرف مصيرهما.

ثم عاد الاسمان للتداول بعدما اشترط تنظيم الدولة في ليبيا الإفراج عنهما من أجل إطلاق سراح 21 مسيحيا مصريا كان قد احتجزهم في ليبيا قبل أن يعلن أمس الأحد أنه قتلهم بالفعل.

وفاء قسطنطين
في عام 2004 أصبحت المهندسة الزراعية وفاء قسطنطين حديث الشارع المصري بعد أن تواترت الأحاديث عن اعتناقها الإسلام.

وقسطنطين مهندسة زراعية من مواليد 1956، وزوجة الكاهن مجدي يوسف راعي كنيسة أبو المطامير في محافظة البحيرة (شمال غربي مصر).

عقب تطاير أخبار اعتناق زوجة الكاهن الإسلام كشرت الكنيسة المصرية عن أنيابها، وخرج الأقباط في تظاهرات للتنديد باختفائها، واتهم أحد القساوسة زميلها في العمل -ويدعى السيد محمد المرجون- باختطافها وإرغامها على إشهار إسلامها.

كما اتهم الشرطة "بالتواطؤ ضد الأقباط"، مؤكدا أن الضباط في مركز شرطة أبو المطامير يدعون أن المسيحيات يشهرن إسلامهن بمحض إرادتهن "على غير الواقع"، فيما أكد مقربون من وفاء أنها لحقت بزميلها بمحض إرادتها.

وهاجم متظاهرون أقباط -كانوا يعتصمون داخل مبنى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية- رجال الأمن المكلفين بحراسة الكاتدرائية فجرحوا العشرات منهم، وهو ما ردت عليه الشرطة باعتقال أكثر من 35 شخصا من المتسببين في الحادث.

ومع احتدام قضيتها سارع الرئيس الأسبق حسني مبارك لتسليم وفاء للكنيسة التي أودعتها بيتا للراهبات بمنطقة "النعام" (شرقي القاهرة) لأيام قبل أن تنقلها إلى دير الأنبا بيشوي، حيث التقاها البابا شنودة -بابا الإسكندرية- وأمر بتعيينها في الكاتدرائية، وعدم عودتها إلى بلدتها مرة أخرى.

ومن ذلك الحين توارت وفاء قسطنطين تماما عن الأنظار، وانتشرت روايات تقول إنها قتلت من قبل الكنيسة، وهو ما ردت عليه الكنيسة بأن البابا شنودة رفض ظهورها بشكل نهائي حتى لا تتسبب في مشاكل للكنيسة.

وردا على ما حدث بحق وفاء قسطنطين اقتحم تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" إحدى كنائس العاصمة العراقية بغداد وقتل أكثر من خمسين شخصا، وتوعد بهجمات أخرى ما لم يتم إطلاق سراحها.

كاميليا شحاتة
في 22 يوليو/تموز 1985 ولدت كاميليا شحاتة زاخر بمركز دير مواس في محافظة المنيا بصعيد مصر، وحصلت على بكالوريوس العلوم والتربية في التاريخ الطبيعي من جامعة المنيا عام 2006، وعملت معلمة بمدرسة دلجا الإعدادية، وهي زوجة كاهن ديرمواس القس تادرس سمعان.

في مطلع مايو/أيار 2010  قدم زوجها بلاغا يفيد باختفائها، أعقبته تظاهرات -في مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية- احتجاجا على اختفائها، وللمطالبة بكشف ملابسات غيابها في ظل تواتر أنباء عن ظهورها في مقر الجمعية الشرعية بالمنيا، في إشارة لاعتناقها الإسلام.

وبينما كان مسيحيون يطالبون بكشف مصير السيدة المختفية ظهر شخص يدعى أبو يحيى مفتاح -وهو من سكان المنيا- ليقول إن كاميليا طلبت مساعدته على إشهار إسلامها، وقام بنشر صورة لها وهي تستكمل إجراءات الإشهار بالأزهر، مؤكدا اعتقال أجهزة الأمن لها لإعادتها إلى الكنيسة.

في الوقت نفسه، نشرت مواقع إسلامية مستندات وصورا شخصية قالت إن كاميليا تركتها مع الأسرة التي استضافتها في بيتها حين أشهرت إسلامها، كما أكدت فضائيات إسلامية ذلك في عدد من البرامج.

ونظمت قوى سلفية تظاهرة حاشدة أمام مسجد النور بمنطقة العباسية (شرقي القاهرة) ضد بابا الأقباط آنذاك شنودة الثالث، للمطالبة بالكشف عن مكان كاميليا، كما خرجت وقفات احتجاجية أمام مسجد الفتح في ميدان رمسيس وسط القاهرة، ومسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية شمال مصر، للمطالبة بعزل البابا وللتنديد بما سموه احتجاز الأقباط الذين اعتنقوا الإسلام داخل الأديرة والكنائس، وعلى رأسهم كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين.

خلافات عائلية
وبعد أقل من أسبوع على غيابها أعلنت الحكومة العثور على كاميليا شحاتة، وعزت سبب غيابها إلى "خلافات عائلية"، وبعد عودتها أعلن الأنبا أغابيوس -أسقف دير مواس- أن كاميليا تحت رعاية الكنيسة، وأن الكنيسة "تقوم بعمل غسيل مخ لغسيل المخ الذي تم لها".

وطالب مفكرون ونشطاء أقباط الكنيسة بإظهار كاميليا نفي شائعة إسلامها، غير أن المفكر القبطي رفيق حبيب اعتبر أن حالة الغضب، والإصرار على إعادتها، وتحمل الكنيسة الإدانة بسبب تظاهرات الأقباط يرجح قصة إسلامها.

وانتقد الكاتب علاء الأسواني موقف الدولة بتسليم كاميليا شحاتة للكنيسة بعد إسلامها وتلويح البابا شنودة بتدويل قضيتها "إذا لم تحضرها أجهزة الأمن فورا"، كما هاجم المفكر القبطي جمال أسعد ما وصفه بـ"تواطؤ الدولة" مع الكنيسة، وتسليمها من يشهرون إسلامهم، بما يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان.

وعقب الإطاحة بحسني مبارك نظمت قوى إسلامية مسيرات وتظاهرات حاشدة تطالب بالكشف عن مصير كاميليا الذي بات مجهولا منذ إعادتها للكنيسة.

غير أن ظهور كاميليا -بصحبة زوجها الكاهن- على إحدى القنوات الدينية المسيحية في 8 مايو/آذار 2011 وضع حدا لهذه المطالبات، حيث نفت السيدة ما تردد عن اعتناقها الإسلام، وأكدت أن غيابها كان "لأسباب عائلية"، وهو ما اعتبره البعض أمرا تم تحت الضغط.

المصدر : الجزيرة