زيارة "برج العرب" المصري.. أمل يبدده ألم

معتقلو سجن برج العرب يواصلون إضرابا عن الطعام

ساعات طويلة يقضيها أهالي معتقلي سجن برج العرب (شمالي مصر) أملا برؤية معتقليهم لدقائق، ولكن رحلتهم لا تخلو من الألم بسبب ما يصفها بعضهم بـ"المعاملة المهينة".

سجن برج العرب المحاط بالصحراء من كل جوانبه يتكون من ثلاثة أقسام: أولها كتيبة من قوات الأمن المركزي المكلفة بحماية وتأمين السجن، وثانيها سجن برج العرب الاحتياطي، والثالث مخصص لمن صدرت ضدهم أحكام بالسجن المشدد.

 وتروي جهاد محمد -وهي ابنة أحد المعتقلين بالسجن- أن التفتيش يبدأ بالطعام أولا، ثم تفتيش الأغراض والملابس وتفتيش أهالي المعتقل تفتيشا دقيقا يصفه البعض بـ"التحرش"، تسلم بعدها الأغراض والطعام داخل كيس كبير (شوال) يحمل اسم المعتقل.

أما إسراء أيمن -شقيقة أحد المحتجزين- فتصف المشهد بأن الأهالي ينتظرون في ساحة السجن لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة أو البرد القارس قبل أن يلتقوا بمعتقليهم لمدة لا تزيد على عشر دقائق، وفي المناسبات والأعياد تمتد الزيارة خمس دقائق إضافية.

شهادات الأهالي: المحتجزون في سجن برج العرب يعيشون داخل حجرات لا تتجاوز مساحة الواحدة منها أربعة أمتار مربعة، وتضم عشرين سجينا وربما أكثر في بعض الأحيان

معاناة المعتقلين
ووفق روايات بعض ذوي المعتقلين كما جاء في تقرير وكالة الأناضول، فإنهم يعيشون داخل حجرات لا تتجاوز مساحة الواحدة منها أربعة أمتار مربعة، وتضم عشرين سجينا وربما أكثر في بعض الأحيان.

وتشير الروايات إلى أن المحتجزين يقضون حاجتهم داخل إناء مركون في إحدى زوايا الغرفة الصغيرة، ويمنعون من الخروج إلى ساحة السجن إلا مرة واحدة في اليوم، وربما يمنعون في أحيان أخرى.

 ولم تخل حياة السجين -حسب روايات الأهالي- من عشرات "الانتهاكات" ما بين تفتيش يجرد السجناء من ملابسهم وأغراضهم، وزجهم بحجرات "التأديب"، ومنع وصول الدواء إليهم أو تحويل المرضى منهم إلى المستشفى، وهم "يعيشون داخل عنابرهم في غرف مظلمة يتسلل إليها البرد القارس في المساء، وبصيص نور في الصباح".

وما فاقم معاناة المعتقلين في الفترة الأخيرة المياه الملوثة التي أصابت العشرات بحالات تسمم على إثر انقطاع المياه الصالحة للشرب لأكثر من ثلاثة أسابيع عقب موجة الأمطار التي أغرقت أجزاء واسعة من الإسكندرية.

وقالت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات -غير حكومية ومقرها القاهرة– في بيان سابق إن أطباء حذروا من احتمال تعرض المحتجزين بسجن برج العرب للفشل الكلوي نتيجة تكرار حالات التسمم، مما ينذر بخطر على حياتهم.

وقد وجه عدد من أسر المحتجزين بالسجن استغاثة للمنظمات الحقوقية والجهات المختصة للتدخل، إنقاذا لحياة ذويهم من انتهاكات إدارة السجن.

غير أن الأجهزة الأمنية في مصر ترفض اتهامات معارضين للسلطات المصرية بممارسة انتهاكات حقوقية ضد المحتجزين الذين تصفهم بـ"الجنائيين"، فيما يقول ذووهم وحقوقيون إنهم "يحاكمون في قضايا سياسية".

المصدر : وكالة الأناضول