انقلاب باتحاد طلاب مصر بعد فوز مستقلين

صورة لطلاب في ساحة جامعة القاهرة
منظر عام لجامعة القاهرة (الجزيرة)
عبد الرحمن محمد – القاهرة

"يوم الخذلان" هكذا رأى اتحاد طلاب مصر المنتخب وصف أنباء إبطال انتخاب رئيس الاتحاد ونائبه وأخرى، معتبرا أن وزارة التعليم العالي "خذلت الطلاب، ضاربة بإرادتهم عرض الحائط"، مضيفين أن هذا يعكس حقيقة النظام القائم وبعده عن الديمقراطية.

الاتحاد الذي لم يتم إقراره رسميا بعد قال في بيان له صدر مساء أمس إن الشباب "فقدوا الإحساس بالثقة في أصحاب القرار بوزارة التعليم العالي، وأدركوا أنه لا حياة ديمقراطية بانتظاره في مصر كما اعتقد ولو للحظة".

وحسب تصريحات لأعضاء في اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الطلابية، فإن اللجنة قررت إعادة انتخاب رئيس للاتحاد ونائب له، مبررة القرار بأن العملية الانتخابية جاءت بمشاركة نائب رئيس اتحاد طلاب الزقازيق المطعون في صحة انتخابه.

وقرر الاتحاد، حسب البيان، الذي وقع عليه اتحاد 17 جامعة الاجتماع غدا الأحد بحضور رئيس ونائب رئيس الاتحاد المنتخبين، وعقد مؤتمر صحفي عقب الاجتماع "للإعلان عن موقفهم من هذه المستجدات".

في السياق، صدرت بيانات طلابية داعمة لموقف اتحاد طلبة مصر ورافضة إبطال أي من إجراءات انتخابه، أبرزها بيان اتحادات طلاب المعاهد العليا وبيان آخر لسبع حركات طلابية.

undefined

عدوان
وتوالت تصريحات رموز سياسية تدعم كذلك الاتحاد، ومنها اعتبار رئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح "منع الاتحاد المنتخب من مباشرة تمثيله لطلاب الجامعات عدوانا على إرادتهم"، كما اعتبرته جميلة إسماعيل القيادية في حزب الدستور "جريمة ترتكبها الوزارة بخفة وتفاهة".

من جانبه رأى القيادي الطلابي رئيس لجنة الشباب بالمجلس الثوري المصري أحمد البقري أن في القرار "استمرارا في محاربة الشباب والطلاب وإغلاق أي مساحة للتعبير عن الرأي حتى وإن كانت شكلية".

وتابع في حديثه للجزيرة نت "هذا القرار يؤكد كذلك على رعب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه من أي صوت طلابي يعارضه وأنه عدو لكل محاولة لإصلاح لهذا البلد".

ولفت إلى أن موقفه كممثل للشباب الرافض للانقلاب في مصر هو رفض المشاركة في أي عمل طلابي تحت مظلة النظام الحالي الذي يعملون على إسقاطه. واعتبر البقري أن "شرعية أي كيان طلابي تنتج عن تبني قضايا الطلاب والدفاع عن حقوقهم".

بدوره، قال أحمد عبد الباسط المتحدث باسم حركة "جامعة مستقلة" والعضو السابق بهيئة تدريس جامعة القاهرة (فصلته السلطات سابقا)، إن النظام الحالي حاول القيام بمسرحية وهميه وإخراج انتخابات اتحادات الطلاب بنفس طريقة إخراجه لانتخابات مجلس الشعب، إلا أنه فوجئ بأنه ليس كل المعارضين له من الإخوان.

وتابع موضحا للجزيرة نت "جموع الشباب المصري معارض للنظام الحالي، وقد ظهر ذلك جلياً في نتيجة الانتخابات التي لم يلبث أن انقلب عليها كما انقلب على كل شيء منتخب وحر في البلد".

‪عبد الباسط اعتبر أن جموع الشباب المصري معارض للنظام الحالي‬ عبد الباسط اعتبر أن جموع الشباب المصري معارض للنظام الحالي (الجزيرة-أرشيف)
‪عبد الباسط اعتبر أن جموع الشباب المصري معارض للنظام الحالي‬ عبد الباسط اعتبر أن جموع الشباب المصري معارض للنظام الحالي (الجزيرة-أرشيف)

إقصاء متجذر
أما المتحدث باسم المجلس الثوري المصري أحمد حسن الشرقاوي فقد رأى أن رفض الإقرار بنتائج انتخابات اتحاد الطلاب بعد فوز معارضين للنظام يؤكد تجذر توجهات الإقصاء لدى "سلطة الانقلاب العسكري في مصر".

واعتبر في حديث للجزيرة نت أن هذه خطوة تعكس هشاشة النظام الذي لا يحتمل فوز معارضين حتى لو كانوا طلابا، معتبرا الأمر جريمة في حق الطلاب.

في المقابل، يرى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يسري العزباوي، أن القرارات التي اتخذتها اللجنة المنظمة لانتخابات اتحاد طلاب مصر "صحيحة وسليمة" كونها جاءت في إطار إجراء قانوني بعد طعن صحيح.

ونفى في حديثه للجزيرة نت صحة "ما يروجه البعض من أن النظام متخوف من طلاب معارضين في الاتحاد، ولو كان كذلك لتعنت مع فئات أخرى لها مؤخرا حضور أكبر في سياق معارضة النظام كبعض المجموعات العمالية وعدد من الأحزاب المعارضة".

المصدر : الجزيرة